“الغريب” قصه في حلقات بقلم :غاده سمير الحلقه الأولى

غريبه هي الحياه كمسرح يصطف عليه الجميع يتقدم كل منا للقيام بدوره، وعندما ينتهي الدور يغيب الممثل عن المسرح وتطفيء الأنوار .
تدور معظم أحداث القصه حول “ماجد الغريب ” أو (الاكسلانس) رجل في بدايات العقد الرابع من العمر ، طويل القامه عريض الكتفين ذو عينان صغيرتان يشعان نظرات حادة ،يمتلك شعر أسود كثيف ،يعمل في جهه ذات طبيعة خاصه وسريه.
يغلق ماجد باب المصعد وتتابعه نظرات موظفي مكتب الأمن الخاص بالبنايه وهم يلوحون له بالتحية بينما يرمقهم هو بنظراته الثاقبة الثابته، ويتجه بخطوات تحمل كل معاني الثقه إلي باب البنايه ،فيفتح له سائق السيارة الباب ليدخل وهو يلتقط الهاتف ليرد سريعا علي محدثه ثم تنطلق السياره في شوارع القاهره المزدحمه.
يردد “ماجد” في كلمات قليله…. خمس دقائق، وبينما تتابع عيناه الطريق من خلال النافذه يكمل ”انا علي بعد 3 كيلومترات من المكان ” .ثم يغلق الهاتف .
تجلس ”زهره ” علي مكتبها داخل مبني إحدي الصحف العريقةو في هدوء ترتشف فنجانا من القهوه ، ”زهره ”امرأه في منتصف العقد الرابع أيضا من عمرها ، متوسطه الطول ، ذات بشره بيضاء ،وملامح مريحه تظهرها دائما أقل من عمرها الحقيقي بعده سنوات وتطفي عليها ملامح طفوليه بعض الشيء،على قدر معقول من الجمال وقدر عالي من الجاذبيه ، ذات طبيعه ودوده،يطلق عليها زملائها بالجريدة ””شعاع الأمل” ، لا تعترف بالفشل ،،لديها العديد من الأصدقاء والرفاق ،تحب الحياه الإجتماعيه لا يستطع أحد أن يتجاهل حديثا تبدأه، لا تحب التحدث كثيرا عن أمورها الشخصيه كل ما يعرفه الآخرون عنها أنها منفصله عن زوجها وأم لطفلين يعيشان معها بعد سفر والدهما إلي الخارج ،لا ترحب بأي حوار يقترب من هذه المنطقه حتي من أقرب المقربين لديها .
تسارع إليها ”سلوى ” زميلتها بالعمل وصديقتها أيضا والتي تصغرها بسنوات قليله ، جميله تمتلك وجه باسما، تنتمي إلي أسره عريقة وثريه أيضا ،” سلوى ” ذات طبيعه إجتماعيه مرحة، ولكنها تتمتع بقدر كبير من التحرر السلوكي الذي دائما ما يجعلها محط الشكوك والريبه من الآخرين، ولكنها لا تلقي بالا بكل هذا وتعتبره مجرد هراء!
وبينما تتبادل الصديقتان الحديث الهامس فجأه يظهر عامل البوفيه “عرفان النوبي” وهو ينظر إلي زهره ثم يهمس ” أستاذ سراج عايز حضرتك في مكتبه !! ..تضع ”زهره ” فنجان القهوه وتستعد للتوجه إلي مكتب رئيسها بعد أن تنظر إليها سلوى نظره تحمل محاوله لفهم هذا الإستدعاء السريع .
تطرق ”زهره ” باب الغرفه ويأتي صوت ”سراج ”من الداخل وتفتح الباب لتجد أمامها شخص يرمقها بنظرات ثاقبة وبينما يدعوها “سراج” للجلوس، ويبدأ في إداره الحوار بينها وبين الضيف الذي يدخن ويرمق “زهره” بنظرات سريعه من وقت لآخر…يقدم “سراج الضيف إليها بقوله دكتور ”عادل المنياوي” أستاذ القانون الدولي بجامعه ( الخليج ) ورئيس مجلس إداره مؤسسه النعيم للطبع والنشر الخليجيه ،، تنظر إليه زهره نظره تمتلئ بمحاولة للفهم وبينما تهم بسؤاله عن المطلوب يسارع “عادل” بقوله تشرفنا أستاذه “زهره” أرجو منك التعاون معي لوضع خطه للتنسيق بين مؤسستكم الصحفية و مؤسستنا ككيان واحد وأتمني أجد من حضرتك المساعده المطلوبه .
تتردد” زهره” وهي تنظر إلي “سراج” الذي يحرك رأسه في ايماءه منه لطمأنتها…..”’اكيد دكتور عادل يسعدني ويشرفني التعامل مع حضرتك ومؤسستكم الصحفيه تحت أمرك”’،،، وينتهي الحوار سريعا وتنصرف” زهره” وبداخلها شعور غريب وغير مريح تجاه هذا الرجل، وتشعر أن هناك شيء كبيرا ما يكمن وراء تلك القصه ولكنها كعادتها لا تتحدث وتردد داخلها ”’خير إن شاء الله خير ”.
تتردد داخل أروقة الجريده أخبار دمج المؤسستان المصريه والخليجيه ،وتختلف ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض، ولكن يظل بداخل زهره شعور لا تدري له أي تفسير ،،شعور غامض جعلها تجلس في صمت تتابع كل ما يدور حولها من إختلاف آراء الزملاء ودون أن تنطق،، فهي تعلم جيدا أن شعورها لم يخب يوما وتمنت أن يخطيء اليوم .
جاء موعد الإنصراف و أدارت “زهره ” محرك سيارتها وانطلقت في شوارع وسط القاهره المزدحمه ،،واتخذت رحله العوده اليوميه إلي منزلها بإحدي ضواحي القاهره الجديده ،جاءها صوت ”إياد ” ولدها الأكبر وهو يحدثها عبر الهاتف ليطمئن علي موعد عودتها، بينما يجلس بجواره شقيقه الأصغر ”زياد” الذي يلتقط منه الهاتف في حركه سريعه ليذكر والدته ببعض الأشياء التي يريد منها شراؤها لأجله في طريق العودة للمنزل .
وبعد تناول الغداءتذهب ”زهره ” لغرفتها بعد أن تطلب من أولادها قدرا من الهدوء ووعدا ببدء المذاكره بعد فتره الراحه ،تجلس ”زهره ” علي الفراش تحاول ألا تفكر في أي شيء وان تغمض عينيها فقط ، ولكنها تمتلك عقلا يعمل مثل الاله التي لا تهدأ، فتهمس بصوت منخفض ..”’اهدا أيها العقل ”’ وما أن تبدأ في مراحل النوم الأولي حتي يرن جرس الهاتف لتلتقطه سريعا فتجد رقما غريبا وقد أظهره لها برنامج معرفه أسم المتصل بإسم ” الاكسلانس ” تتردد لحظات قبل أن ترد ،،ثم تقرر الرد فهي تعمل بالصحافه، تبحث عن الخبر، وتعمل من أجل إظهار الحقيقه فربما هناك بالفعل ما يستحق أن تنصت من أجله .
جاء صوته عبر الهاتف”” مساء الخير أستاذه زهره معاكي ”ماجد الغريب اتمني اتكلم مع حضرتك في موضوع مهم لو وقتك يسمح ”””
.
شعرت ”زهره ” بأن الشعور الذي تملكها منذ بدايه اليوم لم يخطيء، وأنه يوم مليء بعدم الراحه فأجابت ..”’ممكن اعرف بخصوص ايه ؟؟””جاء صوت ماجد بحزم الموضوع يتعلق بزوج حضرتك …آسف أقصد زوجك السابق لدينا عدة إستفسارات تخصه وقد كلفت أن أتحدث معك الآن بصوره وديه ..
جاء صوت زهره يحمل مزيدا من الحيره وهي تردد ”’ لدينا”’ ومن أنتم إذن ؟؟؟ وما هي الاسئله التي تريدون الإجابه عليها بخصوص ”مختار زايد ” زوجي السابق ؟؟ وبعد لحظات جاءها صوت “ماجد الغريب” زوجك السابق علي اتصال بجهات أجنبية تعمل من أجل تخريب الإقتصاد الوطني ونريد منك بعض التوضيحات فقط بشأنه ..هذا هو المطلوب فقط منكي، وساتصل بكي في وقت آخر لتحديد موعد المقابله مع السلامه أستاذه زهره .
لم يمهلها ” ماجد الغريب ” فرصه الرد وهمست “زهره “”” من الواضح أن اسم الغريب ليس فقط مجرد اسم …من الواضح أنه أيضا صفه”” !!.
شعرت أن هناك بابا ما قد فتح لا تدري ما يكمن خلفه،، ولكنها دعت الله أن يكون مجرد شعور من القلق، وأن الموضوع لا يتعدي كونه بالفعل مجرد إستفسار عن زوجها السابق التي تعلم جيدا أنه دائم الدخول في كل ماهو مثير للقلق وللجدال! !
تابعونا الحلقه القادمه مع ”الغريب”

للحلقة الثانية اضغط هنا

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى