أخر الأخبار

القضاء على البطالة وكيف يمكن للدولة أن تصبح المنارة التى تهدى الشباب من التخبط للوصول إلى فرصة عمل ناجحة لكسب العيش

كتبت شيماء نعمان
أن المشكلة الرئيسية لأى شاب يرغب فى إقامة مشروع ناجح من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة التى تمنح قروض ميسرة بفائدة منخفضة هى أن الشباب الذى ينجح بهذه المشروعات هم الشباب المؤهل ذاتياً للنجاح ولا يخشى عليه من الفشل او الاخفاق ويعرف طريقه ويعلم ما هو المشروع المناسب له الذى يتناسب مع حجم إمكانياته المالية وعلى دراية كاملة وخبرة كافية و عميقة تؤهله للنجاح ، لذلك فإن العدد القليل الذى نجح فى مشاريع تشغيل الشباب والمشروعات الصغيرة والمتوسطة كان لشباب مصرى واعد و واعى ياخد باسباب وعوامل النجاح حتى يستطيع تحقيق أهدافه وطموحاته نحو مستقبل و غد أفضل.
س/ ولكن لماذا أغلبية مشاريع الشباب المصري تفشل دائماً حتى ولو كانت بتمويل ذاتى من الشباب أنفسهم أو من ذويهم أو لو كانت ممولة بقروض ميسرة مع وجود فترة سماح كافية لبدء الإنتاج مع عدم الضغط على المشروع فى بداياته حتى لا يتعثر فى مهده وينطلق لتحقيق أعلى درجات النجاح ؟؟!!
ج / تعدد أسباب وعوامل الفشل لهذه المشروعات نتيجة لعدة أسباب جوهرية وأهمها عدم المثابرة والجلد حتى تحقيق النجاح وكذلك الإستسلام لليأس مع بداية ظهور العقبات اضافة الى عدم الخبرة الكافية فى الإدارة واتقان العمل من الأساس وطبيعة الثقافة المصرية التى جعلت من الفيس بوك
هو أهم محرك بحث يدخل إليه الشباب المصرى عل عكس جميع دول العالم المتقدم التى يعتبر محرك البحث Google هو الأكثر استخداماً
لانه اهم محرك بحث للمعرفة والإطلاع على كل ما هو جديد فى كل مناحى الحياة ومتابعة ومواكبة كل ما جديد و عصري فى مجالات الزراعة والصناعة والتجارة والاقتصاد
وإذا كان هذا هو حال كل الشباب العربى وخاصة المصرى منه الذى يهدر الوقت الذى هو أحد نعمتين مغبون فيها ابن آدم كما أشار الى ذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، لذلك فإن أفضل وسيلة لتصويب وتصحيح المسار نحو القضاء على البطالة وتحقيق النجاح فى المشروعات التى يسعى الشباب للعمل فيها وتحقيق النجاح فى الحياة العملية هى أن تتبع الدولة وسيلة معاملة الشباب الذى لا يعرف أن يهتدى لطريق النجاح بنفس الطريقة التى يتم التعامل فيها مع الطالب الذكى والذى لا يجتهد فى تحصيل دروسه والذى يهدر وقته طوال العام الدراسى حتى يضطر هو بنفسه أو من خلال أهله لتوفير ما يشبه المعسكر المغلق الذى تتبعه أغلب الأسر المصرية وقت اقتراب وأثناء الامتحانات ، ولذلك فاننى اقترح أن يتم القيام ببعض الخطوات والإجراءات التى تسهل هذه تحقيق ذلك وهى على النحو التالى :-
١ – الإستعانة بدراسات الجدوى المعدة والمجهزة سلفا من قبل بواسطة الخبراء والمتخصصين بالوزارات أو البنوك ذاتها لتسهيل وعرض الفرص الاستثمارية الواعدة و التى يمكن إتاحتها للجميع على المواقع الإلكترونية للبنوك والوزارات حتى يتسنى لجميع الراغبين والباحثين على فرصة عمل الإطلاع عليها للإستفادة منها وتوجيه كل الشباب نحو إختيار النشاط الملائم والمناسب له حسب ظروفه وملاءته المالية والبيئة المناسبة لنجاح مشروعهم من حيث الإمكانيات والقدرات المتاحة للإستفادة بها وتحقيق النجاح فى الحياة العملية.
وذلك لأن الثقافة العامة لدى الشباب لن تتغير بين يوم وليلة لذلك على الجهات المختصة اختصار هذه المرحلة من البحث والدراسة والإطلاع التى لا يقوم بها الشباب عادة وتقديمها جاهزة للشباب حتى لا نضيع الوقت وننتظر منهم القيام بمغامرات غير محسوبة العواقب و تؤدى غالباً لفشل تلك المشروعات.
٢ – المساهمة فى توضيح الرؤية الكاملة أمام الشباب فى مشروعات الإستثمار الإنتاج الزراعى سواء كانت فى مشروع المليون ونصف مليون فدان التى وفرت فيها الدولة البنية الأساسية والمرافق والخدمات بشكل متكامل لتبدء فورا فى الإنتاج او فى المشروعات الخاصة التى حتى يعلم جميع الراغبين فى الإستثمار فى هذا القطاع حجم التغييرات الكبيرة التى طرأت على دراسات الجدوى بهذه النشاطات الاستثمارية و التى ارتفعت فيها أسعار تكلفة إنشاء شبكات الرى الحديثة بشكل غير مسبوق أدى لحدوث صدمات كبيرة عند تأسيس هذه المشروعات لتحقيق النجاح واسترداد التكلفة الاستثمارية التى أصبحت تتاخر لحد بعيد مما أدى لعزوف البعض عن الصبر وإستكمال هذه المشاريع وبالأخص عند اللجوء للزراعات التقليدية التى لن تقوم بتحقيق أهداف المشروع أيضا فى ظل الندرة المائية أيضاً لذلك يجب توجيه الشباب فى هذه المشروعات لزراعة الأعشاب الطبية والزراعات الحديثة للإستثمار فى الإنتاج والعمل وتحقيق النجاح فى هذه المشروعات الجديدة.
٣ – ضرورة أن يتم دراسة عدم التمليك المباشر للذين قاموا بشراء أراضى جديدة من الدولة فى مشروع المليون ونصف مليون فدان الا بعد انقضاء مدة سنتين تكون على سبيل حق الإنتفاع فى هذه الفترة فقط وبمثابة إختبار حقيقى للرغبة الجادة فى الزراعة والإنتاج و(ليس للتمليك وتسقيع الأراضى) حتى ترتفع قيمة الأرض مستقبلاً ويقوم ببيعها حتى لا يتم تعطيل الإنتاج وهدر الوقت والأموال التى تم إنفاقها لترفيق هذه الأراضى وقد أكد الأستاذ أيمن الأدغم أنه إذا اثبت الشاب مدى جديته فى العمل والإنتاج يمكن بعد ذلك تحرير عقد التمليك للارض مع إحتساب القيمة التى تم سدادها من قبل على سبيل حق الإنتفاع من ضمن القيمة الإجمالية أو من ضمن مقدم ثمن هذه الأرض.
٤ – إذا كان الغرض الاساسى لمعظم من قاموا بشراء الاراضى التى قدمت فيها الدولة كل المرافق والإمكانيات التى تؤهل من قاموا بالشراء على البدء الفورى فى الزراعة والإنتاج ثم كانت المحصلة النهائية أنهم لم يقوموا بالزراعة والإنتاج بل لجأوا إلى ترك الأرض بغرض التسقيع حتى يرتفع ثمنها ثم يقوموا بالبيع ، لذلك يمكن بحث أن تكون الاولوية فى التمليك لمن قاموا بالعمل بالفعل فى هذه الأراضى خلال فترة تجنيدهم مثلاً ليكون لهم الحق أولا هم وذويهم فى حمل هذه الأمانة وهى عمران أرض مصر لأنهم عرفوا خلال فترة تجنيدهم حجم الخير الذى تنتجه هذه الأرض ويمكن فى هذه الحالة إعتبار مدة الخدمة العسكرية ضمن مدة حق الإنتفاع التى تختبر فيها الجدية للزراعة والإنتاج، فبدلاً من أن يلجأ الشباب بعد تأدية مدة خدمتهم العسكرية إلى الإستدانة وبيع أملاكهم ومتعلقاتهم ليجمع قيمة السفر عبر مراكب الموت بالبحر المتوسط بغية تحقيق الثراء السريع بالهجرة غير الشرعية لإيطاليا مثلاً دون حساب كم المخاطر التى يمكن أن يمر بها و التى قد تلقى به إلى التهلكة ليعمل ويشتغل ويعمر أيضا غير أرض وطنه لأن معظمهم يتشكك فى إمكانية منحه نفس الفرصة للعمل داخل وطنه ولكن إذا كان هؤلاء الناس هم الاجدر والأولى بمنحهم تلك الفرصة لأنهم أشد الرجال وأقوى الرجال لتحمل هذه الأمانة والقيام بأعباء هذه الرسالة نحو تنمية وتعمير أرض مصر وخاصة أهالى الصعيد التى توجد معظم هذه الأراضى بالقرب من الظهير الصحراوي لبلادهم وهم أهل الصبر و العمل والجلد وهم الأقدر على حمل هذه الأمانة.
٥ – بث روح الأمل لدى الشباب بعرض النماذج الناجحة من الشباب المصرى حتى تكون نماذج يحتذى بها للمثابرة على تحقيق النجاح.
٦ – ضرورة توجيه سلوك الشباب الراغب فى إيجاد فرصة عمل من خلال علم توجيه السلوك من قبل الأجهزة المعنية بالدولة حتى تكون هذه النماذج الناجحة والمبشرة هى المتصدرة لنتائج البحث فى وسائل التواصل الإجتماعي مثل فيس بوك و يوتيوب بطريقة علمية تؤدى لحدوث ذلك بدلاً من أن يظل الشباب المصرى أسير الجلوس أمام الفيس بوك حتى يتم العبث برأسه من أجهزة معلومات الدول المعادية لمصر كما هو الحال مع الوحدة ٨٢٠٠ التى تتلاعب بأفكار الشباب المصرى لتكريس حالة عامة من اليأس فى عقول شبابنا تدفعهم للإستكانة إلى اليأس والعزوف عن العمل والمثابرة لتحقيق النجاح ،فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع الياس وكما يقول الشاعر العربى الذى يستنهض همم الشباب بقوله
(لا تهيىء كفنى ما مت بعد لم يزل بأضلعى رعد وبرق)

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى