جربت تموت علشان يعيّدوا ! ..

بقلم ـ عبدالرحيم السمان .
هل بالفعل جرب أحدكم من قرائنا الموقرين.. أو أى من أقاربكم لا قدر الله ، جرب أو عرف إنسان وصل للموت وشارف على أن يفارق الحياة ؟ .. ويترك أولاده و بناته ، لمجرد أنه ذهب لصيدلية أو أكثر ، فوجدهم مغلقين أو الصيادلة غير متواجدين بسبب بسيط جدا ألا وهو أنهم( بيعيدوا ) !
هذا بالفعل مع حدث مع عدد من الأهالى ، عندما استيقظت مبكرا في حوالى 9 والنصف صباحا من صباح الاثنين ثانى أيام عيد الفطر المبارك ، حيث كنت أعانى من دور برد صاحبه ألم بالعضلات ، فقمت مسرعا متفائلا يملأنى شعور مفعم بفرط ثقة بأنى سأتوجه لأقرب صيدلية ليدلنى الصيدلى على علاج سريع للأنفلونزا ، ويكون بذلك جعله المولى عز وجل سببا في وأدى رسالته المكلف بها .
ولكن ما قد اجتهدت ووصلت لأقرب صيدلية فى 10:15 ص تقريبا حتى فوجئت أنها مغلقة منذ يومين وبفضول يقتلنى سألت صاحب البقالة التى بجوارها قال لى بالنص (انا بفتح من 7 ص ل12 منتصف الليل ، ولكن الصيدلية أجازة في العيد ) ، ظهرت على علامات تجهم جاهدت كى أخفيها بعدما حاولت رسم ابتسامة شكر وامتنان لصاحب البقالة النشط المسلم أيضا الذى يفتح قرابة 18 ساعة يوميا وهو تاجر بقالة ويوجد بالمنطقة أكثر من 12 بقالة وماركت أى أنه لو لم يفتح لن تموت البشرية جوعا .
على الناصية الأخرى وعلى بعد 100 متر تقريبا توجهت لصيدلية أخرى كبيرة وكنت مطمئنا بأنها مليون المئة مفتوحة أمام المرضى من هم أشد حاجة للدواء منى ، لا سيما وأن الصيدلية مملوكة لأقباط ولا يعيدون فى عيد الفطر وتعمل منذ سنوات ، فصدمت لأن حال الثانية لا يختلف عن الأولى فقلت حتى الوحدة الوطنية ارتسمت بالذات فى غلق الصيدليات فى وجوه المنحوسين من المرضى الغلابة أمثالنا رغم أنه من المفترض أنهم يعملون 24 ساعة ولنتذكر تلك الملحوظة سويا .
ولكن فضولى وآلام القولون العصبى التى صاحب دور البرد دفعانى بقوة للنزول إلى وسط المدينة بقنا ، لعلى أن أجد ضالتى أو حتى أجد من يدلنى ، فقادنى تفكيرى الطيب أن أذهب إلى أشهر صيدلية تابعة لمركز طبى شهير بمدينه قنا وتعمل 24 ساعة فإذ بى أجد كارثة المرضى ممن معهم حالاتهم المرضية جالسون على عتبة الصيدلية الشهيرة الموصدة (بالضبة والمفتاح) فسألتهم بغضب على حال الأطفال والشيوخ الذين يفترشون الرصيف أمام الصيدلية وعلى الناصية نفسها المركز الطبى الشهير التابع له الصيدلية ،أليست تعمل 24 ساعة ؟
فأجابونى بنبرة ممزوجة بحزن ويأس ، بلى ولكنهم (بيعيدوا يا بيه ) ..
بالله عليكم من أعطى تراخيص لتلك الصيدليات والتى بالقطع يديرها تجار أدوية وليس صيادلة يعرفون سمو مهنتهم المقدسةفلقد أعطاهم الله سببا في شفاء الناس وأعطاهم من صفاته العلا .. فقلت فى نفسى إنهم تجار وليسوا صيادلة بأى حال وخاصة بعدما أخبرنى قريب أحد الأطفال المرضى وهو جاسم على دراجته البخارية أنه من 7 ص يبحث عن صيدلية واحدة تعمل في أيام العيد ، عندها لم أصدق الرجل وقادتنى أرجلى الى صيدلية كبرى فى وسط المدينة وأمام مرفق حيوى ويمتلكها أخوة أقباط (حتى لا يقول لك أنهم بيعيدوا يا بيه ) فوجدتها حالها حال مثيلاتها مغلقة، فترددت وقتها فى أذانى كلمات رجل مسن مريض ويحتاج للعلاج فورا يفترش الرصيف أمام الصيدلية الشهيرة عندما قال :(هما ارتاحت معاهم وعملوا الفلوس اللى تكفيهم يحسوا بالمرضى ليه ) فطلبت أن أسجل معه فيديو فاعتذر ولم أضغط عليه احتراما لمرضه وسنه .
السؤال هنا إلى معالى الوزير الدكتور ” وزير الصحة” وإلى نقيب الصيادلة .. أين تفتشيكم على الصيدليات والمستشفيات والمؤسسات الصحية.. إذا تعرض أحد المواطنين لنوبة قلبية أو مريض بالسكرى ويحتاج لعلاجه أو حقن أنسولين ودخل فى غيبوبة لا قدر الله ماذا عليه أن يفعل من أجل ألا يزعج سيادتكم فى العيد بروشتاته وعلاجاته .. وماذا فاجأت إحدى الحوامل آلام الولادة ويحتاج الطبيب أو مستشفى الولادة لأدوية و مستلزمات ضرورية للأم والمولود .. ما ذنب هولاء المرضى ونحن صباح يوم طبيعى ، ولا نجد حتى عمال صيدلية يطمئنون المرضى او يجيبون على طلاباتهم .. يا معالى وزير الصحة إن كنت لاتعلم بمهازل الصيدليات والمستشفيات الخاصة فتلك مصيبة .. وإن كنت تعلم ولا تقدر على مواجهة المقصرين والمهملين فالمصيبة أكبر ..
أخيرا لك الله يا أيها المريض المصرى المناضل من أجل أن يحصل على أبسط حقوقه وهو العلاج على نفقته الخاصة فما بالكم لو طلب العلاج على نفقة الدولة ؟!
.. ولنا فى الحديث بقية بإذن الله حتى يعرف كل مسؤل مسئولياته .

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى