الغريب روايه في حلقات بقلم : غاده سمير

ملخص الحلقه الأولى
**********************
: تعمل زهره بمهنة البحث عن المتاعب ، وهي امرأه تعدت العقد الرابع ، منفصله ولديها طفلين، تتلقي مكالمه هاتفية من” ماجد الغريب” الذي يعمل في جهه ذات طبيعه أمنيه خاصه يخبرها برغبته بالحديث معها عن زوجها السابق لتورطه مع جهات اجنبيه لتخريب الاقتصاد الوطني ، ويتم الإعلان عن الدمج بين المؤسسة الصحفيه التي تعمل بها ومؤسسة اخري خليجيه ،ويطلب منها رئيسها الأستاذ” سراج ”التعاون مع ممثل المؤسسة في مصر دكتور ”عادل المنياوي” الذي تشعر تجاهه بعدم الراحه والغموض.
الحلقه الثانيه
**********
يرن جرس الهاتف النقال تتوجه زهره إلي الطاوله الصغيره لتلتقطه في سرعه ،بينما تلمح عيناها اسم المتصل ”ماجد الغريب ” ،يأتي صوت ماجد عبر الهاتف مخاطبا زهره:
ماجد :مساء الخير أستاذه زهره كيف حالك وحال الأولاد إياد وزياد !
زهره بتعجب : إياد وزياد…الحمد لله أستاذ ماجد ولا تحب أنادي حضرتك ماجد بيه، هو ايه المطلوب مني تحديدا وأتمني حضرتك متنهيش المكالمه قبل ما افهم .
ماجد وهو يضحك ضحكه أثارت غضب زهره: ”’أنا أعرف عنك أكيد كل شيء أستاذه زهره حضرتك بتكلمي ماجد الغريب واكيد مفيش غير ماجد غريب واحد في مصر .
زهره باستياء : أوك أستاذ ماجد ممكن ندخل بقي في الموضوع أحب اعرف ايه الإستفسارات المطلوب مني توضيحها بخصوص زوجي السابق ؟
ماجد : هو إستفسار واحد يهمني اعرف الرد عليه منك .. زهره محمد الهادي ايه مدي علاقه مدحت محمد الهادي بزوج سيادتك السابق مختار زايد ؟؟
زهره بجزع :مدحت أخويا ! مفيش علاقه بينهم غير إشترك الاتنين في لقب مسافر خارج البلاد وكل واحد منهم في دوله.
ماجد : واضح ان معلوماتك عن مدحت ناقصه كتير… مدحت أخو حضرتك علي علاقه وثيقة بمختار والناس اللي بيتعامل معاهم مختار في بعض الدول التي تعمل لضرب الإقتصاد الوطني .
زهره : مش ممكن مدحت طول عمره مفيش أي علاقه ود أو صداقه بينه وبين مختار .
ماجد : أستاذه زهره تاريخ مدحت كله ومختار ..وحضرتك.. والوالد والوالده انا عارفه كويس وواضح انك انتي اللي متعرفيش الكتير عن الاتنين .
زهره : ممكن أعرف أنتو عايزين مني ايه تحديدا؟ .
ماجد : أولا حمايتك وإبعادك وإبعاد مدحت عن خطر التعامل مع مختار لأنه مش زيه ،و احنا اتاكدنا انه فعلا مش فاهم هو رايح برجليه لفين.
زهره : حمايتي أنا ومدحت… غريبه دي !
ماجد : أستاذه زهره مش حعطلك أكتر من كده عشان انتي محتاجه تخلصي المقال اللي طلبه منك رئيس التحرير، وكمان تذاكري مع الأولاد عشان إمتحانات الميدتيرم اللي حتبدا بكره.. نكمل حديثنا مره تانيه مع السلامه .
يأتي صوت إغلاق الهاتف ليضع مزيدا من علامات الاستفهام و الحيره بداخل زهره ،التي أعلن النوم رحيله عن عينيها، وقفزت دون وعي من الفراش، وتوجهت إلي المطبخ لتضع قدرا من المياه داخل الغلايه ،التي أطلقت صفيرها إعلانا عن وصول المياه لدرجة الغليان بداخلها وبداخل زهره أيضا ! ،وبينما تسكب المياه داخل الكوب تتذكر صوت ماجد وهو يكرر ما العلاقة التي تربط بين مدحت ومختار؟ ؟
وتصيح محدثه نفسها بصوت مرتفع تري ما هي الحقيقيه قد بات كل شيئ غامضا ومبهما؟
وفي الصباح تذهب زهره إلي الجريده ،وقد ظهرت عليها علامات الإرهاق ،وعدم الحصول علي عدد ساعات من النوم الكافيه، مما جعل البعض ينظر إليها متسائلا عما بها .
تجلس علي مكتبها بينما يضع أمامها ”عرفان” فنجان القهوه الصباحي وهو يردد بابتسامته المعهوده: صباح الخير يا أستاذه زهره .
زهره : صباح الخير عم عرفان من فضلك تشوف لي أستاذه سلوى وتبلغها اني عايزاها ضروري.
يأتيها صوت من الخلف تلتفت لتجد ”سيف صلاح” وهو يناقش أحد الزملاء في أمر دمج المؤسستان، سيف زميلها المصور الصحفي الشاب الذي ينتمي إلي إحدي أسر الجنوب العريقة، و الذي تعلم جيدا أن هناك مشاعر قويه تربط بينه وبين زميلتها سلوى، ولكن دون افصاح منه عن ذلك أو أي لفتة أو إشارة ،ولكنها الوحيده التي تعلم أن كلا منهما يحب الآخر ولكنه يخشاه ،سيف يخشي تحرر سلوى الذي يجعلها دائما في نظر الآخرين محط إتهام ،وسلوي تخشي غيرته ونشأته الجنوبيه المختلفه عنها كل الإختلاف، ولذلك يكتفي كلا منهما أن يحب الآخر في صمت خوفا من الإعلان الذي يتبعه الفقد للأبد .
تقترب سلوى متجهه إلي مكتب زهره وهي تحمل بعض الأوراق التى تضعها في عصبيه، ثم تجلس دون أن تنطق فتنظر إليها زهره بتعجب وهي تردد : في ايه يابنتي مالك علي الصبح مدخنه.
سلوى :مفيش حاجه بس شديت شويه مع أستاذ سراج معترض علي بعض جمل في المقال وعايزني اغيره وأول مره من يوم ما اشتغلت اسمع منه جمله ” وإلا مضطر ارفض نشره”’!
زهره : بعض كلام في المقال ؟أنتي مقالك فيه تخبيط جامد ولا ايه !
سلوى : انتي عارفه أن دايما مقالاتي كلها تخبيط وإني مبعرفش اسكت واللي مضيقني الراجل اللي اسمه دكتور عادل المنياوي بصراحه نظراته وأسلوبه غريب بيفكرني برشدي اباظه في فيلم الرجل الثاني .
تضحك الفتاتان بصوت مرتفع وفجاه يأتي سيف مسرعا وبعد إلقاء التحيه يخبرهم بموعد الاجتماع مع رئيس ومديري التحرير الذي سيتم من خلاله الإعلان عن دمج المؤسستان بصوره رسمية في حضور بعض ممثلي المؤسسه الخليجيه وعلي رأس ممثليها الدكتور عادل المنياوي .
وبعد إنتهاء الاجتماع يطلب سراج من زهره وبعض مديري التحرير الجلوس في إجتماع مصغر مع عادل المنياوي الذي استمر قرابة الساعه ،واستطاع عادل من خلاله إبداء بعض الاقتراحات لخاصه بتطوير المؤسسه، وبعد إنتهاء الإجتماع تسارع زهره للإنصراف من الغرفه ولكن يأتيها صوت عادل:
أستاذه زهره من فضلك انتظري.
ينصرف الحضور وتبقي زهره وهي تنظر إلي عادل بدهشه فيشير لها بالجلوس، ثم يبدأ في الحديث عن بعض الإقتراحات التي يريد منها التعاون معه شخصيا في تنفيذها، وطيله فتره حديثه كان يراود زهره نفس الشعور الذي لا تجد له تفسير …أن عادل يخفي الكثير ،وأنها تشعر كأنها تحدثت معه أو قابلته في السابق رغم تأكدها أن هذا لم يحدث!
وانصرفت زهره وأثناء طريق العوده تفكر في عادل و ماجد وكيف ظهرا معا ،و كيف يحملان لها أيضا الكثير والكثير من الغموض الذي ارهقها، وفجاه تتوقف بالسياره ثم تلتقط الهاتف وكأنها تذكرت شيء أو أمر ما قد داهمها ، ليأتيها صوت مدحت شقيقها مرحبا .
مدحت: زوزو عامله ايه كيف حالك وحال الولاد
زهره : مدحت احنا بخير الحمد لله انت عامل ايه وولادك وداليا .
مدحت : احنا فل الفل.. مالك صوتك متغير
زهره : مدحت انت بتكلم مختار زايد ؟
مدحت : مختار ؟ لا وانا حكلمه ليه ده… هو انا كنت بطيقه وهو جوزك عشان اكلمه حاليا.
زهره :انت بتتكلم بجد .. أنت مفيش أي علاقه بينك وبينه .
مدحت : في ايه يا زهره قلت لك مفيش أي علاقه بيني وبين الكائن اللى اسمة مختار ده ..هو في ايه ممكن تفهميني؟
زهره : بعدين انا سايقه لما ارجع البيت حكلمك سلام .
تصل زهره أمام المنزل وتغادر السياره وتفتح باب المصعد وهي شارده تماما تفكر فيما قاله ماجد الغريب في السابق ،وما يؤكده مدحت الآن ، وبينما تتناول طعام الغداء مع طفليها يرن جرس الهاتف لتجد أمامها اسم المتصل ”ماجد الغريب ” ،فلتقطه وكأنها كانت تنتظر هذه المكالمه بفارغ الصبر .
ماجد : مساء الخير أستاذه زهره
زهره : مساء الخير كويس اوي إن حضرتك اتصلت انا عايزه افهم بقي حضرتك مين وعايز مني ايه ويا ريت بلاش قصه مختار ومدحت واعرف ايه الحكايه.
ماجد بصوت مرتفع : أستاذه زهره ماجد الغريب مش بيهزر مع حد وانا عارف ان مدحت أنكر علاقته بمختار لما اتصلتي بيه المكالمه كلها عارفها.
زهره :عارفها؟ يعني ايه ده بالظبط ؟
ماجد : هو أنكر وطمنك علي حاله وحال مدام داليا والأولاد وحكاية انه مش بيطيق مختار ولا بيكلمه دي غريبه لأنه لسه قافل معاه قبل ما أكلم سيادتك بدقيقة واحده المكالمه بدأت الساعه 4 وعشر دقايق وانتهت الساعه 4 ونصف بالضبط بتوقيت مصر، وطبعا المتصل كان مدحت أخو حضرتك، وحكى لمختار مكالمتك معاه كلها وسؤالك عن العلاقه بينهم.
اه نسيت اقولك إن مدحت طلع شقي اوي بيعرف اكتر من خمس ستات والمدام ولا هي هنا .
زهره : هو ايه اللي بيحصل ده انا عايزه افهم بجد انا دخلي ايه بكل ده ؟
ماجد : علفكره يا زهره جارتك مدام عبير يا ريت تبعدي عنها الست دي مشاكلها كتير وأنت مش زيها .
زهره :انتي مش زيها.. و انتي مش زيهم ..هو حضرتك ليه محسسني انك تعرفني عمر بحاله !
ماجد الغريب : أستاذه زهره اللي بقوله لمصلحتك صدقيني وفعلا انا اعرفك واعرفك كويس اوي فوق ما تتخيلي .
زهره : واضح إن في حاجات كتير انا مش فاهماها ومش عارفه افهمها ..
ماجد : قريب حتفهمي كل شيء وتاكدي انك مع ماجد الغريب في أمان وبعيد عن أي مشاكل مع السلامه أستاذه زهره .
وكالعادة يغلق الهاتف دون انتظار منه لسماع الرد ويتركها في مزيد من الحيره .
تابعونا الحلقه القادمه وأحداث جديدة مع ”الغريب”

لمطالعة الحلقة الاولى اضغط هنا

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى