“أوراق ممزقه “روايه من حلقات بقلم غاده سمير

الحلقه الأولى
وصفها كثيرون بالغرور لم تكن يوما “نور “كذلك ،لم يصل أحد الي أعماق تلك النفس التي عانت و تألمت وصرخت كثيرا صرخات مكتومة، حفاظا علي قالب إجتماعي أو عائلي، أو حتي لا ينعتها مجتمع انانيا بكل صفاته التي كثيرا ما تبتعد عن أبسط صفات الانسانيه ويرجمونها حتي الموت كغيرها .
كانت صامته ساكنه ذات هدوء ظاهريا فريدا ، ابنه صامته تفعل كل شيئا كما قرر عليها ،وأحيانا دون أن يطلب منها ، لا تغضب أحد ،الجميع يحبونها،يحيط بها آلاف المعجبين وآلاف الصائدين أيضا ،كانت رقيقه حانيه يلقبها الجميع بسنو وايت أو اميره الثلج وكنت تسعد كثيرا بهذا القالب الذي وضعوها بداخله ،، عاشت تخشي الحب… بل تخشى حتي التفكير في الحب ،هكذا عاشت وكأنها عصفور سجن داخل قفص يراه الآخرون يغرد بينما هو يئن، ،يراه الجميع عصفور جميل هاديء لا يثير أي أزمات ولا يفتعل أي نقاش ،لم يحاول الهرب، ولم يعلن يوما …التمرد انتظر أن يشعر به الغير ولكن لم يشعر به يوما أحد ..
وبمرور الوقت فقدت” نور” الروح والشغف للحياه، وأعلنت الإستسلام لكل ما هو واقع ،،تحولت إلى شيئا لا ينتمي الي البشر، ولا ينتمي الي الآلات، شيئا يتوسط هذا وذاك، كانت متعتها الوحيده أن تجلس وحيده ،أن تصرخ داخلها لما نعطي كثيرا ولا نجد أو بالادق لمن نعطي ؟،وتسالت أين الحق؟ ،أين اليقين؟ وبحثت عنه داخل أضرحة الصالحين ،وأورده الذكر وأصوات الصخب الذي كان يهز كيانها من الداخل ،ربما هنا اليقين وربما اكون انا!! ،،،شعرت بالحياه وبالتميز الذي تعلمه جيدا،، فهي المختلفه التي تملك من منح الله ماليس لغيرها ،،شاهدتهم جميعا جيدا، ، وكأنها تشاهدهم من خلف الزجاج ،شاهدت من أحبت هذا الذي أرسلته الأقدار في طريقها، لم يكن يوما شبيها لها بل كان النقيض تماما ،وكيف تجتمع آيات الذكر مع دنس الملحد، كيف تجتمع انوار الملائكه مع من يجمع كل ضعف وعجز وظلام البشر هكذا كان “زياد “،،،،كانت تعلم بكل هذا بل كانت تريد أخباره عند كل حديث بينهما بما كان يفعل ،كانت تريد أن تصرخ في وجهة وهو يعبر لها عن آيات اشتياقه بأنه كان منذ لحظات داخل عالم امرأه اخري ،،كان يصرخ أحيانا في وجهها بأنه مريض بالنساء! وأنها لابد أن تقف بجواره وتخلصه من شياطين نفسه ،وأحيانا أخرى يصب آيات غضبه ولعنه عليها صارخا انه كذلك وعليها بتقبله كما يكون ، فهي ليست ملاكا ولا تستطيع حتي أن تكون شيطانة مثلما يريد منها …هي لا تصلح في عقله ،إلا أن تكون تلك المرأه التي تنتظر علي ذلك المقعد في حديقه عمره ، وكأنه طفل يلهو مع كل من تثير احتياجه وغرائزه، وعيناه مثبتتان علي مقعد جلوس أمه، فإذا نهضت واختفت صرخ باكيا راجيا متوسلا العوده.
وهنا كان الفراق حتميا بينهما، فقد تيقنت “نور” أن رغبتنا في تغيير أي إنسان لن تتحقق مالم توافق رغبته هو أولا،، واعادته غريبا وأصبح “زياده مجرد اسم لإنسان عابر تتذكره فتبتسم ابتسامه وكأنها تسخر بها من نفسها ومن اختياراتها الخاطئه ..ومضي وكأنه لم يكن يوما عشقها، ولم يكن يوما طفلها الذي كانت تسامحه علي كل ما يفعله من إساءات وزلات وتدعو الله بكل صلاه أن يعود اليها، وكتبت كلمه النهايه بينهما . واكتشفت أن الروح أيضا تمرض ،الروح أيضا يصيبها الوهن عندما تختزن بداخلها اسمي معاني الحب بل العشق ولكن لا تجد من هو جدير بامتلاك مفاتيح تلك الخزائن…لا يكفي أن تحب ولا أن تعلن ذلك ،الاعمق أن تجعل من تحبه يري صورته داخلك وخلالك، ،واذا فقد صورته سيلملم كل ما تبقى له ولك من ذكري ويحملها، ويمضي تاركا كل شيء اتعبه وكأنك يوما لم تكن وكأنه يوما لم يحب .
وعاد قلبها من جديد يعلن التمرد عندما قررت استكمال دراسه الماجستير التي توقفت سنوات ،وداخل الحرم الجامعي قابلته ،كان يكبرها بعشرين عاما ، وقورا تحمل ملامحه خبره سنوات طويلة ويرتسم علي وجهه ابتسامه صافيه،جذبتها ملامحه الهادئة كان علي النقيض في كل شيء من “زياد”،دكتور” أكرم فريد ” الإعلامي الشهير ،والذي يراه الكثيرون عبر الشاشات الفضائيه،كان دائما يرمقها بابتسامة يراها الغير كابتسامته العاديه أما هي فكانت تعلم جيدا ان هناك طريقا لا تعلم نهايته ينتظرها مع معلمها وأستاذها ودعت الله أن يلهمها وان تعرف نهايه الطريق قبل أن تمضي بداخله فقد اتعبها ما مضي واكتفت بجراح الروح والقلب ولكنها الحياه لا تعطينا كل ما نريد ولا نتمني …
واقتربت من عالمه وبدأ لها إنسانا وحيدا ،يفتقد أن يكون لديه الشخص المقرب ،فهو مثلها لديه آلاف الأصدقاء والرفاق،، ولكنه يفتقد هذا الذي يفضي إليه بمكنون صدره دون حرج ،وبمرور الوقت شعرت أنها حازت ثقته وبدأت تشعر بالحب تجاهه واعترفت لنفسها هي شعرت كذلك منذ رؤيته لأول مره ، وكأنها رأته كثيرا في زمان آخر ،ولو كانت تؤمن بتناسخ الأرواح لظنت أنها عاشت ربما معه من قبل في عالم آخر وأسماء اخري !
وتمنت أن يكون أكرم المرسي ،الذي ترسو إليه سفينه حياتها بعد كل هذه الرحله ، كثيرا أرادت أن تسمعه أن تجعله ينطق بما يجعلها تسعد بما يجعلها تشعر أنها اميره ،ولكنه دائما كان يضع فارق السن حدا بينهما ،كان يكرر دائما انه رجل كبير تجاوز مرحله الحب ،يذكرها دائما بذلك ،رغم أنها كانت تراه جيدا من الداخل فهي تمتلك ما لا يعرفه …تري الحب الذي يخباه خلف ستار الأستاذ والمعلم …كانت تريد أحيانا أن تصرخ في وجهة…. أيها الأحمق لدي كنوز من الحب لم تقدمه يوما إليك امرأه ،أيها المعلم الذي ينتظر ساعه النهاية اللحظات التي تسعد بها ربما تكون هي كل حظك من السعاده في رحله الشقاء….، ،ولكنه لم يشعر ولم يفهم …تردد واختبا بل جبن وهرب أن يقف أمام هذا الشلال من الحب، وبعد كثيرا من المعاناه والألم فقدها …واعادته غريبا ومزقت صفحته كما مزقت صفحه” زياد ” .
وعاشت تكمل دراستها ليس لها إلا العمل والدراسة وبعض الزيارات العائلية علي مضض ومقابلة الرفيقات في النادي ، حتي أعادت عليها الحياه درسا آخر وكأنها أبت أن تتركها تعيش في صومعتها الخاصه بلا عناء….
وانتظرو أحداث الحلقه الثانيه .

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى