تمني روايه من حلقات بقلم :غاده سمير “الحلقة الثالثه”

ملخص الحلقتين الأولي والثانيه :
عادت’ تمني ‘لاستئناف دراستها العليا بكليه الإعلام ،عقب انفصالها عن زوجها وتفرغها عدة سنوات لتربيه تؤاميها الصغيرين ،حيث تقابلت مع الدكتور ”سامي خليل ” الإعلامي الشهير، ونجم برامج التوك شو ،والذي يكبرها بعشرين عاما ، وتوطدت العلاقه بينهما قليلا، من خلال موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، وأيضا المحادثات الهاتفيه، حيث سرد كلا منهما للآخر الكثير من تفاصيل رحله الحياه، ثم كان اللقاء بينهما في احدي الأماكن العامه حيث قضت ”تمني ” يوما من اجمل أيام العمر .
الحلقه الثالثه
وبينما انتهت ”تمني ” من أداء الصلاه حتي ادهشها وقوف والدها منتظرا الحديث معها ،استدارت إليه بابتسامتها المعهوده، وهي مازالت تتمتم ببعض الأدعية والأذكارات، التي أعتادت أدائها عقب كل صلاه ،نظر إليها ثم أشار لها بالجلوس أمامه، وقد شعرت برغبته العارمه في التحدث بشيء يثقل كاهله، ولكن ما أثار قلقها ،هو نظراته التي تحمل قدرا من التردد ..نظر إليها برثاء، ثم جاء صوته ضعيفا وهو يردد ”لقد حدثني” ماهر “اليوم عن رغبته في العوده مره اخري لكي .. واخبرني بانفصاله عن زوجته الجديده ”..استدارت إليه، وهي تخلع رداء الصلاه ،وتضعه جانبا، ثم جلست في هدوء ،ونظرت إليه طويلا ،وهي تتعجب مما يقول، هل انتهت كل المشاكل بطلاق زوجها السابق بمن تزوجها.. هل من المفترض أن تظل تنتظره حتي ينتهي من رحله اللهث وراء كل امرأه يرغبها ، وعندما يشعر بالملل، يعود الي من وضعت داخل صندوقا مغلقا في إنتظار عودته… وهمست بداخلها في رثاء ،هذا ما تريده لي يا أبي ،وانتفضت فجاه من مكانها وهي تكرر جمله واحده أعتبرتها الرد الكافي لكل ما سبق من حوار …”’لن اعود”’ .
وفي الصباح أسرعت إلي الجامعه، لا يشغلها سوي مقابلته، وهي التي قضت ساعات الليل في انتظاره، حاولت التحدث هاتفيا إليه كثيرا، ولكنه لم يجيبها، وأرسلت له العديد من الرسائل، فقراها ولم يرد بكلمه واحده ، .عاهدت نفسها الا تسرد له ما حدث بينها وبين أبيها، حتي لا تأخذه الظنون إلي ما لم تفكر به يوما .
وافاقها من حاله الشرود التي سيطرت علي كل كيانها صوت ‘ ندي ‘ صديقتها المقربه، الإنسانه الوحيده التي لم تري يوما في عينيها الخوف منها علي من أمتلكه قلبها وعشقته. .صاحت بها ‘ندي’ وهي تنظر إليها بنظره عتاب تعني أن هناك شيئا ما تخفيه عنها .
نظرت إليها ‘ تمني’ وهي صامته، وكأن الكلمات تحاول أن تجد طريقا لها دون جدوي، ولم تستطع سوي أن تقص عليها ما دار بينها وبين والدها عن رغبه زوجها السابق بالعوده إليها وبينما تكمل حديثها،شاهدته يهم بالدخول إلي الممر المؤدي إلي غرفته، فاسرعت دون شعور خلفه ،وهي تفكر في إيجاد أي سبب يمكنها من محادثته، كانت تريد أن تعرف إجابه سؤالا واحدا …ماذا حدث ؟ولماذا تغير ولم يرد علي مكالماتها أو رسائلها، وكادت تسقط فريسه للقلق الذي حاولت جاهده اخفاءه عن الجميع حتي صديقتها المقربه ‘ندي ‘ دون جدوي .
حاولت التحدث إليه، ولكنها لم تستطع…أرسلت له رساله اخري فقراها ولم يرد ..لم تستطع إكمال يومها الدراسي، فتعللت لندي باصابتها بالصداع الشديد واسرعت إلي المنزل، وهي تشعر بكل مرار الخزلان والضياع.. نعم الضياع عمن اقترب وابتعد دون أن تعرف كيف أو لماذا!
لم تستطع أن تأكل أو تستذكر أو تفعل أي شيء سوي أن تجلس أمام جهاز الحاسوب الخاص بها تتابعه تتمني أن تجد فرصه لمحادثته وأخيرا قررت أن تكتب له رساله اخري تعاتبه علي التغيب عنها ،عن عدم الرد علي رسائلها، ولكن سرعان ما شعرت وكأن هناك من يطرق علي رأسها طرقا عنيفا بمطرقه من لهيب ، وهي تقرأ رسالته لها ..بأنه لن يستطع الإستمرار معها في علاقه لا يدري منتهاها، وأنه رجلا شرقيا اذا أحب أمتلك قلب وجسد من يحب ولا سبيل لهذا الامتلاك إلا بطريقتين فقط، كلاهما المستحيل بالنسبه إليهما فلا سبيل إلا بالابتعاد.
كتبت له.. ولكني لم ولن اطلب شيئا سوي أن أظل بجوارك. .أن تحلق روحي حولك ..أن أهيم داخل مجره وجودك. .فكان رده أن لا مكان علي الأرض لحب الروح وليس بإمكانه مجاراتها في مشاعر الحب تجاهه بعد اليوم وأعاد علي مسامعها انه يكبرها اعواما كثيره وأنه لم يعد الفتي الصغير المراهق الذي تريده وكأنه أراد أن يجلد كلا منهما بقسوه علي هذا الذي شعرا به معا .
لم تستطع أن تتحمل قسوته..لم تستطع أن تصدق كلماته ،بكت كثيرا من أجله …دعت الله أن يخرجه من قلبها. .دعت الله أن يطمس هذا اليوم من ذاكرتها ..أن تنسي هذا الرجل الذي خذلها كما خذلتها الحياه والجميع ..أرادت أن تصرخ من صفعته القاسيه. .أرادت أن تعاتبه أن تقول له لماذا ؟ولكن جسدها الضعيف أعلن تمرده علي احزانها فسقطت دون أن تشعر بشيء وعندما افاقت رأت طفليها يبكيان من أجلها، ونظرات الألم والحزن يعتصران والديها، فجذبت طفليها إليها وهي تحتضنهما بقوه وقد أقسمت منذ ذلك اليوم الا تكون لرجل إلا مجرد ”تمني”.
وتتوالي الاحداث الحلقه القادمه من ”تمني ”

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى