مــركز رؤية للدراســــات والأبحـــــــــــــــاث الموقف الأمريكي من معركة حلب يتسم بالغموض

فادى منصور/غزة

لا يبدو أن معركة حلب التي يرتفع صوت طبولها؛ سيكون شأنها شأن غيرها من المعارك التي خاضتها المعارضة السورية مع قوات النظام في أكثر من محافظة في سوريا، بالنظر إلى حجم المعركة الجديدة، وحدة القصف الذي تتعرض له المدينة، من قبل طيران النظام السوري، في الوقت الحالي. حيث يتزامن ذلك مع المخاض العسير الجاري في جنيف، فقد بدأت تدرك جميع القوى المنخرطة في الأزمة السورية أن معركة حلب بشكل عام وريفها الشمالي بشكل خاص ستكون لها الكلمة الفصل وفق نتائجها المنتظرة في أي تسويات بمسارات الأزمة السورية في جنيف، وسوف تحدد شروط التفاوض المقبلة بين جميع الأطراف، فالمعركة لن تتوقف عند حدود بلدتي” نبل والزهراء ” أو عند حدود بلدة “الباب” بالريف الشرقي أو عند حدود ريف حلب الجنوبي أو ريف حلب الغربي وستكون لها تداعيات كبيرة على عموم ملفات الميدان العسكري السوري. الأمر الذي يفتح الباب أمام طرح مجموعة من التساؤلات حول لماذا حلب الآن بالذات؟ وماهي الاستراتيجية التي يسعى النظام السوري لتحقيقها من استعادة حلب؟ وما هي فرص واستعدادات أطراف المعادلة للسيطرة على حلب؟
الكاتب والمحلل السياسي منصور أبو كريم
مدير دائرة البحث العلمي والدراسات بمــركز رؤية للدراســــات والأبحـــــــــــــــاث أن معركة حلب الاستراتيجية، عاصمة الاقتصاد السوري في السابق، ومعيار القوى في الشمال، تقترب شيئا فشئيا
واعتبر أن التطورات الميدانية والحشود العسكرية في محيط الشهباء دليل على ذلك
وتابع قائلاً :” إن سباق الميدان العسكري والسياسة. يتجدد مع اقتراب موعد الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف الحاسمة، حيث تكون خريطة المواجهة العسكرية مقياسا لأفق المناورة الدبلوماسية، وسط أسئلة تطرح عن تداعيات مشهد الشمال على المسار التفاوضي وسط مخاوف من تقويض الهدنة، في وقت تستمر فيه الخلافات حول مفهوم الحكم الانتقالي وصلاحياته ودور الرئيس السوري بشار الأسد فيه.
وأشار إلى أن العالم أصبح يراقب مسار معركة ريف حلب الشمالي الهامة جداً بمسار معارك محافظة حلب التي تعتبر في توقيتها ونتائجها المستقبلية عنواناً لمرحلة جديدة من الأزمة السورية، فاليوم لا خيار أمام الدولة السورية وحلفائها إلا الاستمرار بالحسم العسكري
ويضيف ابو كريم لا خيار أمام الدولة السورية وحلفائها إلا الاستمرار بالحسم العسكري. ويهدف النظام السوري من وراء إعادة السيطرة على مدينة حلب وتحرير ريفها الشمالي تحقيق مكاسب كبيرة، حيث تعتبر حلب وورقة رابحة جديدة في مفاوضاتها المقبلة مع كبار اللاعبين الدوليين المنخرطين في الأزمة السورية، فمن خلال ورقة حلب وريفها الشمالي وما بعدها، تسعى الدولة السورية لفرض شروطها على الجميع، وعندها لا يمكن أن تحصل أي تسوية إلا بموافقة الدولة ونظامها الرسمي، ووفق ما يراه النظام السوري.
ولفت إلى أن أن معركة حلب العسكرية هي ذات أهداف سياسية، بدأها النظام السوري بقصف جوي، مستهدفا البنى التحتية من مستشفيات ومدارس وغيرها، لحرمان الأهالي من أدنى درجات الخدمة الإنسانية، وبالتالي تهجير ما تبقى من أهل المدينة وإسكان عناصر المليشيات في منازلهم، كما حصل في مناطق أخرى من سوريا، حيث يهدف النظام إلى “إفقاد الثوار للحاضنة الشعبية، ضمن مخطط إيراني؛ إن نجح في حلب سيتابع تنفيذه في إدلب وصولا إلى المنطقة الساحلية”.
كما لخص ابو كريم اهمية معركة حلب لعدة أسباب يتداخل فيها العامل الداخلي مع الإقليمي مع الدولي أهمها : ،
ـ1 أهمية حلب الاقتصادية وحجمها السكاني.
2 ـ وجود الأكراد بقوة وكثافة في ريف حلب وفي بعض أحياء المدينة.
3 ـ وجود مميز وقوي للأقليات في المدينة وريفها.
4 ـ وجود المدينة بالقرب من تركيا، واهتمام الأتراك بها كنقطة ارتكاز وانطلاق لمشروعهم في العودة والسيطرة على العالم العربي.
5 ـ رغبة روسيا في إقامة قاعدة صواريخ في منطقة “عين ديوار” بالقرب من حلب.
لهذه الأسباب أصبحت حلب موضع اشتباك وصراع محلي وإقليمي ودولي، حيث وضعت المدينة في صلب معادلة الصراع بشكل مباشر بعد أن أصبحت المدينة وريفها هدفا استراتيجياً للسيطرة عليها سواء بالنسبة للمعارضة أو بالنسبة للنظام السوري، الامر الذي يعني أن معركة حلب سوف تحسم الصراع في سوريا بنسبة كبيرة.
وحول الموقف الروسى اعتبر ابو كريم أن وزارة الدفاع الروسية قالت أنها لا تملك خططا لاقتحام حلب. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن وزارة الدفاع أن مسلحي جبهة النصرة يحتشدون حول مدينة حلب ويخططون لشن هجوم كبير يهدف إلى قطع الطريق بينها وبين العاصمة دمشق. كما
نفت وزارة الدفاع الروسية لأي مخطط لاقتحام حلب يستبق العودة إلى جنيف بساعات
عن الموقف الأمريكي من معركة حلب أشار المحلل أنه يتسم بالغموض والتردد فيما يتعلق بالأزمة السورية بشكل عام، ومعركة حلب على وجه الخصوص. وكعادة الولايات المتحدة خلال الفترة الأخيرة التي أصبحت تتبنى مواقف غامضة، فبعد الانهيار الكامل لوقف إطلاق النار القسري الذي أقرته مع موسكو، خرجت الإدارة الأمريكية عن صمتها وطلبت توضيحات روسية بشأن خطط مزمع القيام بها ضد حلب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، “مارك تونر”، في مؤتمر صحفي الاثنين25 /4/2016: “إذا كانت روسيا تريد شن ضربات جوية من أجل إضعاف داعش والقضاء عليه فنحن نرحب بذلك.. أما فيما يتعلق بحلب، فيجب أن يكون هناك مزيداً من الوضوح بشأن هوية أولئك الذين: “لا بد من الدقة في تحديد مواقع كل طرف، وكيفية تعاملنا معه”، مشيرًا إلى أن الوضع في حلب شديد التعقيد وغير مستقر، وتتصف المدينة بكثرة المجموعات المسلحة المتواجدة فيها
فما يتعلق بالموقف التركي والسعودي من معركة حلب اعتبر المحلل أن تركيا
تستشعر الخطر على عدة جهات، فهي بذلت كل ما بوسعها لضمان سقوط نظام الرئيس بشار الأسد على مدار سنوات الأزمة السورية، وذلك بهدف ضمان إزاحة نظام يشكل عقبة أمام توسعها السياسي والإقليمي، لذلك يعتبر سقوط مدينة حلب وريفها في يد النظام السوري ضربة قوية للمشروع التركي في المنطقة، ومن جهة أخرى ترى أن التمدد الكردي في الشمال يشكل خطر سياسي وقومي كبير، خاصة أن الأكراد أكثر الجهات التي استفادت من الأزمة السورية والتوتر ما بين تركيا ورسيا عقب حادثة الطائرة الحربية الروسية، حثت تقلى الأكراد دعما سياسياً
فيما يتعلق بالنتائج المتوقعة من المرجح أن تعيد نتائج تلك المعركة رسم العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا، بل وسيكون لها تأثير كبير على وضع الدولة الإسلامية، وكل أطراف المعادلة في سوريا.
فالمعارك المحتدمة على جبهات حلب ما زالت عنيفة وتستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة بالإضافة إلى قصف مكثف للطيران الروسي والسوري. وتدور المعارك في ريف حلب الشمالي تدور بين تنظيم الدولة الاسلامي وكتائب المعارضة وفي مقدمتهم جبهة النصرة، أما في ريف حلب الجنوبي فالمواجهات بين الجيش العربي السوري وحلفائه وجبهة النصرة ومعظم الفصائل المسلحة حتى التي وقعت على اتفاق الهدنة. ففي ريف حلب الشمالي قرب الحدود التركية يواصل تنظيم الدولة تقدمه على حساب فصائل المعارضة في ظل احتدام المعارك بين الجانبين بعد تمكن التنظيم من الوصول لمنطقة حوار كلس القريبة من مدينة إعزاز قبل أيام. وأجبرت المعارك العنيفة في ريف حلب الشمالي عشرات الآلاف من السكان على النزوح من منازلهم ومخيماتهم في اليومين الماضيين نحو الشريط الحدودي مع تركيا. أما في ريف حلب الجنوبي فقد تواصلت المعارك حول تلة “العيس” ومحيط “خان طوحان” وسط هجمات متبادلة وتمكن الجيش السوري وحلفاؤه من التقدم في حي صلاح الدين في مدينة حلب

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى