“عندما تصبح الوطنية بمقابل” لــ سميحة المناسترلى

عنــدما تصبح الوطنية بمقابل .. عندما يكون الولاء للوطن بتسعيرة .. عندما يكون هناك ثمن لإنقاذ بلدك من الضياع .. هذا ما نتحدث عنه هنا الآن , و هذا ما نقابله يومياً منذ قيام ثورة 30 يونيه , بل يزداد كلما زاد استقرار مصر و اشتدت مصر صلابة و استرجاعا لوضعها و مكانتها على المستوى الإقليمى و الدولى , بفضل مجهودات قيادتها و مناصرة و مساندة الشعب القوى العنيد .. الذى لم يقبل الإستسلام لكارثة كادت أن تودى بمصرنا العريقة لولا حرص هذا الشعب و رفضه لتلك المؤامرات و اكتشافه للمخطط و الكمين المنصوب حولنا و اتعاظه بكل ما يراه يحدث من سقوط للأنظمة العربية واحد تلو الآخر, بشكل ممهد له منذ سنوات طويلة .. فكانت ثورات (الخريف) العربي هى كلمة السر لحصد نتائج حرب سافلة.. زحفت بإسلوب متهادى حذر داخل مجتماعتنا .. كالثعبان المختبئ تحت عباءة الجمعيات الحقوقية و الديمقراطية وغيرها .. يبث سمومه بفحيح الأفاعى داخل مؤسسات دولتنا طمعاً في إسقاطها ,عن طريق من يقومون على تغذيته بخلافات مجتمعية و فئوية و عنصرية و كثير من الإعلام المسموم و ” هذا بالطبع ما نسميه أدوات الجيل الرابع للحروب” ..بهدف حدوث الجدل لينتج عنه الأمر الجلل و الذى لم و لن يناله العدو أبداً بإذن الله . كلماتي هى تذكرة بسيطة .. أهديها لكل من نسمع صوته بعد ثورة 30 يونيه و الى الآن بعد الإنتهاء من تحقيق استحقاقات خارطة المستقبل , و تحقيق إنجازات من الإعجاز تحقيقها لدولة فى هذه المدة القصيرة , خاصة وقد استمر تجريف خيراتها و استهلاك و تخريب لبنيتها الأساسية لسنوات .. وهى تجابه حروب صريحة وقحة من الخارج , وتتعامل مع إرهاب داخلى بصورة قاسية يومياً فى سيناء و مناحى الدولة , ففى كل لحظة يسقط شهداء من ابناء مصر و حماة الوطن سواء من قواتنا المسلحة أو من الشرطة .. فالقيادة تدافع عن حقوق مصر و تجاهد لإستعادة وضعها على المستوى السياسي و العسكرى و الإقتصادى و الثقافى .. بالرغم من محاولة محاصرة مصرنا إقتصاديا و التشهير بها بالأخبار المغلوطة ,لإعاقة تقدمنا ومحاولة لوقف إنجازتنا و إعادة بناء مصر بصورة قوية راسخة عن طريق نقل التجارب الرائدة للدول المتقدمة من الغرب لأقصى الشرق و زرعها و توطينها لينتفع بها شباب مصر و اجياله القادمة .. و بالرغم من مساندة هذا الشعب الأصيل و شرفاء هذا الوطن لهذا الجهد المبذول للقيام بالدولة المصرية على أسس سليمة قوية فى ظل هذه الصراعات و الظروف الصعبة .. بالرغم من هذا يقوم البعض ( منا للأسف) بالمطالبة بالثمن !!! نعم هناك متاجرة صريحة بمصالح مصر و استقرارها و بقوت هذا الشعب و مستقبل مصر و شبابها فهناك من يقايضون على المناصب أو كرسى في البرلمان أو الإستيلاء على المشاريع الإستثمارية للتحكم فى اقتصادها لجنى الأموال و التربح الشخصى الفاحش و غير ذلك الكثير غير عابئين بمصلحة الدولة أو الشعب متحججين بأنهم هم من أشعلوا ثورة 30 يونيه و هم من قاموا بإنقاذ مصر من مخطط محتوم للإستيلاء عليها و تقسيمها .. !! إلى هؤلاء أقول إن من قام بإنقاذ مصر هو شعب مصر نفسه .. و اعتقد أنه ليس بمفاجأة عندما أقول أن أول من قام بالثورة هم من قاموا بإنتخاب الإخوان و قد كان شعورهم بالذنب لشديد .. أما باقى الملايين فهم المواطن البسيط بجانب من يمتلك الوعي , فهوالعامل و الفلاح و الموظف و الطبيب و المهندس و الصحفى الشريف و الإعلامي المحب لوطنه و بائع الفول و ربات البيوت و الموظفات .. أى جميع فئات الشعب و شرائحه سواء من لهم في السياسة أو من لا يعى منها إلا القليل , فقد كان نزولنا جميعاً تحت شعار و احساس ” إنقاذ وطن”. ايها المتاجرون بالوطنية و بمصريتكم .. ايها السادة و السيدات المقايضون علي استقرار الشعب يا من تريدون أن تقبضوا الثمن , أنا قد اتقبل من الدول التى تقف بجانب مصر الآن أن تطالب بالمقابل أو بالثمن و هذا حقها .. و لكني لن أقبل من يزايد على وطنيته و لن اتقبل من ابن بلدى ان يتاجر أو يمُن على بما وجب عليه القيام به .. هى دولتنا وجب علينا العطاء و الاستبسال و البناء .. وجب علينا التكاتف و ان ننصر بعضنا البعض .. هناك أمثلة كثيرة لدول تم بناءها بأموال شعوبها و استمدت من ضعفها القوة و تقدمت و نصرها الله لأنها عقدة النية على الولاء لأرضها و موطنها , و عدم اتخاذ الجشع و التربح هدف مقابل انقاذ الوطن .. مثال كوريا الجنوبية و ماليزيا , اليابان و غيرهم من أمثلة ناجحة و رائدة و لو رجعنا لمصر بعد نكسة عام 67 سنرى أكبر مثال للتضحية وإعادة بناء جيش مصر العظيم و الذى خلق من هزيمته القدرة على الانتصار في حرب اكتوبر المجيدة . لا للتلاعب بمصير وطن .. لا للتلاعب بقوت الشعب .. لا للمتاجرة بالوطنية .. لقد خلق الله الوطن نعمة للبشر و علينا جميعاً حمايته و بناءه و الحفاظ عليه .. و فى التاريخ عظة و عبرة لمن لا يعتبر .. تحيا مصر .. بأبناءها المنتمـــين الشــــرفاء .. المنزهـــين عن التجارة باسم الوطن .

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى