سخط بسبب ظاهرة الإستهزاء بين الطلاب

متابعة / نرمين عباس

 

توصلت نتائج دراسة بريطانية حديثة إلى أن ثمة وعياً كبيراً بمخاطر الاستهزاء بمن هم أصغر سناً، أو أقل شأناً لكن هذه السخرية لا تزال شائعة بين الشبان الأمريكيين في مجالات الرياضة والحياة الجامعية.
وقال الباحثون في الدورية البريطانية للطب الرياضي إن النيل من أقدار الآخرين أو الاستخفاف بهم، أو إقدام طالب ينتمي لجماعة ما على الإتيان بأفعال غير لائقة وخطيرة تجاه الآخرين، ينتشر بصورة ملحوظة في المجالات الرياضية.
وقال أستاذ الطب الرياضي في ناشفيل بولاية تينيسي والمشرف على هذه الدراسة، اليكس دياموند فاندربيلت “السخرية من الآخر في حد ذاتها ليست اضطراباً في الصحة العقلية، لكنها والأمور المرتبطة بها، تترك آثاراً جلية على الصحة العقلية” مشيراً إلى أن ذلك لا يقتصر على مجالات الرياضة وحدها.
وقال دياموند في رسالة بالبريد الإلكتروني “ظهرت وقائع مفجعة بين إحدى الفرق الاستعراضية”، ووجد الباحثون خلال مراجعة بيانات الدراسة إن تعريف السخرية وتسجيل وقائعها السلوكية يختلف من حالة لأخرى، لكن دراسة شاملة توصلت إلى أن 47 % من الطلبة الذين أبلغوا عن حالات من هذا القبيل، قالوا إن ذلك حدث خلال المرحلة الثانوية.
وكانت أكبر تلك الأعداد بين الطلبة في مجالات الرياضة والتدريب العسكري كضباط احتياط والفرق الموسيقية، لكن من بين هذه النسبة -ممن وصف الباحثون تجاربهم بأنها تنطوي على التعرض لسخرية- صنف 8 % فقط ما تعرضوا له بأنه سخرية.
وخلال المرحلة الجامعية قال 80 % من الرياضيين بالاتحاد القومي الرياضي بالجامعات إنهم تعرضوا لنوع من الاستهزاء بهم خلال حياتهم الرياضية بالجامعة فيما قال 42 % إنهم واجهوا تجارب تنال من أقدارهم خلال مرحلة الدراسة الثانوية.
وحددت إحدى الدراسات نماذج التعرض للسخرية منها إجبار شخص ما على أن يزيح عملة معدنية على أرضية الحافلة مستخدماً أنفه أو أن يشرب البول، أو مواد خطيرة أو غير مستحبة، أو التعري أمام الجميع وإتيان إيماءات جنسية، أو المشاركة قسراً في سباقات سيارات فائقة السرعة أو القفز من فوق الجسور.
ومن شأن إساءة معاملة شخص ما أن تنطوي على العديد من الآثار النفسية السلبية مثل المشاكل الجنسية وعدم احترام الذات وصعوبة إقامة علاقات مع الآخرين، والاكتئاب والقلق وزعزعة الاستقرار العاطفي، وانتهاك حرمة البدن وحدوث اضطرابات تتعلق بالتغذية علاوة على الضرر المادي.
لكن الفريق البحثي قال إن الكثير من طلبة الجامعة تحدثوا عن آثار ايجابية للسخرية من الآخر منها الشعور بدرجة ما للانتماء للجماعة وبأن الشخص بات أكثر قوة عن ذي قبل بعد اجتياز هذه التجارب.
وقالت الدراسة إن مثل هذه المجموعة التي تعرضت للسخرية وترى أنها مقبولة اجتماعياً ربما تكون قد مرت بمثل هذه التجارب أكثر من مرة، وقال دياموند “من أجل البدء في إزالة آثار هذه السخرية يتعين تغيير ثقافة الشخص واتخاذ نهج جديد.”
وأكدت نتائج الدراسة أنه يجب على الطلبة الذين يعشقون الأنشطة الرياضية وعلى القيادات الطلابية في الحرم الجامعي وعلى مستوى المجتمع والمدربين والإداريين وأفراد الرعاية الطبية والعاملين في مجال الإعلام انتهاج سياسات وممارسات سليمة للقضاء على ظاهرة السخرية هذه.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى