“غرام وردانة” الحلقة الرابعة للكاتبة سحر بدر الدين

ترى احدا وتنظر فى عينيه ترى نفسك ولكنك لا تعرفه وتشعر بحنين يشدك اليه وكانكم تقابلتم من قبل .. انها الاقدار التى تجمع … شتات الارواح .
.. لاول مرة منذ ان اتت تلك الانسانة قامت منتعشة دبت فيها حيوية اضائت وجهها حتى انها نادته
فحضر اليها مسرعا وكله لهفة ان يسمعها لاول مرة وكانه انتظرها .. من سنين ..
اجلسها على متكأ وعلى صدرها غفت الصغيرة الجميلة مثلها بل واكثر شكرته وهى تبكى لم يسمع صوتها لكن رق قلبه بشىء من الحنين يجرفه وهو يرى عيناها تبرق بها الدمعات كانها بحيرة تترقرق على سطحها النجمات فى مساء صيفى وخصلات شعرها تتلى كاغصان خلفها قمر الجبين
وجاش به اكثر الحنين وهى تتحدث اليه بصوت رقيق يسمعه بفطر قلبه على ما قد ضاع منه ويا عظيم ما ضاع . استئذنت منه للراحة طلب منها ان تتبعه فمضت خلفه وهى صامتة اين سيذهب بها .. اخد يمشى برهة من الوقت حتى وصلا الى قصر كبير باحراش الغابة فتوقف وقال لها ادخلى .. وحدك رفضت ان تتركه وامان تشعر به معه وحده برغم صعوبة العيش فى كهفه لكنها اصرت ان تعود معه ثانية عادا لكن تلك المرة على ظهر فيل جميل حتى وصلا الى الكهف وهى فرحة بعودتها معه ذاد حيرته ما الرابط بينه وبينها عنيها يعرفها دلف فى تلك العينان فرأى صور من ماضيه لكن ؟؟ من هى ؟
انتبه على صوت الصغيرة تبكى طلبا للطعام فتركهما وخرج يجلس على قمة جبل بالغابة ليرى من بعيد قصر ابيه مازال صامدا برغم كل ما حدث …
ولما دخل الغابة بعد مهرب سمع صوتا يامره الا يخاف ويهرب فمشى بطريق راى نورا باخر الغابة وهو اليه يذهب حتى راى قصرا كبير تحيطه بحيرة عجيبة امتد جسر وقتها مر فوقه والماء صافى يترقرق من اسفل الجسر حتى دخل القصر واسع مضيىء بقناديل عالية وفراش متناثر بجنباته والوان ستائر مسدلة تاخذ العين وتخطف ومائدة معدة باشهى الاطعمة وفاكهة كثيرة لها عين الناظر يعجب وملابس جديدة بالنقوش تبرق وعمامة جميلة فوقها كانها للراس تطلب مكانها ..واتى صوت اخف واهدأ من ذلك الصوت امره ان يغتسل وياكل ويرتاح من بعد شقائه المتعب .. وفى الصباح استيقظ وحوله خدم كثير هذا يروح وهذا يذهب حتى اتى خادم امره خلفه يذهب دخل غرفة كبيرة واسعة وجالس بوسط الغرفة طلب منه الجلوس جلس وخوف بداخله يجوس حتى تكلم الجالس غموضا فبدا يسمع ..
. ان لوالدك عندنا عهدا لم نخلفه ابدا وخير كان بيننا وبينه وهذا وقته وحينه واجبا علينا رده علمنا ما حدث بالممكلة وما حدث من مهلكة وخائن من دم ابيك قد حبسه كحى يرزق لانه خاف من غضب الشعب عليه فابقى على حياه والدك حتى يقوى ويدبر كيف يتخلص من هذا الميت الحى فامر حكيم القصر ان يبقيه جسدا لا حركة فيه فقط يجيب ويطيع امر اخيه . ونائم بمرقد اطمئن الشعب على مليكه وانه فقط مريض وهذا ما كان اخيه يريد حتى يتثنى له ان يمسك بزمام المملكة
وان لا يعرض نفسه على يد الشعب الغاضب بمهلكه .. ظل يسمع هو يبكى وعلى صوت نحيبه صوتا من خلفه يجيبه الا تبكى وعليك مسؤلية الرجال فكن قويا حتى تعيد ما سلب واخذ بالاحتيال سوف نمدك بالذهب والمال وتعود كأغنى الرجال غريبا لا يعرفه من المملكة احد وسوف تتغير ملامحك بابهى صورة ولك عندنا الامر طاعة باشارة منك تطلب ..
وعلى ظهر حصان طار به الى اراضى المملكة ليلا قد وصل وقصرمنيف من توه بنى وارتفع نظر لوجهه فى المرأة وتعجب من تلك الملامح الغريبة على عين نفسه حتى انتبه على وقع قدم شديدة تدق الارض خلفه وخادم عظيم الهيئة امره ان يدق الارض بقدمه دقة حتى فتح بئر من ذهب يبرق قال له انا خادمك من الحين فامر لك عندنا النصح والمشورة لعقلك اما قلبك فنحن لا دخل لنا به واحذر العشق وتذكر انت هنا حتى تعيد حق ابيك وامك وحقك ان احسنت فلنفسك وان اسئت فشر مصير تنظر واختفى الخادم وبقى صدى صوته يحذر اياك والعشق فحذر ان يدق قلبك …وهيهات ان تأمر القلب الا يعشق وان يذوب وان العشق قدر مكتوب وليس منه ابدا .. هروب .

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى