أخشى على مدينة الإسكندرية أن تقع فى يد الإرهاب المقلد

متابعة / شويكار سعد
أخشى .أن يلهم العمل الإرهابى فى «نيس» الفرنسية إرهابياً مهووساً فى الإسكندرية، الكورنيش يغص بالمصطافين، حذارِ من شاحنة مجنونة يقودها مهووس، امنعوا مرور الشاحنات على كورنيش الإسكندرية، وشددوا على عدم دخول الشاحنات القاهرة نهاراً، المشرحة مش ناقصة قتلى.
أقول قولى هذا بعد ليلة محزنة قضيتها نكداً أمام القنوات الفرنسية الباكية، ومع كل مشهد قلبى يتقبض، وإذ وقف عقلى بالكلية عند منظر الزحام الرهيب على كورنيش الإسكندرية أخشى عملية غادرة، الكورنيش بازدحامه على مدار الساعة، والفوضوية الضاربة على الكورنيش، والإحساس العام بالطمأنينة يؤرق من شاهد عملية الدهس المجرّمة.
مصر حبلى بالإرهاب، والإرهابيون الجدد منتشرون بطول وعرض البلاد، وفتاوى القتل حاضرة، والإرهابيون جاهزون، ماذا ننتظر لحماية المصطافين على كورنيش الإسكندرية؟
أبدا ليست دعوة للفزع والتفزيع ولكنه الحذر، حذار حذار حذار توقيًّا، الإرهابيون الجدد ينوعون فى العمليات النوعية، وكما استخدموا الطائرات كقنابل طائرة فى تفجير برجى التجارة فى «نيويورك»، عادوا ليستخدموا الشاحنات المجنونة فى «نيس»، يحولون الطائرات والشاحنات إلى آلات قتل مجنونة، مصر تحتاج إلى نفرة أمنية مجددا، ما جرى فى «نيس» ليس ببعيد عن الإسكندرية!.
مصر قبل فرنسا مستهدفة، وإذا أعلنت وزارة الداخلية عن العمليات الإرهابية التى تم إجهاضها خلال الشهور التى تلت «فض رابعة» وإلى الآن، وكل يوم، لتملكنا الرعب والفزع من الكم والنوعية والاستهدافات الشخصية والمكانية.
معلوم أمنياً أمام العملية التى تنجح فى الاختراق، هناك عشر عمليات تم تطويقها وإجهاضها والقبض على المتورطين فى التخطيط لتنفيذها، وعدم الإعلان سياسة أمنية متبعة، لأن لكل خلية ذيولا وفروعا، والخلية تقود إلى خلية، والإرهابى لا يعمل بمفرده، والخلايا العنقودية أسلوب متبع، والتعليمات تمر من خلال عاديين، والتجنيد يتم فى أوساط عاديين مختلطين وسط العاديين، الإرهابى لا يرتدى زياً مميزاً، أو على رأسه علامة، أعنف الإرهابيين هم من يبدون مسالمين، مختلطين، عاديين، وهنا مكمن الخطورة.
التقليد متبع، وأسلوب الشاحنات المسرعة التى تدهس فى طريقها البشر سيشكل نقلة نوعية فى العمليات الإرهابية، الإرهابى الآن لا يحتاج إلى متفجرات، يكفيه استئجار شاحنة وقيادتها وسط الزحام، وهنا يتحتم وضع كل مكاتب تأجير السيارات والشاحنات تحت المراجعة كما الشقق المفروشة بالضبط، لم تعد الشقق المفروشة جحر الثعبان، ولكن الثعبان قد يتسلل ويلدغ بسرعة هائلة فى الزحام، ونحن بلد الزحام والازدحام والفوضى المرورية بامتياز.
عملية «نيس» لا تخص فرنسا، لكنها بيان إرهابى عالمى مخضب بدماء الأبرياء، حتما ولابد من الوقوف على تفاصيل هذه العملية القذرة، وتبين نقاط الضعف التى اهتبلها الإرهابى لينقض منها على الأبرياء، وحصر الدروس المتخلفة عن هذه العملية البربرية ضرورة ملحة، وأعلم أن هذا ليس بعيدا عن أجهزة الأمن المصرية.
وعليه يجب أن يعاد النظر فى سير الشاحنات داخل المدن المزدحمة كالقاهرة، والشواطئ المزدحمة كالإسكندرية، أعلم أن سير الشاحنات بعد الثانية عشرة حتى السادسة صباحا داخل القاهرة، وهذا حسن وجيد ويجب التشديد فى تطبيقه.. ولكن ماذا عن الإسكندرية؟
أخشى على مدينتى، هم يستهدفون المدن الرائعة، ويبتعدون بمسافة عن العواصم لأنها تحت التشديد الأمنى، بطبيعتها ومكانتها ورمزيتها، خشيتى على الإسكندرية وبقية الشواطئ فى المقاصد السياحية المعتمدة كشرم الشيخ، لأن الإرهاب المحلى ليس مبدعا ولكنه مقلد، ونموذج سحق العظام وفطيرة اللحم والدم فى «نيس»، للأسف، نموذج بسيط وغير مكلف، ويغرى على التكرار فى مصيف بعيد عن الذاكرة الأمنية اليقظة.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى