الباحث منصورابو كريم : التحالف الإيراني الروسي قائم على المصالح رغم اختلاف الأيديولوجية بين البلدين

غزة ـ  فادى منصور

نظم مركز التخطيط الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية ورشة عمل في مقره بغزة اليوم 22مارس2016، بعنوان: التحولات الإقليمية وتأثيرها على القضية الفلسطينية، في بداية الورشة رحب مدير الجلسة الأستاذ رائد نجم الباحث بمركز التخطيط بالحضور والباحثين وقدم مدخل لأهمية قياس ومعرفة التحولات الاقليمية وتأثيرها على القضية الفلسطينية، وأكد أن هذه الورشة تأتي في سياق دور مركز التخطيط في طرح القضايا الحساسة والمصيرية بهدف اثراء النقاش والحوار حولها.
و خلال الورشة تم تقديم ثلاثة أوراق عمل حول التحولات والتحالفات الإقليمية وانعكاسها على القضية الفلسطينية، وجاءت الورقة الأولى بعنوان الموقف السعودي من القضية الفلسطينية، وتناولت الورقة التي قدمها الباحث السياسي الأستاذ حسن سلامة بالتعاون مع الدكتور ابراهيم المصري، التحالف الاسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية في ضوء التمدد الإيراني في المنطقة، وتناولت أيضا الموقف السعودي من القضية الفلسطينية والمصالحة الفلسطينية، والجهود التي بذلتها السعودية في هذا الصدد، والتي تمثلت في اتفاق مكة ومساعي السعودية لجلب حماس لمحور الدول العربية.
وتناولت الورقة الثانية التحالف الروسي الإيراني وانعكاسه على القضية الفلسطينية، والتي قدمها الأستاذ منصور ابو كريم الباحث مركز التخطيط الفلسطيني، والتي تناول فيها المشروع الإيراني في المنطقة والمساعي الإيرانية لسيطرة على العالم العربي من خلال استخدامها مجموعة من الأدوات السياسية والدينة، حيث أكد أن السياسية الخارجية الإيرانية تحاول توظيف الدين في تنفيذ اجندتها الاقليمية، حيث تدفع العديد من الدراسات بوجود دور محوري للدين في السياسة الخارجية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، فطهران بعد الثورة الإسلامية عام 1979 تحاول وبقوة تصدير نموذجها الثوري إلى محيطها العربي، وقد وجدت بغيتها في مساندة ومناصرة الجماعات والكيانات الشيعية في المنطقة العربية،. وأكد أن هذا التمدد وهذا الصراع بين ايران والدول العربية سمح لبروز صراع جديد في المنطقة غير الصراع العربي الإسرائيلي، مما أثر على القضية الفلسطينية بشكل سلبي وجعها في ادني أولويات المجتمع الدولي والعالم العربي ، الإضافة إلى أن ايران دعمت بشكل مباشر حكومة حماس بغزة الأمر الذي ساهم في استمرار الانقسام الفلسطيني وتجذره في الحالة الفلسطينية .
وحول التحالف الإيراني الروسي ، أكد أبو كريم أن هذا التحالف قائم على المصالح رغم اختلاف الأيديولوجية بين البلدين، حيث كانت نقطة اللقاء هو بقاء النظام السوري الذي يشكل بقائه مصلحة مشتركة، إلا أن خلال الفترة الأخيرة ظهر تباين في المواقف بين روسيا من جانب وإيران وسورة من جانب أخر، وذلك حول مصير الرئيس بشار الأسد، وعملية التسوية والمفاوضات الجارية في جنييف، الأم ر الذي أدى من وجهه نظره لسحب روسيا جزء من قواتها في سوريا، وأكد أن هذا القرار يأتي في سياق الضغوط الروسية على النظام السوري بهدف تقديم تنازلات في المفاوضات الجارية في جنيف ، من أجل الوصول لتسوية سياسية، واكد أن هذه الضغوط الروسية تأتي في سياق التقارب الروسي الخليجي، خاصة فيما يتعلق باسعار النفط والزيارة المرتقبة للملك سلمان لموسكو، الأمر الذي يعني تقارب روسي سعودي على حساب بشار الأسد.
وتناولت الورقة الثالثة، مخاطر تفكيك سورية على الوطن العربي وفلسطين، والتي قدمها الدكتور عبد الحكيم حلاسه، والتي تناول فيها مخاطر تفكك سورية، على قضية اللاجئين الفلسطينيين بسورية، والأوضاع في المنطقة العربية، وأكد أن هناك مخاطر حقيقية من قيام نظام حكم تحت سيطرة الأكراد في شمال سوريا، الأمر الذي يعتبر بداية لتفكك الدولة السورية وتحولها لنظام كنفدرالي.
وعقب تقديم الأوراق دار حوار ونقاش طويل ومعمق بين الباحثين والسادة الضيوف تركز حول انعكاس التحولات الإقليمية على القضية الفلسطينية، الأمر الذي يحتاج قراءة معمقة في تأثير التحولات الاقليمية بهدف معرفة التموضع الصحيح للقضية الفلسطينية في ظل التجاذبات الإقليمية والدولية.