لمسة حنان لأحباء الرحمن المعاقون مجتمع لا يرحم

كتبت شيماء نعمان
تزايد عدد المنغوليين في مصر ظاهرة تستحق وقفة كونها تلفت الأنظار إلي حق هؤلاء المساكين في حياة آدمية كريمة، لكنهم رغم ذلك قد يقعون فريسة لجمعيات تتاجر بآلامهم ومرضهم ولا يحصلون منها علي حقهم في حياة آدمية كريمة ولائقة ، فهم مساكين يعانون عزلة المرض والنبذ من المجتمع الذي لا يرحم آلامهم، فهم يعيشون في عالم خاص بهم ويقضون حياتهم منعزلين عن أقرانهم ولا يتواصلون معهم ولا مع المجتمع ، ولكن في مجتمع مثل مجتمعنا نجد أننا نقتله ونقتل هذا الإحساس عندما نقوم بمعاملته كشخص مجنون. يثور عندما يشعر بهذه المعاملة ويتألم عندما يهمش يخجل من نفسه عندما يخطئ و يطأطئ رأسه، ولا يرد بأي كلمة احتراما للكبير ، نجد من يجرح المنغولي بكلمة أو نظرة أو حوار مع أمه وما أكثر ذلك في المستشفيات وعربات المترو ومنهم من يرفض وجوده من الأهل علما بان البراءة والعفوية التي يمتلكها هذا الطفل عجيبة فعلا.
وقد يعاني هؤلاء الأطفال أيضا من ارتخاء شديد في العضلات واربطه الجسم,مع صغر حجم اليدين والقدمين حيث أن 50% من الحالات يكون لديهم خط أفقي واحد بعرض كف اليدين ومساحة كبيره بين الإصبع الكبير بالقدم والإصبع التالي له,ويحتاج هؤلاء الأطفال إلي رعاية طبية مستمرة ودعم طبي متكامل ومشورة وراثية حيث أن60-80 % منهم مصابون بضعف شديد في السمع, و40-45% بعيوب خلقيه في القلب,و15-20 %أيضا بعيوب في العظام والمفاصل, و12 %عيوب خلقيه وانسداد بالجهاز الهضمي و10 % من تشنجات عصبيه وصرع, و3 % عتامه في عدسة العين(كتاراكت).
اليوم نروى قصة : أسامة مصطفى يوسف أحمد ، من مواليد: 26/10/ 1981 ، والكائن بمركز ومدينة كفرالزيات رقم 23 شارع الجوهرى ، الحالة الاجتماعية : متخلف والتشخيص الطبى ( منغولى) التقرير الطب لمستشفى كفرالزيات العام : متخلف عقلي ينتابه نوبات صرع ، التقرير الطبى القومسيون بالغربية : متخلف عقليا ، التقرير الطبى للطبيب الشرعي المعين من قبل المحكمة : تخلف عقلى (منغولى ) لا يحصل على رعاية أو أجور أو ضمان اجتماعي أو تامين صحى من قبل الدولة ، اسم القيم من المحكمة والده مصطفى يوسف احمد ، السن : 80 عاما
إنسان لا حول له ولا قوة كل ذنبه في الحياة أنه ولد معاقاً لأسباب ليس طرفا فيها بل أسباب قدرية لنواجهها إلا بالصبر والرضا. المعاق مشكلة في البيت لا نستطيع أن ننكرها ويمكن أن نتعامل معها وللأسف يبقي الطفل المعاق ضيف شرف في حياتنا وفي مدارسنا ولا يوجد له أي وجود علي خريطة اهتماماتنا أو اهتمام حكومتنا ومؤسساتها رغم أن تهميشهم يؤدي إلي إعاقة للتنمية الشاملة للمجتمع.
تركته والدته بعد وفاتها عام 2014 ولم يجد من يرعاه إلا والدة المسن الحاج مصطفى يبلغ من العمر 80 عاما وله أشقاء ولكنهم غير مقيمين بنفس المدينة، وعانى والده لكي يثبت في المحكمة انه منغولي في حين أن شكله معروف وكل هذا لكي يأخذ حقه فى التأمينات والمعاشات ” ورث والدته”
حيث أشار الحاج مصطفى والده ، انه صدر بعد الوفاة شيك من التأمينات الاجتماعية باسم أسامة (نجله المريض) برقم38114000038480 بمبلغ 7076 جنيه فقط وقدره سبعة ألاف وستة وسبعون جنيها و55 قرشا ،مؤرخ بتاريخ 2/7/2014 ولم يتم الصرف حتى الآن من قبل محكمة كفرالزيات الابتدائية وكذلك الاستئناف بطنطا ، فى القضية رقم (7 ب لسنة 2014- أسرة مال ولايه -ج) محكمة الأسرة بكفرالزيات والاستئناف رقم 1064 لسنة 65 بحجة أن القيم ( والده) لم يتقدم بروجيتات أو كشوف خاصة بعلاجه .
علما بان هذا المريض المتخلف عقليا لا يستطيع أن يميز أى مرض يلم به وكذلك نوضح أن وزنه قد تعدى 165 كيلو ، وغير قادر على الحركة وكذلك ما أثبتته جميع التقارير الطبية القومسيون الطبى والطبيب الشرعي المعين من قبل المحكمة وعدم سؤال المريض لصعوبة استجوابه وكذلك لقصر يداه التى لا تساعده على قضاء حوائجه الشخصية بالحمام ، مما يلزم استجار من يعاونه على قضاء هذه الحوائج بمتوسط عشرة مرات فى اليوم نهارا وليلا باجر يتعدى ما يصرف له من قبل التأمينات والمعاشات كمعاش شهرى .
ووقع في فخ قراصنة الجمعيات الأهلية يأخذون كل ما لديه من ورق ويثبتونه عندهم وبدون أي مساعدة مع العلم أن أطباء الوراثة قليلين جدا في المستشفيات الحكومي وأيامهم معدودة وحالاتهم محدودة أيضاً مع العلم أن علاج هؤلاء الأطفال مكلف جداً وهو مستمر معهم لآخر العمر، ووزارة الصحة لا تتكفل بشيء، وأتساءل أين حق هؤلاء إن عيني تدمع لما يعانيه ابني من نظرات وظلم أقرب الناس إليه وافرح جدا حينما احتضنه واشكر ربنا على عطيته فهو حنون جداً.
نظرا لأن هؤلاء الأطفال يحتاجون لتنمية مهارات التخاطب ولعلاج طبيعي فأي مجتمع نحن فيه مش كفاية ان هذا الطفل سيعيش طفولة دائمة لا تنتهي.
وعن تقصير المجتمع تجاه هؤلاء الأطفال يقول الحاج مصطفى إن هؤلاء الأطفال نسبتهم في تزايد لذا علي المجتمع أن يوفر لهم مراكز متخصصة وذات تكلفة بسيطة لأن المراكز الخاصة هذه تكاليفها عالية جدا على أولياء الأمور من آباء وأمهات يعانون الأمرين

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى