أخر الأخبار

الدكتور على مهران يكتب أمانة الفقير وسر السعادة المستدامة

خلق الله البشر والطير والشجر والحجر وجميع الكائنات وضمن لهم رزقهم وعليهم فقط السعي والاجتهاد وأن يتركوا النتائج …. ارض الله وملكوته متسع ولا حدود له ..فلماذا القنوط . والهلع واليأس والحزن والقلق وجلد الذات …. أحسنوا الظن بالله رب السموات والأرض … الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد … يحكي أن فقيرا لا يملك قوت يومه ويعاني لإطعام أسرته المكونة من والدته الطاعنة في السن وبناته الجميلات وكان كل يوم يجلس هذا الرجل وزوجته حزينان حزنا شديدا لأنهم لا يستطيعون اطعام اطفالهم والرعاية الجيدة لأنهم العجوز .
كان هذا الرجل الفقير ويمتهن عملا وهو جمع الخشب وبيعه وهو رجل طيب ورحيم القلب يحب الطيور والحيوانات والنباتات والأشجار حبا عميقا حتى انه اذا ذهب الى الغابة ذات يوم ليجمع الخشب ، اخذته بالشجرة التي ينوي قطعها رحمة فتوقف غير قادر على اقتطاعها أو غرس فاسه في جذعها .

وفي يوم من ذات الايام خرج جامع الخشب الى الغابة ومعه الفاس و المنشار ويدعو الله ان يرزقه ووضع قبلة علي جبين بناته وهم يودعونه مبتسمين يطلبون الطعام ويدعون الله له بالرزق الوفير وهو يلوح لهم بيديه وهو يسير حاملا فاسه علي كتفه حتى اختفى عن انظارهم .

سار الخشاب الي الغابة وعندما اقترب من شجرة عجوز كبيرة ضربها بفاسه طار خياله وقلبه الطيب ان الشجرة تتالم وتبكي من الألم والقهر وتتوسل اليه ان يتركها للحياة فترك الفأس والمنشار على الفور وجلس بجانبها حزين يندب حظه وطبيعة عمله لأن قلبه لا يطاوعه على كسرها وقتل ابتسامتها .

جلس الرجل تحت الشجرة العجوز ولما اشتد به الكرب والهم قال لنفسه بعد تفكير طويل .
انني عاجز عن اطعام اطفالي ومن الافضل ان ارحل بعيدا عنهم حتى لا ينفطر قلبي حزنا عليهم ..وانا اريد الجوع والمه يملأ وجوههم .

وقبل ان يقوم من مقامه رأى الرجل عصفورا ترك عشه فوق الشجرة واخذ يبحث عن طعام لهم نظر الى العصفور في هدوء ودون ازعاجه ، فوجده يحفر في الارض بصبر وجدية ولما لم يجد شيئا ترك العصفور المكان واخذ يحفر في مكان آخر غير يائسا ولا قانطا يبحث عن الطعام دون كلل حتى وجد بعض فتات الخبز في الارض فأخذها في منقاره وطار يطعم صغاره الذين كانوا ينتظرون ويفتحون افواههم جوعا … كان المنظر جميلا .

خجل الرجل من نفسه واسقط ما رآه من الطير علي حالته .. وعادت اليه ثقته في رزق الله واحس بندم وخجل شديد وقام عائدا الى منزله وهو يستغفر الله وفجأه. وقبل. ان يغادر. مكانه راى شئ يلمع تحت الشجرة العجوز فأنحنى يأخذه ووجده سلسلة من الياقوت المرصع بالمرجان اللامع الجميل غالي الثمن وكان الرجل يمر على قصره كل يوم وكان يتخيل ما بداخل القصر من طعام ورفاهية في العيش ولكن لم يكن ابدا يجرؤ على دخول القصر .

عاد الرجل الفقير الى منزله وظل يفكر في امر العكية الثمينة التي وجدها بجوار الشجرة العجوز وقال لنفسه هذا رزق أتاك الله به ممكن بيعها في السوق وبنقود كثيرة واعود وأ طعم أطفالي الجوعى لكن هذا الخاطر لم يستمر كثيرا …فالرجل لا يقبل أن يطعم أسرته من المال الحرام أو التحايل علي أنه وجده …ولم يسرقه من أحد …كما يحاول الشيطان أن يلعب بعقول وقلوب الضعفاء في مثل هذه الحالات …نظر الي بيتفمر طويلا
كن يمرحن في ثقة واطمئنان فخشى عليهن من الرزق أو الطعام الحرام .
وضع الرجل ما وجده في جيبه وسار الى القصر . وعندما رآه التاجر الكبير يسير خائفا بجانب سور القصر قال له ماذا تريد ايها الرجل الفقير ..رد بكل كرامة وحسن ظن في الله ..انا ليس متطفلا أو متسولا أو لصا… إذن ماذا اريد

قال الرجل : يا سيدي لقد وجدت هذه الجوهرة وعرفت انها لك فأتيت لأسلمك اياها .

نظر التاجر الى ثياب الرجل القديمة في دهشة وقال :

انها سلسلة لي وهي ذكرى من والدتي يرحمها الله وهي لا تقدر عندي بمال..ولكن كان من الممكن ان تأخذها فهي غالية الثمن وحيث انك رجل امين فإليك مكافأتك .

نادى التاجر على الحراس فوضعوا امام الرجل الفقير صندوقا مملؤا بالمجوهرات

قال ارجل :

لا لا ..نعم انا رجل فقير ولي بنات ولا استطيع اطعامهم …فأنا لا آخذ نقودا على امانتي ولكن لو استطعت ايجاد عمل لي سأبقى عاجزا عن رد الجميل .
ابتسم التاجر وقال : يا مرحبا با مثالك..من الان انا عينتك في قصري حارسا لاصطبلات الخيل فهي محتاجة الى رجل امين مخلص مثلك…وأحضر اسرتك لتعيش معهك .

ثم تزوج التاجر من ابنتة الكبري وعاش الرجل الفقير وزوجته وامه وبناته عيشة سعيدة هنية كريمة ومستدامة بجانب في منزل ما القصر بجوار قصر التاجر الثري وكلما مر الرحل على الشجرة العجوز خيل اليه انها تبتسم له وتقول له لقد رددت لك الجميل ..الأمانة والرحمة وحسن الظن في الله هي سر السعادة ….. والله المستعان ،،،

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى