⁠⁠⁠الإرهاب الفكرى والإرهاب المعنوى

بقلم الأستاذ/ ابانوب جرجس المحامى

لقد أصبحت حياتنا وكل أوقاتنا مخيفة للغاية ننام ونستيقظ على أخبار سيئة غالباً, فهنالك من فجر نفسه وهنالك من قتل ودمر وحرق !
ماهو هذا الدين الذين يتحدثون بإسمة ويمارسون كل أنواع العنف تحت مظلتة !!
أي دين هذا الذي يسمح بقتل المسلمين وغير المسلميين و الأطفال و النساء و الكهول ؟!

وكل من يقوم بهذه التفجيرات والقتل و(الإرهاب المادى) هم من الشباب , و أي شباب بكل أسف انهم شباب وطننا واخواننا المسلمين المغرر بهم ! ولكن السؤال هنا ماذا حدث لهم وكيف غرر بهم ؟!
لماذا يقتلون ويفجرون ويدمرون الأخضر و اليابس بهذه الطريقة المفزعة لقد كانوا بالأمس بيننا والآن هم عند أناس خائنين يكرهون الوطن بل و يكرهون الإنسانية ويمارسون ما هو ضد الدين , يقولون بأنهم مسلمين ولكن هل هذه صفات المسلمين؟ّ!

بالطبع لا وألف لا , فلا يوجد دين سماوى يحرض على هذه الأعمال البشعة التى يعملها مرتكبيها تحت وطأة الإسلام, فلا الإسلام ولا المسيحية و لا حتى اليهودية تأمر بفعل هذه الأعمال الإجرامية .

اذاً ما قصتهم هؤلاء ؟! ومن اى دين هم ؟! وكيف يجذبون شباب المسلمين ؟

بإختصار شديد هم عبارة عن فئة إرهابية تسعى للتدمير والقتل لديهم عدة تنظيمات أصبح من أشهرها هذه الأيام هي (داعش) وهو تنظيم مسلح يتبع الأفكار السلفية الجهادية التي تتبنى الجهاد منهجاً للتغير ويهدف أعضاؤه إلى إعادة الخلافة الاسلامية وتطبيق الشريعة والمخيف في ذلك أنهم متمكنين بشكل كبير من مواقع التواصل الاجتماعي !

ومن خلال التعريف البسيط السابق نرى أن هذه التنظيمات تتبع أفكار وليس ديانات بعينها, والدليل على ذلك إنضمام أكثر من 10 آلاف فرد لهذه التنظيمات من الدول الأوروبية والتى لا تدين بالدين الإسلامى, وهذا ما أكدته وكلات الأنباء العالمية والأجنبية .

أيضا إذا ركزنا بالتعريف السابق سنرى شيئاً أصبح فى يومنا هذا فى منتهى الخطورة وهو تمكن هذه التنظيمات بشكل كبير من مواقع التواصل الإجتماعى, الأمر الذى يجب أن نقف له جميعاً متأملين فيه شديد التأمل, فتبدأ أولى خطواتهم بصيد الشباب والتحدث معهم عبر مواقع التواصل والتقرب منهم إما بالمال أو بتغير الأفكار وزرع أفكار ومعتقدات جديدة وخاطئة تحرض ضد الوطن والمسلمين والإنسانية محاجين بأن تنظيمهم يسير على الصراط المستقيم وأن ممارستهم لا تعكس تعاليم الدين الصحيحة ويقنعونهم بأن الجهاد معهم والقتل يدخل الجنة وهذه تعد من أبشع الأفكار فهى حرب لا تقل ضراوة عن الحروب المادية بل تزيد فى قوتها و شدتها أى حروب أخرى .

ويعد موقع التواصل الإجتماعى “الفيس بوك” اليوم هو المسيطر بشكل أو بآخر على الحياه في العديد من البلدان ومن أهمها مصر, فأصبح الفيس بوك اليوم هو الأداه المحركة للعملية السياسية فى مصر, وأصبح أيضاً الضغط الشعبى يتم عبر “الهاشتاج” والصفحات المليئه بالمتابعيين, ويتم على أساسه تغيير مسئوليين بالدولة المصرية, ومن المفزع أن 70% من رواد هذا الموقع متشددين لأفكارهم و معتقداتهم بل و يمارسون إرهاباً من نوع مختلف ألا وهو الإرهاب الفكرى “فإن كنت ليس معى فانت ضدى , حتى وإن لم تتفق معى فأنت ضدى” فلا حرية للرأى والتعبير و لا يوجد ثقافة إحترام الرأى و الرأى الآخر هذا الذى سيخلق أعداءً للوطن من أبناء الوطن أنفسهم .

وأيضاً من أساليب تلك المنظمات الإرهابية نشر الإشاعات التي تزعزع بأمن المنطقة والبلاد وتكثر هذه الأيام ويجب علينا أن نقوم بدورنا وهو التبليغ عن من يقوم بالتحريض ونشر الاشاعات لنحافظ على أمن وطننا .

وهذا ما يدعونا لأخذ الحيطة والحذر علينا وعلى ابنائنا فهم يريدون السيطرة على العقول قبل الأبدان يريدون تغير أفكارنا ليقوموا بتنفيذ جرائمهم .

وأخيرا داعش منظمة ارهابية لا تمد للإسلام بصلة فهي تحارب كل من يخالف رأيه وتصفهم بالردة والشرك وتستحل دمائهم .

والآن يأتي دورنا
أولاً يجب أن نرتقى بثقافة إختلاف الرأى والنقد البناء الذى يبنى الوطن و لا يهدمة, ولا نمارس ضد بعضنا البعض هذا “الإرهاب المعنوى” الذى قد يخسرك ابن من أبناء الوطن, فإذا إختلفت مع الدولة أو النظام فانا ليس بالضرورة أكون مناهضاً لها بل يمكن أن أكون محباً وعاشقاً لها وأريد بناء و ليس هدم
وثانياً والأهم يجب علينا أن ننتبه من هؤلاء “أصحاب الفكر المسموم” ولا نسير وراء ما يقولونه ونبتعد عن مواضع الفتنة والإرهاب ونحذر من معتقداتهم ويجب علينا أن نتسلح بالعلم والثقافة لكي لا نصدق كل ما يقال لنا , والدين الصحيح السمح لا يأمر بهذه الأفكار الخاطئة , لنحمي وطننا ونحافظ عليه ونعيش بسلام .

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى