الكوب الفارغ لا يروي ظمأ المختار عوض قنديل

غزة- متابعة/ فادى منصور

المخاتير , رجال العشائر , رجال الإصلاح , مفوضية الإصلاح الوطنية , رابطة علماء فلسطين , الوجهاء و عمداء العائلات … و لدينا الناشطات الاجتماعيات اللواتي نُسِّبنَ كمصلحات اجتماعيات في العناوين أعلاه إلا أنهن يتطفلن على لقب مختارة بتحريض من بعض الجهات و الشخصيات الممولة من جمعيات أهلية و تعمل لأجندات أجنبية تابعة للأمم المتحدة أو للاستخبارات المركزية لاختراق هذا الجدار و فض بكارة هذا المُسمَّى الحصري على الرجال في قيادة العائلة أو القرية أو الحمولة و الذي يأتي عن طريق الاختيار أو التزكية أو الانتخاب إن كان هناك تنافس بين أكثر من شخص و لم يكن للمرأة دور فيه بل لم يكن لها صوت أو دور في هذه العملية من قريب و لا من بعيد إلا الدعاية أو التحريض على هذا أو ذاك في كواليس العائلات من وراء حجاب إلا أن بعض السيدات مما سُمَّين بمصلحات اجتماعيات يلعبن هذه الأيام في الساعة و يعزفن على وتر مساواة المرأة بالرجل ليُلمِّعن أنفسهن ليكُنَّ في الصف الأول من صفوف النساء احتسابا لانتخابات تشريعية قادمة أو حصص في وزارات متسلحات بالكوتة النسائية في كل مجموعة و هذا إرضاء لرغبات الممولين و رضوخا لشروطهم التي تُفرض لمباركة العملية الانتخابية و منحها صفة النزاهة والديمقراطية لا بشيء إلا بحصص و نسبة النساء من كل كادر لا بالدرجات العلمية و المؤهلات الأكاديمية بل لأنهن الألمع إعلاميا بين النساء و تبقى الأقدر من النساء في الصفوف الخلفية مهمَّشات بسبب خجلهنَّ و حياؤهنَّ من المزاحمة أو بسبب انشغالهن في تربية أبنائهنَّ و تلبية طلبات أزواجهنَّ لتفضيلهنَّ أن يكنَّ الأمهات والزوجات الصالحات
و ما دون ذلك لا قيمة له إن قيست السعادة الأسرية و قورنت بالأضواء و عدسات الكاميرات و النفير على الفضائيات لساعات فلا حضن دافئ و لا صدر حنون لمن بقي ينتظر في البيت يكتوي بالحرمان و الشوق إلى صوت مفاتيح الأم في قفل الباب .
و بالعودة إلى مربعنا الأول فإننا نجد المخاتير منقسمون ما بين فتح و حماس ,
و كذلك رجال العشائر , رجال عشائر تتبع فتح و أخرى تتبع حماس , و مفوضية الإصلاح الوطنية تتبع فتح و رابطة علماء فلسطين تتبع حماس و كذلك الوجهاء
الذين مع من سبق ذكره لا يمتلكون جهدا أو نشاطا إلا بذلوه من أجل المصالحة الوطنية و عودة اللُّحمة إلى شرائح شعبنا حفاظا على النسيج الاجتماعي لرتق الصدع بين الأخوة في شطري الوطن و ردم الهوَّة التي نتساقط فيها فرادى
و جماعات دون أن نصل إلى الحد الأدنى من التفاهمات لنبني جسرا من القناعات التي تصل بنا إلى الروابط الوطنية التي تبني القاعدة الصلبة للوقوف على الاحتياجات الأساسية من متطلبات شعبنا الأساسية كي ينعم بالقليل من الحياة في ظل كرامة منقوصة لا تكتمل إلا بتنظيف الذاكرة و مسح ما ترسب فيها من بقع سوداء و أحقاد استوطنت القلوب و تركت الأرض لتقرضها أنياب المستوطنين
و مخالب تنهش قلوب فلذات أكبادنا لتسيل دماؤهم في الشوارع تدوسها عجلات سياراتهم العسكرية بدلا من أن تروي حقول بلادنا لتتفتَّح مع أزهار الحنُّون كل ربيع رغما عن أنف المتسلقين و الانتهازيين من دعاة الفُرقة و الانقسام الذين يرتقون بمكاسب فردية على حساب القضية الوطنية .
و هنا مربط الفرس , فقبل الاجتماعات و الندوات و الخطابات و المصروفات
و الاقتراحات و التوصيات عليكم أن تتركوا الصراعات التي تحت الطاولة فيما بينكم و تنادوا بالمصالحة و إنهاء الانقسام بين أنفسكم , عليكم أن ترموا خلافكم خلف ظهوركم لتلتقوا في مربع واحد لتجمعوا خيوطكم و تنسجوا بساطا تعبِّرون فيه عن إبداعاتكم و تحيكون عباءة تستظلون تحتها جميعا باسم الشرعية و احترام الشريك و مصلحة الوطن كي يختم لكم المواطن بأنكم أهل لما اؤتمنتم عليه.
قال أبو الأسود الدؤلي: لا نتهَ عن خلق و تأتي مثله عارعليك إذا فعلت عظيم

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى