أخر الأخبار

التدين الشكلي ظاهره الرحمه وباطنه العذاب

 

صافي الكاشف

حينما نتأخذ من المظهر الخارجي تدينا شكليا
صدق رسول رسول الله صل الله عليه وسلم
ان الله لاينظر الي صوركم واموالكم ولكن ينظر إلي قلوبكم واعمالكم

مصيبةٌ أن لا يكون لنا من حجّنا إلا التّمر، وماء زمزم، وسجاجيد الصلاةِ المصنوعةِ في الصّينِ

! مصيبةٌ أن لا يكونَ لنا من صيامنا إلا السمبوسة، والمرطبات والتمر والمسلسلات

مصيبةٌ أن تكون الصلوات حركاتٍ سُويديّة تستفيدُ منها العضلاتُ والمفاصلُ ولا يستفيدُ القلب!

كان ابن الخطّابِ يعرِفُ أنّ المرءَ من الممكن أن يخلعَ دينه على عتبةِ المسجد، ثم ينتعلَ حذاءَه ويخرجَ للدّنيا مسعوراً يأكلُ مالَ هذا وينهشُ عرض ذاك!

كان يعرفُ أن اللحى من الممكنِ أن تصبحَ متاريس
يختبىء خلفها لصوصٌ كُثر

، وأنّ العباءة السّوداء ليس بالضرورة تحتها امرأةٌ فاضلة!

كان يعرفُ أن السِّواكَ قد يغدو مِسنّاً نشحذ فيه أسناننا ونأكل لحوم بعضنا.

كان يعرفُ أن الصلاةَ من الممكنِ أن تصبحَ مظهرًا أنيقاً لمحتال، وأنّ الحجّ من الممكنِ أن يصبحَ عباءةً اجتماعية مرموقة لوضيعٍ!

كان يؤمنُ أنّ التّديّنَ الذي لا ينعكسُ أثراً في السُّلوكِ هو تديّنٌ أجوف!

أندونيسيا لم يفتحها المحاربُون بسيوفهم وإنما فتحها التُّجارُ المسلمونَ بأخلاقهم وأماناتهم!

فلم يكونوا يبيعون بضائعهم بدينهم، لهذا أُعجبَ النّاسُ بهم وقالوا:
يا له من دين!

الايمان الكاذب أسوأ من الكُفر الصّريح. وفي كليهما شرّ!

والتعاملُ مع الآخرين هو محكُّ التّديّنِ الصحيح.

إذا لم يلحظ الناسُ الفرقَ بين التّاجر المتديّنِ والتّاجرِ غير المُتديّن فما فائدة التّدينِ إذاً.

وإذا لم تلحظ الزّوجةُ الفرقَ بين الزّوجِ المُتديّنِ والزّوجِ غير المتديّن، فما قيمة هذا التّديّن.

والعكس بالعكس!

وإذا لم يلحظ الأبوان الفرق بين برِّ الولد المُتدَيّنِ وغير المُتدَيّنِ فلماذا هذا التّديّن

مظاهرُ التّديّنِ أمرٌ محمود، ونحنُ نعتزُّ بديننا شكلاً ومضموناً.

ولكن العيب أن نتمسّكَ بالشّكلِ ونتركَ المضون

أبو جهل كان يلبسُ ذات العباءة والعمامة التي كان يلبسها أبو بكر!

ولحية أُميّة بن خلف كانتْ طويلة كلحية عبد الله بن مسعود!

وسيف عُتبة كان من نفس المعدن الذي كان منه سيف خالد!

تشابهت الأشكالُ واختلفت المضامين.

هل أدركنا ماذا يريد منا ديننا؟

إنه العبادة بمفهومها الشامل. كل ما يحبه الله ويرضاه من اﻷقوال واﻷفعال الظاهرة والباطنة.

هذا هو الاسلام


 

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى