برقيتي الى الرئيس محمود عباس “غزة تناديك”

بقلم:ماجد هديب

لتعلم سيدي أولاً بأنني لست من هؤلاء الذين يفترشون بلاط المقاطعة تودداً ونفاقاً لقاء حاجة لي ,فأنا هنا في غزة التي يدفع من فيها ضريبة ولائه لك والتفافه حولك عمرًا ومكانة ,ولتعلم ايضا بأنني لست اخوانياً ولن اكون ,فانا لست من هؤلاء الشواذ فكرياً الذين يتاجرون بقضيتنا ومعاناتنا من اجل مشروع سراب اراد له الاستعمار أن يكون بيننا كفكرة من اجل إبقاء الصدام والتناقض وعدم التوحد او التقدم , كما انني لست من هؤلاء ايضا الذين يتبعون اقطاباً ومراكز قوى بشعارات واهية وتحالفات مشبوهة , بل انني هو ذاك الفلسطيني الذي يرى بأن الالتزام بما يصدر عن القائد والالتفاف حوله هو من الابجديات الاولى للوصول الى الأهداف التي نسعى لتحقيقها ,ولتعلم سيدي ايضا بان برقيتي هذه هي الرابعة التي ارسلها اليك عبر الإعلام وجميعها تحاكي قضيتنا وهموم وألام شعبنا التي ابتلاكم الله بأمانة حملها ,لأننا ندرك ثقل أعبائها عليكم, ومن بينها ما يصدر عنا ما بين الفينة والأخرى من انتقاد وهو ما يجب ان تتحمله, وندرك بأنك تتحمل, بل وتتفهم ايضا ما نكتب لأنك لم تأتي الينا على ظهر دبابة بعدما انتهى ربيع شبابك خدمة لأميركا ,كما انك لم تكن كما الغير الذين جاءوا بعد ان افنوا اعمارهم في إعمار دول البترو دولار ,ولا حتى كنت متنقلا بين دول العالم كما يفعل البعض الان ليتعلم اصول القيادة وفقا لما تراه اميركا خدمةً لإسرائيل ومنعاً لأي اعتداء عليها,بل اننا اخترناك عن حبٍ وطواعية لأنك كنت اول الرصاص وكنت من أول من حملوا الفكرة ,ومن هنا فإننا نناديك من غزة ,فغزة ومن فيها تستصرخكم ونعلم انك ستجيب, ولن تخذلنا.
نُدركُ كما الكل الوطني سيدي الرئيس بأن تخليكم عن غزة ما كان له أن يحدث إلا من أجل حقن الدم الذي تحرص أن لا يسيل منه قطرة إلا من أجل فلسطين ,وخدمة لدولة أخدْتّ على عاتقك إعلانها بعد تجسيد مؤسساتها ,وندرك ايضا إمتلاكك قرار إعادتها دون دم ايضا حينما تجد ان في ذلك مصلحة لما تخطط له وتسعى لتنفيذه وكلنا ثقة بحنكتكم وصلابتكم, ولكن ما يجب أن تعلمه ان البعض من أقطاب الحكومة وممن هم حولك لا يفكرون كما أنت ,ولا ينظرون الى غزة كما تنظر اليها أنت ,بل جعلوا من غزة وكأنها فريسة طال انتظار وقوعها لهم ,حيث يتسابق الجميع بالإنفضاض عليها وكأن غزة لم تعد جزءاً من الوطن ,بل مشكلة يجب الخلاص منها وهنا وللأسف اراهم وكأنهم قد اتفقوا على تجسيد حلم رابين وتمنياته فأصبحوا يعملون على اغراق غزة ومن فيها في البحر , وقد نسى هؤلاء بأن غزة هي البداية وهي النهاية ,فلا دولة دونها, ولا استمرار لثورة او انتصار دون من فيها ايضا ,حيث لا علاج لأبنائها الآن إلا بعد طول انتظار, ولا سفر لهم من أجل التعليم إلا بعد مناجاة , ولا حقوق وظيفية او تعيين بحجة الانقلاب مع ان هؤلاء الذين يحاربون غزة الان سيدي الرئيس هم من استفاد من افرازات هذا الانقلاب ,حيث زادوا غنىً وامتيازات فيما كانت انعكاساته على الشرفاء والمخلصين ممن حملوا راية الثورة بصدق وإخلاص فكان هذا الانقلاب بمثابة الخنجر في ظهر ابناء غزة ومساسا لآدميتهم وكرامتهم وعثرة امام اعلان نواة دولتهم .

غزة تئن وتستصرخكم يا سيادة الرئيس من اجل ان تُعيد الحياة لها وتعيدَ لمن يعيش فيها الروح فهي على وشك الإندثار ,ومن فيها يترنح من ضربات قاتلة ,والدولة التي حلم فيها ابنائها وتحملوا من أجلها سنوات من التيه والضياع والإعتقال كادت ان تنتهي ,حيث ان كل من فيها لم يعد يشعر بالوجود كإنسان, فمن لهؤلاء سيدي الرئيس إلا أنت؟ ,فغزة كانت وما زالت تستصرخكم من اجل الإيعاز لمن يلزم بعدم التخلي عنها من حيث القرارات اعتمادًا وتنفيذًاً, كما انها تستصرخكم من اجل العودة اليها الآن وقبل غدا ونعلم انك لن تخذلنا ,حيث كنت وما زلت صمام الأمان اليها فعد اليها سيادة الرئيس لنخطط معاً ,ولننفذ معاً, ولنبني الدولة معا ,لأن غزة هي البداية وغزة هي النهاية ايضا ,فإما ان نكون او لا نكون, فكن معنا حتى نكون.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى