ايها الاعزاء الرفقاء رفقا بالشباب بقلم حمدى صبحى

حياكم مولاكم وبياكم
فالامة في مجموعها صغار يتهيئون لمرحلة الشباب وشباب يأخذون من الحياة لمطامحهم وآمالهم ويعطونها من نشاطهم وحيويتهم وشيوخ ينعمون بأصداء شبابهم ويعيشون على بقايا خيره ونشاطه من جميل ذكريات الشباب والشباب في حياة الانسان مجموعة طاقات طامحة فان كانت موجهة نحو الاستقامة والخير، تهيأ للأمة كلها من هذه الطاقات خير كبير أما إن تركت لتتجه نحو الانحراف والبغي تهيأ للأمة كلها من هذه الطاقات شر وبيل إلا أنه ومن المؤكد ان بحثنا في غير طائل وأن علاجاتنا لا تقع أي موقع للشفاء لأن الشباب ليسوا هم المرضى إنما هم بمثابة انعكاس لحالة مريض آخر ولو كان الكهول والشيوخ يتمتعون بمثل تلك الحساسية التي عند الشباب لاشتركوا معهم في معاناة المشكلات ذاتها فلا جرم ان الشباب يكون بذلك أدق لوحة تنعكس عليها حالة المجتمع الذي هو فيه ان خيرا فخير أو شرا فشر فليس شيء أحب الى الشباب اليوم من أن يعلم ولو أن المجتمع استغل رغبة الشباب هذه فجند كل ما يدخل تحت سلطانه من وسائل العلم والاعلام لخدمة الحقيقة والكشف عن خفاياها والوصول إلى علم سليم بها لظهر من هؤلاء الشباب جمهرة كبرى من العلماء المتبصرين المطلعين ولكن مجتمعنا اليوم أشبه ما يكون بكيس قد أفرغ من محتوياته الأصلية واعيد ما قد قلته لكم من أن هذه المشكلات التي لدى الشباب ليست مرض في كيان الشباب ونفوسهم وانما هي مرض يعاني منه المجتمع وليست مشكلة الشباب الا عرض فالازدواج في القدوة والازدواج في المعايير الامر الذي تعاني منه الناشئة في مجتمعاتنا انما هو ازدواج التعليم والازدواج في التربية والازدواج في طرح الافكار والقيم وبالجملة فهو الازدواج في جميع الحقول التي تساهم في تكوين الشباب والنتيجة هي انعدام ثقة الشاب بالمجتمع وانعدام صلة الاستفادة مما بينهما فلا الشاب يصلح أن يتتلمذ عليه بارشاد ذاته لنفسه منفردا ولا المجتمع يصلح أن يكون مربيا فتتنمو بين جوانح هذا الشاب نفس متمردة على كل شيء لا تدين بولاء ولا تنقاد لحب ولا ترتدع بخشية فات له نفس مضطربة لا تؤمن إلا بذاتها ولا تغذي سوى أنانيتها لأنها لم تجد من سلطان العقل ما يفرض عليها أي سلوك آخر ولم تجد من عطاء المجتمع ما يربطها بأي تعلق أفضل فالعلاج يجب ان يقدم الى المجتمع لا الى الشباب ليكون مجتمع صادقا.
دمتم جميعا بخير وجزيتم الجنة وبارك الله فيكم

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى