”تمني ” قصه في حلقات مسلسله

بقلم : غاده سمير

كثيرا ما نقرا قصصا عن الحب الذي تتوالد شرارته منذ النظرات الأولي، أو بدون لقاء، فيقابل بعضا منا هذا بالتصديق، وربما يعترض البعض ساخرا ،كانت ”تمني” من هؤلاء الذين يسخرون من دعاة الحب من النظره الأولي، ودائما ما كانت تجادل الجميع رافضه أن تصدق أن الحب بإمكانه أن يخلق من لقاء واحدا وربما بدون لقاء ،أو ما يسمي بحب الروح .

كانت”تمني” فتاه علي قدر من الجمال والقوام الساحر ، الذي يجعلها دائما محط نظرات الإعجاب من الرجال والحسد من النساء، ذات بشره بيضاء رخاميه الملمس، ووجه به لمسه ساحره من البراءه، التي دائما ما تظهرها أقل عمرا من عمرها الحقيقي الذي تعدي الخامسه والثلاثين، تزوجت في الثالثه والعشرين من عمرها زواجا تقليديا أو بما يسمي بزواج الصالونات لابنا لأحد معارف والدها ،والذي كان يكبرها ببعض سنوات قليله، وسرعان ما حدث بينهما الإنفصال، بعدما تأكد لكلا منهما أن لا طريق من الممكن أن يجمعهما يوما، واصرت ”تمني ” علي الإنفصال بعناد، وإصرار غريب لم يعتاده والداها أو أفراد عائلتها قط ..وضربت عرض الحائط بكل ما سمعت من تحذيرات الأم والرفاق واختارت أن تحيا كما تريد هي ،لا أن تعيش كما يريدون هم،و رغم عودتها من رحله الزواج هذه بطفليها ”ماجد” و”عابد ” تؤام عمرها، اللذان احبتهما حد الانصهار..كانا يشكلان لها كل الحياه ..عاشت من اجلهما حتي قررت أن تعلن عودتها إلي الحياه التي ابتعدت عنها لسنوات،وكان قرارها، من أجل استئناف دراستها العليا، وسعدت كثيرا بالعوده إلي هذا المناخ الدراسي، الذي افتقدته لسنوات طويله وخاصه لدراسه عشقها الذي لم ولن ينتهي” الإعلام”.

كانت تعرفه من خلال ما يقدمه من برامج تليفزيونيه شهيره وأشهرها أحد برامج ”التوك شو ”الناجحه، الذي جعله في مقدمة الإعلاميين أصحاب الأسماء اللامعه في هذا المجال ،دكتور ”سامي خليل ” شاهدته في أول يوم دراسيا، وهو يمر بطلابه، تغطي وجهه ابتسامه جميله ،نظرت إليها زميلتها ”ندي ” وقد شعرت أن ”تمني ” تتابع الرجل دون توقف او ملل، وأنها انفصلت تماما عن جمع الرفاق، الذين يحيطون بهاو يتحدثون ويمرحون ..رمقتها ”ندي” طويلا ونادتها مرارا محاولة أن تجعلها تعود من العالم الذي سافرت إليه، ولكن باءت محاولاتها لهذا بالفشل، فجذبتها من ذراعيها بقوه المتها، وهي تردد في شغف ”محاضره دكتور سامي يا تمني ”.

ساد القاعه هدوء شديدا والكل يراقب دكتور ”سامي ” وهو يدخل إلي القاعه بنفس ابتسامته الساحره، رجلا تعدي الخمسين من العمر ،رشيق القوام ،ذو ملامح مصريه دقيقه ووجه مريحا طيبا ، يزين وجهه بعض خصلات الشعر الرماديه، التي تكسبه مزيدا من الوقار والهيبه أيضا ..بدأ المحاضره بتقديم نفسه لطلابه متجاهلا، أنه أحد نجوم القنوات التليفزيونيه ،صاحبة الاسم والمكانه البراقه..تابعته ”تمني” بكل شغف وقد سيطرت عليها مشاعر قويه، لم تستطع إبعادها أو السيطره عليها الا و هي الرغبه في التحدث إليه ،وبقوه غريبه لم تعتادها يوما من قبل .

وبعد إنتهاء المحاضره أسرعت’ تمني’ بالخروج من قاعة الدراسه، ولا يشغلها شيئا إلا التحدث معه، حاولت أن تتظاهر بالهدوء ولكنها لم تستطع، حاولت أن تهديء من روعها مخافة أن يشعر بصوت دقات قلبها المتسارعه. .أسرعت الخطي واقتربت منه رأته يمضي امامها بسترته السوداء الأنيقه، وسرعان ما اختفي من أمام عينيها، ولمحته يغادر سريعا بسيارته و شعرت أن شيئا منها قد ذهب معه ولن يعود مره اخري .

أسرعت إلي المنزل لتجلس أمام جهاز الحاسوب الشخصي ،بعد أن اهتدت إلي محاوله البحث عن حسابه الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)،وسرعان ما كتبت اسمه في مؤشر البحث ،ليظهر امامها علي الشاشه كثيرين ممن يحملون نفس الاسم ،ولم ينفذها من الشعور بالغرق داخل الشاشه؟ إلا رؤيه صورته الشخصيه، التي وضعها علي الصفحه لتعلن للجميع انه هو بدون أي محلا للشك، وبكل مشاعر السعاده، ارسلت إليه طلب صداقه ولم تصدق عيناها وهي تري موافقته في ثوان قليله، فشعرت شعور اسعدها كثيرا ،وهو الشعور بأنه هناك قريبا منها.

وبعد عدة أيام أستطاعت أن تجد فرصتها لمحادثته عندما واتتها الفرصه بتجمع بعض الطلاب حوله والحوار معه، فانضمت إلي الجمع وقد أعلنت بداخلها الحرب علي هذا الخجل، الذي عانت منه سنوات طويله، وسارعت محاوله التقرب منه وقد شعرت بسعاده لم تتخيلها يوما ، ولكنها استعادت قواها وتقدمت للتحدث إليه، فاجابها بابتسامته التي شعرت بها تطمئنها وتخفف من حدة عراك قلبها وعقلها، وانصرف عنها مجددا ولكن هذه المره، قد أخذ أشياء كثيره معه، ومنها؛ هدوءها الذي رافقها سنوات طويله .

ودون تردد حادثته من خلال موقع الفيس وذكرته بها ،فأجابها ببعض كلمات تحمل الإطراء والمجامله والرقه، وأصبحت عادتها المسائيه أن تجلس أمام حسابها الشخصي لتراقب وجوده وتسعد عندما تجده ، وتحزن لغيابه وبكل مره تحدثه متحججه بالسؤال عن أي شيء ،وقد بدأت تشعر انه بدأ يدرك تظاهرها .

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى