كتب المختار عوض قنديل شفافية و انعدام الرؤية !!

شفافية لا محسوسة و لا مرئية !
في المؤتمر الأهلي حول الموازنة العامة
( الإيرادات و النفقات العامة لقطاع غزة – حقائق و أرقام ) و جلسة الفريق الأهلي لدعم شفافية الموازنة العامة بدعوة من الإتلاف من أجل النزاهة
و المساءلة ( أمان ) بتاريخ 10 /3/ 2016 م.
بعد كلمة ائتلاف أمان من الأستاذ مجدي أبو زيد و استعراض موقف الفريق الأهلي لدعم شفافية الموازنة العامة للدكتور وائل الداية , كانت العناوين الرئيسية للجلسة هي :
1- إعادة الإعمار بين الآلية و الموازنة .
2- الإيرادات و النفقات العامة ” الإفصاح ضرورة “.
مسرحية إعادة الإعمار أصبحت فاشلة و مبتذلة , أما الفساد في إعادة الإعمار و معيقاته فهو كلعبة الثلاث ورقات التي يلعب بها المهرِّج على الجمهور حين يدور بعيونهم بعد تركيز كبير ليصل بهم إلى الإحباط , و هذا ما جعل الجمهور يستسلم لأن كشف الحقيقة يحتاج إلى لاعب آخر من نفس الكار ليكشف للناس ما تاه عنهم بأدلة و أرقام و أسانيد و براهين قوية لا يقدر الفاسد على إنكارها لتكون التهمة قانونية بتلبُّس المتَّهم أمام عيون الجميع قبل أن تبدأ الاتصالات و قبل وصول الواسطة و المحسوبية و أصحاب القرار المتنفذون من خلف الكواليس و التحكم عن بُعد باتصال هاتفي و كلمة في أذن حامل الملف قد تجعله يفضِّل السلامة و النجاة على كلمة حق في وجه قرصان أو قاطع طريق فما بالكم إن كان هذا سجانا لا قلب له و يحمل كرباجا مملَّح و قيودا تغلق لمرة واحدة فقط !!
أما أن نرمي الفشل و نعلقه في رقبة إسرائيل فهذه أيضا ليس حجة قوية لأن علاقتنا مع إسرائيل في المعابر علاقة تجارية لا أمنية لأن الأمن عندهم أكبر من المعابر لأنهم يلعبون معنا لعبة الإعدام الميداني في القضايا الأمنية و لا ينتظرون فتح معبر أو إغلاقه لأننا في حساباتهم و في حسابات القانون الدولي نعتبر منطقة محتلة و هي التي تتحمَّل مسؤوليتنا و مسؤولية توفير السلع و الحاجيات لنا و الدليل أنه لا يقوم مشروع إلا بعد أن توافق عليه و تحدد له المكان الذي تسمح به أمنياتها و إلا سيُدمَّر في أول قصف جوي أو حرب أو اجتياح أو تتركه ليكتمل ثم تمنع عنه المواد الخام ليفشل إن كان منشأة صناعية أو إنتاجية .
و عن إزالة ركام البيوت التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية فيبشرنا الأستاذ نائب مدير عام إعادة الإعمار في وزارة الأشغال بأن ما نسبته 90% من الركام قد تم إزالته و لم يقل أن 90% من ال 90% التي تمت إزالتها قد أعيد جرشها و إعادة تدويرها في معامل البلوك ليُعاد استعمالها في بناء البيوت و المساكن هي ملوثة و مشبَّعة بالإشعاعات على أثر الأسلحة و الصواريخ الإسرائيلية التي كانت و ما زالت تُجرَّب علينا في كل حرب و هذا ما يجعلنا نعيش في صناديق ملوثة بالإشعاع تُسمَّى غرف و ما انتشار السرطان فينا بهذا الشكل بغريب .
و إذا دخلنا في ملف الإيرادات و النفقات و إذا فتحنا ملف على قدر أهل العزم تأتي العزائم فإن على قدر ما يُقدَّم من عمل تُعطى الرواتبُ , و هنا سألقي القبض على أعضاء المجلس التشريعي الذين لا يعطون للمواطن كما يأخذون و لم يخرجوا بقانون و لا بتشريع يحمي المواطن الذي انتخبهم ليحفظ حقوقه و كرامته المُنتهكة في دوائر الحكومة على أيدي رجال الحكومة و موظفيها الرسميين حين يَمُن الواحد منهم عليه بحقه الذي شرَّعه القانون و لم يحفظه من تجاوزات الحكومة نفسها الذي نراه على أرض الواقع لا في الدفاتر و لا في الملفات التي لا تُفتح إلا عندما يُطلب المواطن للدفع الرباعي في خزينة الدولة .
و إذا فتحنا صندوق التقاعد و ملف التأمين و المعاشات نجد أنهم في قمة الظلم مع فئة و قمة الانحياز مع أخرى , حين تتخلى منظمة التحرير عن الشريحة العريضة من العاملين في بلاد الاغتراب بعد أن أخذت نصيبها من رواتبهم كحق و مساهمة وطنية و هذا واجب عليهم كما على غيرهم , لكن أن تعترف بغيرهم في قانون التقاعد و لا تعترف بهم فإنها قسمة ضيزى و قمة في الردَّة الوطنية و إنكار الحق حين تنكرهم و تتجاهلهم في النفقات بعد أن كانوا جزء رئيسيا لك في الإيرادات , أليس من حقهم أن تحفظهم و ترعاهم في شيبهم كما حفظوا لك العهد في شبابهم !!
أما عن النزاهة و الشفافية و محاسبة المسيء فهذه ليس قضية المواطن أن يبحث من أين جاءت الأموال و أين ذهبت , هذه قضية أصحاب الاختصاص من سياسيين و ماليين و نيابيين و حقوقيين , الذي يعرفه المواطن فقط هو :
أنك تأخذ نصيب الحكومة من دخله و أمواله على شكل ضرائب و رسوم و خصومات و تأمينات فما عليك إلا أن توفر له جميع الخدمات بأفضل المواصفات و إلا فأنت سارق و مطفف و آكلٌ للربا حين تأخذ أكثر مما تستحق و تعطي أصحاب الحق أقل مما يستحقون , إذا كنت تبحث عن الشفافية و النزاهة عليك أن تفتح ملفات الفاسدين على الملأ و أن تطبق القانون أو تطبق الشرع و الدين و تقطع يد السارق إن كنت لا تخشى أن تقطع نصف أيدي أولاد الأكرمين و القائمين عليها بعد أن تسقط عنهم الأقنعة وحماية كهنة الأيديولوجيات و أصنام الأوطان المُستباحة في معابد لا علاقة لها بالإنسانية.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى