ما أتعب شئون الحياة لــ إرميا قيصر

ما اتعب امور الحياة التي تؤرق رؤسنا وتجعلنا نرسم طريقا سهلا طريقه الانتحار احيانا
وما اقرب روحي الي الضجر والسخط علي جال امور الدنيا .فسرعان ما يمتلئ راسي بكل ما يخص ولا يخص فتنهال مطارق الافكار علي راسي فاهوي الي هوة سحيقة من الاكتئاب الناتج عن كثيرة التفكير فيكون ملاذي دائما هو الذهاب الي النهر احدثه ويحدثني وافرغ ثمالة الافكار وهو يتقبلني بكل سرور
جلست كما جرت العادة ووجهي يصبغه الافكهرار وطعم المرارة في حلقي فاتاني صوته الجهور بغتة كصديق قديم يربت علي كتفي في لحظة حزن فقال
ما كل هذا العبوث وما كل هذا الضجر
قولت هذا طعم الايام وشكلها
فبدت عنه ضحكة ساخرة ثم اكمل قائلا
ولماذا لم تصبغني الايام بهذه الصبغة الحزينة الخانقة
قولت انت النهر ما اعظمك
قال ما اعطم الحياة
فنهرته قائلا كلا بل ما اقبحها
فظهرت علي وجهه سيمات الغضب وهاجت الامواج حتي وصلت قطرات الماء الي كـ اللعنات ثم قال كمن يصرخ
ما اضيق عقولكم
راعني المنظر فاثرت الصمت حتي هدات حميت النهر ولانت امواجه وانساب في سلاسة
كان الصيف يفسح طريقه لدخول الشتاء فاتتني اشعة الشمس مختلظة بنسمات باردة تحمل رائحة النهر التي احبها ويبدو انه لاحظ صمتي ف سالني كمن يلكز كتفي
ما بالك صمتا
فاجبته بسؤال
وما رايك انت في الحياة
قال . سر جمال
وكيف لي ان افهم هذا السر الجميل
عليك بان تحاول فالحقيقة سعي وليست وصول
فشعرت بقشعريرة انتابت جسدي وامتلات طاقة جلعتني اود لو اغير الكون في لحظة
وكان بعض النوارس تسبح في الفضاء تقترب مني وتنظر الي وترحل وكانها لا تريد ان تقطع خلوتي مع النيل
ما اجمل الفضاء عندما تنفرد به وينفرد بك وتري ابداع الخالق في خلقه وفي بساطته واقول لنفسي دائما لعل هذا الجمال خير رد علي كل مشكك في وجود الله
فاخذني منظر امراة تحمل ادوات مطبخ تنزلها من علي راسها يبدو انها سوف تقوم بغسلها وتنظيفها وفي ذيلها ابنيها الذيين يهمان بخع ملابسهم الخفيفة ابانا بنزلهم للاستحمام في هذه الماء الصافية الرقراقة وجاني صوت النيل الوقور يذكرني بوجوده فافقت من غفلتي ومن المنظر فوجدته يقول
يسعدني حقا ان اقدم شئ لهؤلاء الفقراء حتي وان كان قليل
فارتفع حاجبي وظهرت علي وجهي علامات استنكار فسالته
كيف وهم يلوثون مياهك
فقال دون ان يفكر ولم يضع وقتا
انا اساعدهم علي سد اعواذهم لكن يزعجني ان يلقي علي وجهي زجاجات البارد وقارورات الخمور من البواخر الفارهة ثم بعد وهلة صمت تفكر ثم قال
ما اجمل من ان تبذل نفسك من اجل الاخرين والاجمل ان كانوا فقراء
فاثنيت علي جملته التي ذكرتني بقول قديم له
انه الافضل ان تكون عظة لا واعظا
ثم اكمل قائلا
سر الحياة ان تكون مثلي يا ابن انسان
ابتلع القمامة والاتربة في صمت انظر الي هذه البارجة العملاقة تمر الان وتحدث ضوضاء وامواج لكن بعد لحظات تعود الماء كما هي كان شيء لم يكن هكذا فلتكن هكذا حياتكم مثل ماء النهر والمشكلات اشياء عابرة مثل البوارج ان اردتم السعادة فعليكم بالرضا
فاجبت في حنق .كيف لي ان ارضي بمصائب ليس لي بها من يد وذنب
فتعجب النهر من قولي ثم قال حقا سميتم بني انسان لسرعة نسيانكم
فاومات بوجهي بان يكمل لكنه صمت وصمتت مياؤه وقد احل بها الموت وكانه اشاح بوجهه عني الي ان جاء شيخ هرم اخرج من سيالة جلبابه ناي واخذ يعزف لحنا حزينا عزبا فوودت انا لو بكيت علي الرغم من السعادة التي جرت داخلي
عادت الامواج تتلاطم في هدوء كي رسم ابتسامات عميقة كالتي تنبع من الداخل واتاني صوت النهر حانيا فقال
ارايات ذاك الرجل المسن .هو اكثر الناس سعادة الان لانه يفعل ما يحب وقتما يحب
قولت لكنه قد يكون ساذج اضاع عمره سدي في العزف علي الناي
فنهري في عتاب وقال
لا تقيم احدا انت لان ذاك الرجل وصل الي عمق الفلسفة الكونية وهي حرية الارادة ان تفعل ما تريد كيفما تريد وقتما تريد
فقاطعته قائلا الحياة لا تساوي شئ بدون المال
ف المال هو سيد الارض الان
فندت عنه ضحكة ساخرة وقال
المال ما الا وسيلة لبلوغ السعادة ولكنها ليست السعادة
الحب المال النجاح كل هذه الامور وسائل لبلوغ السعادة
فاذا انفقت عمرك في محاولة جني المال فهذه التعاسة لا محالة
غبت في هذه الكلمات الغريبة التي قالها لكنه اكمل قائلا
اطن انك تقول في داخل ماذا يقول ذلك المخبول لكن لا عتب عليك
لان هذا الرجل حسب الحسبة الصحيحة ف الزمان الخاطئ
وبعد فترة صمت اخذت بعض الاسماك الصغيرة تتقافز في فرح كانها ترقص علي الحان افريقية تاتي مع النهر من منبعه وهبت نسمات خفيفة جعلتني اغفل للحظات وبينما اهيم في افكاري واتتني فكرة غريبة اعجبتني فقولت مخاطبا النهر
ما رايك في نتبكر طريقة حوار جديدة
قال بكل سرور
قولت ساقول لك كلمة ولك ان تعلق عليها بكلمات قليلة
قال حقا انها فكرة جيدة
فسفقت فرحا ثم قولت فلنبدا
فاجابني علي الفور اجل فلنبدا
قولت الحب
قال روح الحياة
الحياة
سر جميل مجنون
انا
فصمت ولم يجب ف بادرته قائلا الهذا الحد انا محير
فقال لست انت لكن جل بني ادم محيرون
فاكملت كان شئ لم يكن
المال
سلاح ذو حدين
الشباب
رونق
والموت
الحقيقة والنهاية
والان قد نال مني التعب وكان علي العودة لانه بدات الشمس ف المغيب وبدات تتسرب هبات من السقيع فنهضت واقفا بعد ان ودعته علي امل اللقاء لكن كلماته لم تفارق ذهني فمررت بعازف الناي فلمحت محسات دموع ولكن علي وجهه ابتسامة عريضة نابعة من الاعماق فادركت مدي حماقتي انا وجل بني ادم

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى