الفتاة المتمرده الحلقة الخامسة بقلم/منى احمدالطاهر

 

الكاتبة منى احمد الطاهر

مرت الأيام سريعاً ورجعت الحياة لطبيعتها المعتادة في منزل إلهام وإنتهت الإجازة الصيفية بحلوها ومرها وجاء موعد بدء الدراسة لسنة جديدة تمنت إلهام أن تلتحق بها مثل زملائها ولكن يتصدر لها والدها ويمنعها من الذهاب إلي المدرسة مكتفياً بهذا القدر من التعليم لإبنته بينما يسعي جاهداً ليكمل ولدية الذكور تعليمهم علي أعلي مستوي ومن هنا بدأت التفرقة من الأب وكانت سبباً رئيسياً في نمو المشاحنات بين أبنائه و زرع الكراهية والغيره من قبل إلهام علي شقيقيها
وتوسط الأهل والجيران والأصدقاء في محاولة منهم لإقناع الأب بأن يتراجع عن قرارة و دارت بينهم الأحاديث التالية
أحد الجيران : في إيه يا عم إنت مالك ومال البت مش عايزها تروح المدرسة ليه
إبراهيم : كفاية كدا هي مش بتعرف تقرا وتكتب خلاص يعني هما إللي خدوا الشهادات عملوا بيها إيه
يتدخل جار آخر : دا كلام برضوا لو كل واحد قال زي ما إنت بتقول كدا محدش هيودي عياله المدارس ويلغوا التعليم خالص بقي
ويقول جار آخر : ولما إنت مقتنع بالكلام ده أومال ليه بقي بتخلي الصبيان يكملوا تعليمهم وعايزهم ياخدوا أعلي الشهادات
إبراهيم : دول رجاله وهما ضهري وسندي في الحياه لازم يتعلموا وياخدوا شهادات كويسه عشان أتعكز عليهم لما أكبر لكن البت مسيرها للجواز وهتبقي لبيتها وعيالها
يرد عليه نفس الجار : يا راجل متقولش كدا أومال الستات الدكاتره والمهندسين والمحاميين وغيرهم يعني دول ما بيجوزوش بالعكس دول بيبقوا أحسن عشان بيفيدوا ولادهم والمجتمع
وبعدين إنت عايز تقعد البت من دلوقتي ليه هتعمل إيه في البيت دي لسه عيله مخدتش غير الإبتدائية
إبراهيم : خلاص هوديها تكمل لغاية الإعدادية ومفيش كلام بعد كدا
أحد الجيران : لأ تمام علي كدا يله يا جدعان قبل ما يرجع في كلامة وبعد 3 سنين يبقا يحلها ربنا محدش عارف إيه إللي ممكن يحصل وقتها
وتسرع فكرية إلي إبنتها بغرفتها لتزف لها البشري
فكرية : إلهام إلهام ألف مبروووك أبوكي وافق هتروحي المدرسة
تتنهد إلهام وتقول : آه يا ماما سمعت مهو صوتهم كان عالي ومسمع وهما بيتفاوضوا معاه
فكرية : مالك يا بت إنتي مش فرحانه ولا إيه
إلهام : فرحانة يا ماما فرحانة كتر خيرة يشكر علي كل حال
فكرية : طب يله يا حلوة أخرجي إتشكري لأبوكي
إلهام : لأ مش خارجه عايزاني أتشكرله علي إيه دا حقي وطبيعي إني أتعلم وأروح المدرسة زي زمايلي و زي إخواتي أنا مقلش عنهم في حاجه بالعكس دا أنا كمان متفوقه عنهم
فكرية : طب إنكتمي أحسن أبوكي يسمعك بورية منك ومن لسانك إللي عايز قطعه دا
إلهام : آه عشان بقول الحق مهو إللي بيقول الحق في البيت دا يبقي كخه
فكرية : يا بت لمي نفسك وبطلي لماضه بقي إحنا مصدقنا
إلهام : ماشي كله بيتسجل والحساب يجمع
……………….
بدأت إلهام أول يوم دراسي لها بالصف الأول الإعدادي وجاء موعد حصة العلوم وكانت حصة تعارف بين المدرس والطالبات وبدأ أستاذ العلوم بالتعرف علي الطالبات وسؤال كل منهن ماذا تريد أن تكون حين تكبر
وجاوبت الطالبات بما يحلمن فكان جواب إحداهن بأن تريد أن تصبح طبيبة وأخري مهندسة وغيرها محامية إلي أن جاء الدور علي إلهام لتجاوب فكان جوابها التالي …
إلهام : أنا أصلاً مش هكمل تعليمي عشان أبويا رافض الموضوع ده ف مفكرتش ولا حلمت بأني أكون أي حاجة قبل كدا
أستاذ العلوم : إزاي لازم يكون ليكي حلم وطموح تسعي من أجل تحقيقه وتذاكري كويس وتسيبي الباقي علي ربنا
إلهام : لما أجي أذاكر بقول لنفسي وأنا بذاكر ليه إذا كنت كدا كدا مش هكمل
أستاذ العلوم : لأ إنتي تشدي حيلك وتذاكري مش يمكن لما أبوكي يلاقيكي متفوقة هو إللي يخليكي تكملي
وكمان لو رفض هتخلي إللي يتوسط عشان يكلمه هيكلمة بقلب جامد وحجة قوية ويضغط علية بتفوقك
وفكرت إلهام بكلام أستاذها وأقتنعت به وقررت بأن تجتهد وتفعل كل ما بوسعها لتتفوق لكي لا تترك الفرصة لوالدها بأن يخرجها من المدرسة
وعلي الجانب الآخر كان شقيقيها يقضيان السنة الدراسية في اللعب واللهو ولا يفرق معهم شئ فهم في جميع الأحوال سيكملان دراستهم الجامعية كما وعدهم والدهم
وإنتهت السنة الدراسية وجاء موعد ظهور النتيجة وكانت المفاجأة للأب بأن تنجح إبنته بتفوق وتحصل علي المركز الأول بالصف بين زميلاتها علي الرغم من رفضة وعدم تشجيعه لها بمواصلة الدراسة وإحباطها دائماً
ويرسب إبنه الأكبر إسلام بالصف الأول الثانوي في مادتين والتي من المقرر له بأن يعيد إمتحانه فيهما في الدور الثاني
وينجح إبنه الأصغر أحمد بالصف الخامس الإبتدائي بالكاد فقد حصل علي درجة النجاح في المواد ولم يزد عليها شئ
وعلي الرغم من تلك النتيجة ظل الأب علي رأية وتمادي في تشجيعه لإبنيه وإحباط إبنتة التي تألمت كثيراً من رد فعل والدها علي تفوقها ولم يقل لها كلمة حلوة تفرح بها وبنجاحها
و دار بينها وبين والدتها الحديث التالي ….
إلهام : هو لية يا ماما بابا عمره ما فرح بنجاحي ولا عمرة قالي كلمة مبروك دا أنا صحباتي أبهاتهم بيشجعوهم ويجبولهم هدايا كل سنة مع إنهم بينجحوا نجاح عادي وأنا بكون متفوقة عليهم
فكرية : معلش يا بنتي إفرحي إنتي بنجاحك وميهمكيش أي كلام من أي حد
إلهام : هو أنا ذنبي إني طلعت بنت عشان بابا يعمل معايا كل ده
فكرية : معلش بقي هو باباكي تفكيرة كدا ومش هيغيرة
إلهام : معلش كل حاجة معلش ماشي يا ماما
فكرية : أنا بقي بمناسبة نجاحك هوديكي مكان بتحبية ونفسك تروحية من زمان
إلهام : بجد يا ماما هتوديني فين
فكرية : شوفي كدا إنتي نفسك تروحي فييييين
إلهام : لأ يا ماما متقوليش هتوديني عند تنت أمل ونخرج بقي معاها ونتفسح ونهيص
فكرية : أيوة لسه تنت أمل مكلماني إمبارح وقالتلي لازم تجيبي إلهام وتيجي عشان نحتفل بنجاحها
إلهام : بس تفتكري بابا هيوافق؟
فكرية : ربنا يهدية ويوافق أنا هفضل وراه ومش هسيبة لحد ما يزهق ويقولنا روحوا
إلهام : طب يله بقي إبتدي الزن علية
فكرية : إستني مش دلوقتي أنا هعرف أصطادة إمتي
إلهام : يارب بقي أنا إتخنقت
وجاءت فكرية في اليوم التالي لتزف البشري لإبنتها
فكرية : يله بقي إستعدي هنغادر البلد بكرا
إلهام : لأ …. بجد … وافق … طب إزاي
فكرية : إيه مش عايزه
إلهام : لأ إزاي وأنا مالي وافق إزاي مش عايزه أعرف المهم همشي من هنا
فكرية : يله بقي متعطلنيش عشان أشوف إللي ورايا أحسن باباكي يتلكك علي أي حاجه ويغير رأية
إلهام : لأ إحنا ما صدقنا هروح أجهز حاجتي وأحلم بالسفر
وفجأة يطرق الباب طرقات متتالية وتسرع فكرية لتفتح الباب فتجد أمامها إبنها أحمد
أحمد : إلحقي يا ماما إسلام إتعارك مع العيال تحت ونزلوا فيه ضرب وفشفشوه
فكرية : يالهوي إلحق إبنك يا إبراهيم
إلهام : كملت والسفرية باظت دا إية الحظ النحس دا
وإلى اللقاء في الحلقه القادمه

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى