الفتاة المتمرده الحلقة الثالثة بقلم/منى احمدالطاهر

أدار شادي وجهه ببطئ والرعب يتملكه ليري من آتي وأمسك به وبعد أن شاهده تأفأف وهو يقول
شادي : هو إنت ؟ روح يا شيخ خضتني وهتخليني أقطع الخلف
علاء (خال إلهام) : هههههههه تقطع الخلف إنتوا بتجيبوا الكلام ده منين؟
شادي : يعني هنجيبه منين من إللي بنسمعه منكم مش إنتوا بتقولوا كدا لما حد يخضكم
علاء : وإنت بقي بتعمل إيه هنا؟
شادي : جينا نلعب مع إلهام قلنا نخفف عنها الملل شوية من الحبسه السوده إللي هي فيها دي
علاء : لأ فيكم الخير ههههههه
شادي : أروح بقي أشوف البنات إستخبوا فين
ويجري شادي ليكمل لعبه ويذهب علاء إلي أخته في المطبخ ليمكل حديثه معها
علاء : ها قولتي إيه يا فكريه هاخد إلهام تقعد كام يوم معانا علي رأي شادي بدل الحبسه السوده إللي هي فيها دي
فكرية : أنا عن نفسي معنديش مانع بس أكيد أبوها مش هيوافق
علاء : مش هيوافق ليه؟ وهي دي أول مرة تيجي عندنا
فكرية : المرة دي غيير عشان يعاقبها بعد إللي عملته
علاء : وهو لسه هيعاقبها مكفاهوش إللي عمله فيها
فكرية : أهو عندك لما يجي إتكلم معاه
علاء : ماشي يا ستي سيبيه عليا وأنا هقنعه
فكرية : روح بقي شوف العيال وقولهم كفايه لعب إحنا مش ناقصين
علاء : إلهام ملك آيه شادي تعالوا إجمعوا هنا
الأطفال : نعم يا خالي
علاء : عندي ليكم خبر حلو هيفرحكم
الأطفال : بجد يا خالي قولنا قولنا إيه هو
علاء : في حضانه هتفتح قريب تبع الجمعيه إللي في آخر الشارع وبعون الله كدا كلكم هتروحوا فيها تلعبوا وتنبسطوا بدل لعبكم في الشارع
إلهام : بلهجة تشاؤم بس أبويا مش هيوافق يوديني الحضانه دا حتي وافق إن أحمد يروح مع إسلام وهو أصغر مني ومرديش يخليني أروح معاهم
علاء : معلش أنا هستناه وهتكلم معاه وكمان هقوله إنك تروحي معايا
إلهام : هييه أنا همشي معاك أنا فرحانه يا خالوا عشان هشوف تنت أمل دي وحشتني أوي
علاء : وإنتي كمان وحشتيها أد كدا يله بقي روحي حضري نفسك عشان أول ما بابا يجي هنمشي علي طول
شادي : طب سلام إحنا بقي ونشوفك لما ترجعي يا إلهام
إلهام : مع السلامه هتوحشوني كتييييير
وجلس علاء يشاهد التلفاز منتظراً والد إلهام الذي جاء كالعادة في موعدة بالتمام
إبراهيم (والد إلهام) : السلام عليكم
علاء : وعليكم السلام ورحمة اللّه وبركاتة
إبراهيم : فينك يا راجل محدش شايفك من زمان
علاء : بصراحة يا حاج أنا زعلان منك
إبراهيم : ليه كدا أنا عملت إيه قولي زعلتك في إيه
علاء : أنا بصراحة مش عايز أدخل في تربيتك لبنتك بس كدا حرام البنت هتضيع منك
إبراهيم : هههههه يا راجل خضتني أنا قلت في حاجة كبيره
علاء : وهو إللي بتعمله في البنت ده مش حاجه كبيره في نظرك
إبراهيم : ده كله لمصلحتها لو مشكمتش البت وهي صغيرة مش هتعرف تكلمها لما تكبر
علاء : لأ مش كدا يا حاج بالراحة شوية دي مهما كان ضناك وأكيد مش هترضي لها بالضرر
إبراهيم : لأ لأ متخافش عليها أنا هبقي أراضيها
علاء : ما أنا جايلك عشان كدا
إبراهيم : إزاي يعني مش فاهم
علاء : مش إنت عايز تصالحها خلاص إعملها حاجه تكون بتحبها وتفرحها
إبراهيم : إعملها إيه يعني
علاء : وافق إنها تروح الحضانه إللي هتفتح في آخر الشارع وكمان خليها تروح معايا دلوقتي وكام يوم كدا وهجيبها لحد عندك
إبراهيم : إمممممم بس دول حاجتين مش حاجه واحده
علاء : لأمهو إنت هتخليها تروح معايا عشان تصالحها
وموضوع الحضانة إنت كنت رافضه عشان بعيدة ودي أهي في آخر الشارع يعني ملكش حجة
إبراهيم : آه ماشي يا عم علاء هعديها المرة دي بس إنت لازم تتغدي معانا الأول
علاء : لأ معلش خليها المرة الجاية لما أجيب إلهام وتكون أمل معايا إنت عارف مينفعش أسيبها تتغدها لوحدها
إبراهيم : إذا كان كدا ماشي … بت يا إلهام يله عشان تمشي مع خالك
إلهام : حاضر يا أبه أنا جايه أهو … يله بينا يا خالو
……………..
يأتي المشهد من بعيد علي الصغار وهم يلهون ويمرحون ويقف شادي بعيداً عنهم شارد وحزين
ملك : شادي ليه واقف بعيد تعالي إلعب معانا
شادي : مش عايز ألعب أنا هتفرج عليكم بس
آيه تنظر لهم وتتابع حديثهم وتردد في صمت : أكيد زعلان بقاله يومين دلوقتي مشافش الست إلهام
ملك : في إيه مالك يا شادي
شادي : مفيش مصدع شويه
يكمل الصغار لعبهم ويستمر شادي في شروده وهو معلق نظره علي شرفه منزل إلهام
وعلي الناحيه الأخري تجلجل ضحكات إلهام منزل خالها علاء وهي سعيدة ومسرورة بصحبة خالها وزوجته التي تشعر دائماً أنهم يحبونها أكثر من والديها وتتمني أن تقضي عمرها معهم
علاء : لأ مش كدا بقي مش كل مره هتغلبوني
أمل : هههههههه آه طبعاً لازم إحنا إللي نغلبك إنت فاكرنا شويه ولا إيه
إلهام : أنا بحبكم أوي ومش عايزه أفضل معاكم علي طول
علاء : وإحنا بنموت فيكي بس لازم أروحك بكرا عشان إنتي عندك حضانه نسيتي ولا إيه
إلهام : تفتكر يا خالو أبويا هيخليني أروح بجد ولا هو بيقول كدا وخلاص
علاء : لأ إزاي دا أنا إتكلمت معاه وهو وافق وأكدلي إنك هتروحي
أمل : إوعي بقي تنسينا وتنشغلي بالحضانه ومنشوفكيش بعد كدا
إلهام : لأ أنا هجيلكم في الأجازه دا لو أبويا وافق إني أروح أصلاً
علاء : مالك يا بت ما قولتلك خلاص وافق
وجاءت لحظة مغادرة إلهام لبيت خالها والعودة لمنزلها وقامت بتوديعهم ودموعها تسبق كلماتها
أمل : حبيبتي إنتي بتعيطي ليه أنا لو عليا مش عايزه أسيبك
إلهام : إنتوا هتوحشوني أوي
علاء : معلش ياحبيبتي إحنا هنروح معاكي وهتفق مع بابا تيجي عندنا خميس وجمعه بس تسمعي كلام بابا ومتخلهوش يزعل منك
إلهام : حاضر يا خالو
علاء : يله بينا عشان منتأخرش
وكان شادي ينتظر عودة إلهام من الحين للآخر علي قمة شارعهم وهو حريص أن تراه إلهام عند قدومها وكان له ما تمني وهرول مسرعاً فور رؤيته إلهام من بعيد وتركت إلهام يد خالها مسرعة إلى شادي
علاء : إلهام إستني إنتي رايحه فين
أمل : يعني إنت مش شايف شادي ههههههههه عيال آخر زمن
علاء يتقدم إليهم ويقول وهو مبتسم : إزيك يا شادي عامل إيه يا بطل
شادي : الحمدلله كله تحت السيطرة
علاء وأمل : هههههههههههههه
ومرت الأيام سريعاً وجاء أول يوم لإلهام بالحضانة بصحبة أقرانها (ملك وآيه وشادي ) ولم تسعهم الفرحة بجمع شملهم مرة أخرى
وعادت إلهام إلي منزلها وهي سعيدة
فكريه : حمدلله ع السلامه ياحبيبتي إيه بقي عمبتي إيه إنهارده تعالي إحكيلي
إلهام : أنا مبسوطة أوي لعبت كتير وخدنا ( أ.. أسد)
وأهم حاجة شفت صحابي
فكرية : هههههه طيب يارب مبسوطه دايماً
إلهام : أنا داخله أوضتي هعمل الواجب عشان الميس تفرح بيا وتخلي العيال يسقفولي
فكريه : شطورة حبيبتي ماشي إعملي واجبك علي بال ما أحضر الغدا ويجي أبوكي وأخواتك
وأثناء إنشغال الأم بإحضار الطعام تأتي طرقات سريعة علي باب المنزل وتقدم الأم لتفتح وإذا بأحد شباب الحارة
الشاب : إلحقي يا ست فكرية أخوكي علاء عمل حادث ونقلوه علي المستشفى
فكرية : أخويااااا … علاااااااء
ويقع القلم من يد إلهام فور سماعها إسم خالها وتنظر للباب بعين تملؤها الدموع وهي صامته لا تكاد أن تتفوه بكلمه
تسرع فكرية إلي المستشفى وبصحبتها إبنتها إلهام وعند وصولها لغرفة أخيها لم تستطيع الدخول إليه وهي تستمع لبكاء ونحيب زوجتة وغابت فكرية عن وعيها و دخلت إلهام بين الأطباء والممرضات لتري خالها الفقيد ومسكت بيده وهي تنادي عليه و دموعها تسبق كلماتها
إلهام : خالو خالو … إنت كويس … رد عليا يا خالو
إنت مش قولتلي هتيجي تاخدني يوم الأجازة … رد عليا يا خالو … طب خلاص أنا كدا زعلانه عشان إنت ما بتردش عليا
الممرضة : تعالي هنا إنتي بتعملي إيه
إلهام : أنا بكلم خالو هو ليه ما بيردش عليا
الممرضة : لأ هو مش هيرد عليكي هو خلاص هيروح عند ربنا
إلهام : إزاي هيروح عند ربنا … طب أنا عايزه أروح معاه
الممرضة : يله بس تعالي أحسن الدكتور هيزعقلك
إلهام : إستني بس هقوله ياخدني معاه عند ربنا … أنا مش هسيبه يروح لوحده … إستني سيبي إيدي … خالو يا خالو
ويخيم الصمت علي المنزل وتصاب إلهام بحالة إكتئاب تفقدها شهيتها وإحساسها بمن حولها ويحاول شادي جاهدا علي مساعدتها من الخروج من هذه الأزمة دون جدوي
فهي ترفض الكلام والضحك واللعب وحتي الحضانة التي تمنتها رفضت الذهاب إليها …..
ولم يخرجها من تلك الحاله سوى الخال نفسه حين آتي إليها بمنامها ولعب معها كعادته و ربت على كتفها وفاقت الصغيره من نومها وهي غير مدركة لما رأته ولكن تحسنت حالتها لرؤيتها لخالها عدة مرات متتاليه بمنامها
مر شهران علي وفاة الخال وذهبت أمل إلي أسرة إلهام لتودعهم بعد أن آتي لها شقيقها من بلدتهم ليأخذها لتعيش مع والدتها بعد وفاة زوجها فهم يرون عدم وجود أي مبرر لإستمرارها للعيش بمفردها لأنها لم ترزق بالأطفال
فكرية : خلاص هتمشي يا أمل
أمل : أنا لو عليا عايزه أعيش علي ذكري جوزي ومش عايزه حاجه من الدنيا
فكرية : معلش دي سنة الحياة وإنتي لسه صغيرة وجميلة من حقك تعيشي حياتك
وتخرج إلهام من غرفتها بعد سماعها لحديث والدتها وزوجة خالها وتسرع نحو أمل وتحتضنها وتتحدث لأول مرة منذ وفاة خالها
إلهام : إنتي كمان هتمشي وتسيبيني يا تنت
أمل : لأ يا حبيبتي أنا مش هسيبك وهاجي أزورك دايماً وإنتي لو إحتجتي أي حاجة إتصلي بيا علي طول
إلهام : أنا عايزة خالو هو ليه مشي وسابني أنا كنت عايزه أروح معاه
أمل : حبيبتي إنتي لازم تستني مع ماما وبابا عشان تروحي المدرسة وتكبري وتعملي كل إللي نفسك فيه وخالو هيفرح أوى بكدا
إلهام : هو خالو هيشوفني لما أكبر وهو مش موجود معانا
أمل : آه طبعاً هو هيشوفك وهيفرح بيكي عشان إللي بيكونوا عند ربنا بيشوفنا ويحسوا بينا لازم بقي ترجعي من بكرا للحضانة وتلعبي وتذاكري عشان خالو هيفرح أوي لما يشوفك مبسوطة
إلهام : حاضر أنا هعمل كل حاجة تخلي خالو مبسوط
وإلى اللقاء في الحلقه القادمه

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى