أخر الأخبار

غرائب القلب وعالمه

 

بقلم د.محمود التطاوي جراح القلب وأستاذ مساعد جامعه كمبريدج

-ومازلت أبحر في عالم القلب ومازالت أؤمن انه هاله الروح ومكمنها ومازلت أؤمن انه يحمل الكثير والكثير من الاسرار التي لم نكتشفها بعد …
إذا تأملنا قوله تعالى (ولقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم) والتقويم هنا يقصد عز وجل اى مقومات الانسان الحسية والعضلية وتشمل أيضا هذه القوامة جميع الأعضاء إذا فضل الله الانسان على جميع مخلوقاته في تشكيل والية عمل هذه الأعضاء على مثيلتها في باقى المخلوقات …
وهنا سأتحدث عن القلب عندما خص الله عز وجل بالأحسن في تقويم الأعضاء والية عملها لابد ان يكون للقلب النصيب الأكبر في هذا التفضيل دعونا نبحر سويا في عالم القلب لنرى كيف ميز الله جل وعلى قلب الانسان عن باقى المخلوقات: —
1-التسيير الذاتي: إن قلب الانسان له عُقدًا عصبية مستقلَّة، مكانُها أعلى الأُذَين الأيمن، تعلن هذه العقدة عن استقلالِ القلب عن الجهاز العصبي، فتأتَمِر بضرباته وتنتظم بإشارةٍ كهربائية من مركز توليد ذاتي، دون تدخُّل مباشر مِن الدماغ، ولهذا يمكن أن يبقى القلب ينبِضُ لساعات طويلة بعد اقتطاعه مِن الجسم إذا ما وضعناه في وسطٍ مُغَذٍّ.
2-البِنْية العضلية المتميزة: يتكوَّن قلب الانسان من نسيج مِن ألياف عضلية مخططة، ومِن المعلوم أن العضلات المخطَّطة هي عادةً عضلاتٌ إرادية؛ أي: يستطيع الإنسان أن يُحرِّكها بإرادته، ومثالُها عضلات الأطراف التي تتحرَّك بإرادتنا، على العكس من العضلات المَلْساء، فهي لا إرادية، ومثالها عضلات الأَمْعاء.
أما عضلةُ القلب فإنها تُخالف هذه القاعدة، فهي عضلة مخططة، ولكنها غير إرادية؛ أي: لا سيطرةَ للإنسان على عملها، فلا يستطيع الإنسان أن يُسيطر على سرعة نبضات قلبه، ولا يَملِك أن يُوقِف قلبه أو يُحرِّكه كما يشاء أو وقتما يشاء، ومِن عظمة الله تعالى وجودُ القلب مدفونًا بين الرئتينِ، وفي القفص الصدري العَظْمي؛ مما يُمثل حمايةً له؛ حتى لا يتأثر بالعوامل الخارجية من الضغط أو اللمس أو الصدمات، فأوجده الله تعالى في صندوقٍ لحمايته، فسبحان الخالق!
3- خصائص هرمونية: تُشير بعض البحوث الحديثة إلى أن لقلب الانسان وظائفَ هرمونيةً؛ حيث يُفرِز هرمونًا يُدعَى العالم الأُذيني طارح الصوديوم، وهو هرمون تُفرِزه الخلايا العضلية في الأُذَينين يساعد على تخليص البدن من الصوديوم والماء الفائضين عن حاجة البدن، بالتفاعل مع بقية الهرمونات ذات العَلاقة بهذه العملية، وهي توازن السائل والأملاح، وهي وظيفة حيوية على درجة كبيرة من الأهمية، كما توجد بعض البحوث التي تشير إلى احتمال وجود المزيد من الهرمونات التي يُفرِزها القلب، وتعمَل بدورِها على سيطرة القلب على بقية الأعضاء.
4-معدل النبضات: تقولُ الإحصاءات: إن أعلى مُعدَّل لنبضات القلب في الحيوانات ذوات القلوب، لا يتعدى (4 مليارات نبضة) خلال فترة حياتها، أما الإنسان فإن معدل نبضات قلبه يصل إلى ضعف هذا المعدل؛ أي: حوالي (8 مليارات نبضة)..
فهذه هي الاختلافات الجوهرية هي التي تجعل قلب الإنسان متميزًا عن بقية قلوب المخلوقات الأخرى فسبحان من خلق وأبدع وصور الانسان في أحسن صوره.
فـسبحان من انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا
د. محمود التطاوى

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى