الطيف الباهت الحلقه الثالثه والأخيرة بقلم : غاده سمير

جلست ”نغم ” داخل غرفتها تقرأ في كتاب وايقظها صوت شقيقتها فجأه وهي تقف بجوارها تتابعها في صمت و”نغم”لا تشعر بوجودها تماما حتي تحدثت ”غنوه” لتخبرها برغبتها في اصطحابها إلي منزل عمهما ”مختار ” لمرض زوجته الشديد .
نظرت إليها ”نغم ” وكأنها عادت من رحله طويله في مكان مجهول داخل الكتاب الذي تقرأه.
دق جرس الباب ففتح لهما ابن العم الصغير ”مهند” وأشار لهما بالدخول، وسمعت الفتاتان صوت زوجه العم من الداخل تطلب منهما التوجه إليها بالغرفه لعدم قدرتها علي الخروج إليهما، وسرعان ما توجهت الفتاتان للداخل وجلست ”نغم ” علي مقربه من زوجه العم التي ربتت علي كتفيها وقبلتها في عناق حار، ثم بكت طويلا بينما ظهرت علامات الدهشة علي وجه ”نغم ” والإضطراب الشديد علي وجه ”غنوه ”، التي حاولت جاهده تغيير مناخ الحزن الذي ألم بالجميع .
ودخل العم ”مختار ” حاملا أكواب الشاي ووضعها وهو ينظر إلي زوجته التي تجمدت الدموع داخل عينيها وهي تنظر إلي ”غنوه ” دون أن تتحدث .
وهمت الفتاتان بالانصراف مودعتان العم وزوجته علي أمل اللقاء القريب ولكن حدث ما جعل ”نغم ” تحملق بعينيها فجأه وكأن أصابها شيئا غريبا، فقد رأت صوره لضابطا شابا مثبته داخل بروازا كبيرا ومعلقه علي الحائط القريب من الباب .. إقتربت من الصورة تنظر إليها بدهشه ..إنه الوجه الذي تعرفه جيدا ولا يمكن أن تخطئه ابدا … هو ”عدنان ” وصاحت بأعلى صوتها ”’عدنان”” !!!.
نظر إليها العم ” مختار ” وقد امتلأت عينيه بالدموع وهو يربت علي كتفيها ويردد لا حول ولا قوه إلا بالله.. ونظرت إليها ”غنوه ” وهي تحتضنها في تعجب شديد و تسألها ”عدنان من ” ؟فاشارت لها” نغم” بيدين مرتجفتين إلي الحائط ودون أن تشعر سقطت بلا حركه .
افاقت ”نغم ” علي صوت الممرضة ”صباح ” وقد أحضرت لها طعام الإفطار فنظرت إليها ”نغم ” بعينين تملؤهما الدهشة وهي تحاول أن تسألها كيف أتت إلي هذا المكان؟ وبينما تهم الممرضة بالحديث حتي فتح باب الغرفه ودخلت ”سعاد ” والأب الذي سارع إلي إبنته واحتضنها بقوه وهو يبكي مرددا “”حمد لله علي سلامتك””…نظرت إليه وهي تسأل ماذا حدث بالأمس و أنا في منزل عمي ”مختار ” فأجابها والدها إن هذا لم يكن بالأمس بل منذ أربعة أشهر!! ثم قال وهو ينظر إلي” نغم” في رثاء”” انتي لا تشعرين بشيء منذ ذلك اليوم ”” ، نظرت إليه وقد شعرت بالدهشة بل الرعب مما سمعت ..آخر شيء تتذكره صوره” عدنان ” فصاحت عدنان …الصوره .. منزل عمي ..نظر إليها الأب نظره يملؤها الخوف ووضع يديه علي كتفيها وهو يردد ”نغم ” الصوره التي شاهدتيها في منزل عمك هي صوره ابن عمك ” وجدان ” الشهيد النقيب” وجدان مختار” ابن أخي وخطيبك منذ الطفوله!!!
هالها ما سمعت وكأن أصابها شيئا فصرخت كيف؟ ومن الذي أراه ؟ ومن الذي يحدثني؟ ومن الذي يخبرني بكل شيء عني وعنكم؟ ؟ .
نظرت إليها ”سعاد ” واقتربت منها في حنان وهي تربت علي يديها…هذا مجرد وهم اصطنعه عقلك الباطن الذي كان يرفض ومازال يرفض تصديق إستشهاد ”وجدان ” وقد عادت إليك نفس الحاله مجددا عندما تكرر موقف الألم و حدثت وفاه والدتك، فشعرتي بالفقد للمره الثانيه ، فقام بإيجاد البديل الذي تجسد لك في شخصيه أخرى هي ”عدنان ” الذي كان يردد لك- كما قلتي انت لي- بعض العبارات التي تمنيتيها بداخلك مثل ”’أنا حارسك ” أنا رفيقك ”أنا من احميكي من شرور العالم ، نظرت ”نغم ” إليها نظره مملؤه بالغضب ثم صاحت بها ””لا تتحدثي انتي يا زوجه ابي فقد كنتي تتمنين التخلص منه لقد أخبرني ”عدنان ” بذلك، الآن فهمت لماذا حذرني منك فما انت إلا امرأه شريره قاسيه ”’ .
صمتت ”سعاد ” للحظات ثم نظر الأب إليها قائلا يا ابنتي الدكتوره ”سعاد ” قد عانت كثيرا معك ،و يعود لها كل الفضل في انك تجلسين وتتحدثين معنا الآن، الدكتوره ”سعاد” ليست زوجتي.. بل هي طبيبتك المسؤله عن مباشره حالتك منذ ثلاث سنوات… منذ استشهاد ”وجدان ” رحمه الله عليه !!.
لم تنطق ”نغم ” بكلمه ولكنها غابت عن الوعي مره أخرى، وعندما افاقت وجدت نفسها بغرفتها بالمنزل و الجميع حولها، واقتربت منها شقيقتها ”غنوه ” وهي تمسح بحنان علي رأسها والكل يردد حمدا لله علي سلامتك واقتربت منها ”لحن” حامله طفل جميل مدت يدها إليها لتحمله منها وهي تقول لها””هذا ابني ولد منذ أسبوع ودعوت الله أن تكوني معنا وقد استجاب لي””’ ..حملته ”نغم ” وهي تبتسم في سعاده وسألته بنبرة تحمل كل معاني الطفوله ”’ما أسمك؟ ” فأجابت” لحن ” انا ووالده مازلنا في حيره من أمرنا.. ما رأيك تشاركينا في الإختيار؟، فأجابت”نغم” دون تردد ”عدنان.. ”! فنظر الجميع نظره يملؤها الإحباط والحزن والقلق، فضحكت ”نغم ” وهي تنظر إليهم نظره وكأنها تطمئنهم بها أنها بخير ، ثم طبعت قبله حانيه علي وجنتي الطفل وهي تقول ”’ لا لا هو من الآن اسمه ”وجدان ”’ .
تمت .

الحلقة الاولى والثانية من هنا

(الطيف الباهت ) قصه في ثلاثة حلقات الحلقه الاولي بقلم :غاده سمير

”الطيف الباهت ” قصه من حلقات بقلم : غاده سمير الحلقه الثانيه

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى