المسلم الغائب في الدراما المصرية

بقلم: غاده سمير
بدون شك شئنا أم أبينا الأعمال الدرامية هي الزائر الذي يدخل كل بيت دون استئذان ،بموافقتك ودون موافقتك ،اذا سمحت واذا منعت ،فتتسلل الأفكار تدريجيا إلي عمق المجتمعات فتغير دون شعور كثير من أفكار ومعتقدات أجيال كامله .
تلعب الأعمال الدرامية دور كبير في تقديم رؤي ومعتقدات لأبنائنا من الأطفال والمراهقين بكل سهوله ويسر ، خاصه في غياب الدور الديني للمؤسسات التربويه، وافتقار المناهج الدينيه التي تقدم في المدارس والجامعات للكثير من المعلومات الدينيه الحقيقيه، أو يمكننا القول أبسط المعلومات الدينيه ،في علي سبيل المثال لا الحصر؛ قرأت من عده أشهر – وللأسف الشديد حادث قتل أحد الشبان والده ليتزوج من زوجه أبيه التي لا يعلم أنها بالفعل محرمه شرعا عليه !! وإذا وجدت هذه المعلومه مثلا في منهج واحدا مما يدرسه أبنائنا، فعلينا أن نسجد لله شكرا، فكر أن تسأل يوما طفل في مدرسه إبتدائية أو اعداديه من هن النساء المحرم شرعا الزواج منهن؟ ولك الله إذا وجدته يعرف الإجابة ،لأنك ستندهش وستطرب اذانك باجاباته العبقريه!!
تطالعنا الأعمال الدراميه بصوره المسلم التي نادرا وقلما نجدها مسلما مثلي ومثلك ومثل أفراد معظم الأسر المصريه العاديه ،التي تعيش بالفعل في مجتمعنا ،فمنذ أيام قليله شاهدت بالصدفه أحد الأعمال التي تدخل في نطاق الكوميديا أو كما يطلق عليها الأعمال النظيفة، التي من المفترض أن لا تشعر بالخوف لمشاهدة أبنائك لها، فوجدت المسلم الوحيد في العمل الذي يصلي ويتحدث في أمور الدين، هو صوره هزليه لشاب يصرخ ويتحدث عن الحلال والحرام بطريقه مسرحيه، تثير الضحك والسخرية !!وهذا هو السم الذي يضعه لنا صناع مثل هذة الأعمال داخل العسل الذي يتناوله أبنائنا، وللأسف الشديد يري صوره المسلم المتجهم طوال الوقت ،المثير للسخرية الذي يصرخ بكلمه حرام فقط ، أو الفتاه التي ترتدي الزي الإسلامي، هي الفتاه المعقدة والتي تظهر وكأنها ستقدم علي جرم شديد وهي تخبر والديها برغبتها في إرتداء الحجاب، كما ظهر ذلك في أحد الأفلام والتي تندرج أيضا تحت شعار الأعمال اللايت أو الكوميديه، فسارع الأب الذي شعر بحجم الكارثه (ارتداء ابنته الحجاب )إلي تناول كأسين من الخمر لينسي ما تفعله ابنته ،بينما تنظر إليه الأم التي ترتدي طوال أحداث الفيلم ملابس غير مناسبة إطلاقا لا لعمرها ولا أنها أم لابنه تدرس بالجامعة في سن الزواج وهي تربت علي زوجها لمواساته قائلة (البنت دي جري لها ايه )!!! وكأن التزام البنت كارثه نزلت بالبيت المقدس، الذي يحتوي علي بار وزجاجات خمر لاب سكير ،وأم غريبه السلوك والتصرف، وشقيق طالب في مرحله ثانويه يعود متعاطيا للمخدرات ،وهذا كله عادي ،اما الغير عادي هو سلوك الفتاه التي تصلي وترتدي الحجاب وترفض الخروج مع خطيبها إلا في وجود محرم أو الداده! !
أحد الأعمال الدراميه التي للأسف ظهر أغلب النساء فيه يرتدين الحجاب، فيخيل لحضرتك انك ستشاهد عملا يتحدث عن أسر تشبه اسرنا المصريه بالفعل،، ولكن ستجد كارثه، بل كوارث فتيات تصادق زملائها وتذهبن لزيارتهم عادي بمنازلهم ، وفتاة تخبر أمها برغبتها أن تكون أم بدون زواج فتصرخ أمها في وجهها أنه حرام فتخبرها أنها ترغب في إجراء عملية تلقيح صناعي بدون أن تتزوج اصلا لانها تكره الرجال وحتي لا يخونها مثلما فعل والدها مع والدتها ! هذه النماذج الكرتونيه الغريبه التي أتحدى المؤلف والمخرج بل والممثلين، و الذين بداخل أسر كل منهم ناس تصلي وفتيات ترتدي الحجاب من الممكن أنها تكون شقيقته أو والدته أو زوجته وناس تؤدي الفرائض وتذهب للرحلات، ولها أنشطة اجتماعية، وتضحك وتعيش في سعاده وهدوء عادي، مثلما يعيش البشر فهم ليسو كائنات فضائية من كوكب الالتزام والحجاب !! ان تكون موجوده كما صورها بكم هذا القبح .
السؤال ماذا تريدون يا صناع الدراما من مجتمعنا هكذا التصور للمسلم ؟لم أري عملا واحدا يقدم المسلم الوسطي الملتزم بفروض دينه، والذي لا ينتمي إلى جماعات ،ولا يصرخ طوال الوقت قائلا هذا حرام، ولا اتجه إلى التدين إلا بعد كارثه أو قصه حب فاشله ! إن ما يفعلونه هو تدمير والدمار لن يلحق بأبناء غيرهم فقط،، ولكن النار عندما تشتعل تأتي علي الأخضر واليابس ،،فما تزرعونه لن يحصده أبناء المتفرجين فقط وجمهور المشاهدين الغلابة، ولكن سيمتد شره أيضا لأبنائكم واحفادكم وجيرانكم، فالمجتمع هو مجموعه مجتمعات صغيره والكل يشرب من نفس النهر فإذا صلح الماء صلح الزرع والنبات.
اتمني ان يتقي الكتاب والمؤلفين الله فيما يكتبون، وأن نشاهد يوما مسلمين مثلنا ، لا إرهابيين ولا دواعش ولا ناس تكفر غيرها، والا نري المسلم لديه (بار )في منزله ،ويشرب من اجل الاحتفال بليلة زواجه، أو من أجل نسيان قصه حبه الفاشل !
يا صناع الدراما حاولو أن تصلحو ما افسدتموه ،فقد ساهمتم في إنشاء جيل جاهل منعدم الثقافه الدينيه يخشى الدين خوفا من الاتهام بالتزمت والرجعيه!! يا صناع الدراما التحضر ليس بشرب الخمر و بالملابس العاريه فكلما تحضر الإنسان وارتقي تغطي واستتر منذ بدايه الخليقة حتي الآن !يا صناع الدراما اتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله .

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى