وحشـــــــــــــــانى يا مصـــــــــــر بدور عليكى ومش لاقياكى روحتى فين ؟!

بقلم/ بسمة حجازى
كنا نفتح التلفاز فنشاهد الشيخ الشعراوى يتكلم عن الدين، والدكتور مصطفى محمود عن العلم والإيمان، والدكتور جوهر عن عالم البحار «رحمهم الله جميعاً».
وكنا نرى كابتن الخطيب يلعب كرة القدم ولا يتحدث وأم كلثوم تغنى ولا تتحدث، والمقرئ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد يأسرنا بصوت لقراءة القرآن.. ولا يتحدث، وعبدالحليم حافظ وعبدالوهاب وفريد الأطرش يحركون مشاعرنا بمداعبة بريئة للأحاسيس ولا نخجل من أى لفظ خارج.
وكنا نستمع لأدب الحوار مع على أمين ومصطفى أمين والعقاد وطه حسين.. وما يكتبونه وما يقرأونه، وطارق حبيب ومنوعاته وبساطته، وسمير صبرى ونادى المنوعات، ونجوى إبراهيم وبقلظ.. دون أى ألفاظ خارجة.
كنا نمشى فى الشارع حيث البيه والهانم والست الحاجة والراجل الطيب وبنت حتتنا وابن الجيران.
حيث كان الهم.. هم أكل العيش والحياة وتعليم الأولاد.. والأمل هو عودة الأرض وحق الشهيد ومحاربة العدو..
والأهم.. كنا نصلى ونصوم ونقرأ القرآن.. بطاعة وأدب وخشوع ولا نفصح عن ذلك.. لأنها علاقة العبد بربه.
أما الآن..
فى التليفزيون عندنا أكثر من آلاف القنوات.. حيث تجد شيوخ الجوامع توقفوا عند إقامة الأذان والصلاة.. وجلسوا على الكراسى للسباب واللعن.. حتى إن أطفالنا يقولون لنا: دى مش شتيمة، الشيخ بيقولها..
حيث نشر الفضائح والوعيد والتهديد.. والقبح والتضليل فى المعلومة. الآن..
وكلاااااااااااام فى الشارع يا فاجرة.. يا متبرجة.. يا سافرة.. يا عدو الله.. يا خائن.. يا عميل.. يا فلول.. يا ابن..
الآن.. لاعب الكرة يتحدث فى السياسة، والسياسى يذهب ليسب شيخ الدين الذى سبه، واليوتيوب والسى دى والمحمول وكل وسائل التنصت والتسجيل.
ذهب أدب الحوار وأتى إلينا التفاحش والشتائم على الهواء.. ذهب فؤاد المهندس ومسرحياته وجمهور راقٍ.. وأتى آخرون بمسرحياتهم أيضاً ولكن بإفلاس أدبى وإبداعى وإخراجى وجمهور غير واعٍ.
إنه الجهل أيها السادة.. الجهل.. الذى أطاح بعقولنا وراء.. وراء الأمم.. فأصبح لا شكل لنا.. ولا طابع لنا.. ولا أخلاق.. فأنت تجد الأب متديناً والأم منتقبة والابن ضالاً والبنت متزوجة عرفياً والأخ يتعاطى المخدرات فى عائلة واحدة.. لكنهم عائلة متدينة!
لا يفتحون التلفاز.. ولكن يشاهدون اليوتيوب على الفيس بوك

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى