تمني الحلقه الرابعه 4 روايه من حلقات بقلم :غاده سمير

ملخص كل ما سبق:
*********************
عادت’ تمني ‘لاستئناف دراستها العليا بكليه الإعلام ،عقب انفصالها عن زوجها وتفرغها عدة سنوات لتربيه تؤاميها الصغيرين ،حيث تقابلت مع الدكتور ”سامي خليل ” الإعلامي الشهير، ونجم برامج التوك شو ،والذي يكبرها بعشرين عاما ، وتوطدت العلاقه بينهما قليلا، من خلال موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، وأيضا المحادثات الهاتفيه، حيث سرد كلا منهما للآخر الكثير من تفاصيل رحله الحياه، ثم كان اللقاء بينهما في احدي الأماكن العامه حيث قضت ”تمني ” يوما من اجمل أيام العمر ..بدأت تشعر بتغير دكتور ”سامي ” تجاهها ومحاولته المستمره لتفاديها و هروبه المستمر من الرد علي محادثتها الهاتفيه في الوقت الذي فاتحها فيه والدها برغبه زوجها السابق في العوده إليها ورفضها بإصرار عدم الرجوع إليه مره اخري .وكانت الصفعه الكبري عندما صارحها دكتور ”سامي ” بأنه لا يريد الإستمرار في علاقته بها لأنه رجل شرقيا اذا أحب أمتلك قلب وجسد من يحب وهذا يعد ضربا من المستحيل في حالتهما فسقطت صريعه المرض وعندما افاقت أقسمت أن لا تكون لرجل بعد ذلك اليوم الا مجرد تمني .
الحلقه الرابعه
**********************
دق جرس هاتفها النقال فاسرعت لإلتقاطه من فوق الطاوله الصغيره التي تضع عليها جهاز الحاسوب الشخصي ،رأت رقم بدون اسم متصل ترددت في الرد ثم أمسكت الهاتف ليأتيها صوت تعرفه تماما انه هو ”حازم الحديدي ” ،الكاتب والصحفي الشهير، زميل الدراسه القديم ، ورئيس اتحاد الطلاب بالجامعه ، الذي أحبها كثيرا، ولكنه لم يستطع ابدا مصارحتها لظروفه الإجتماعيه الصعبه، بعد وفاة والده في حادث سير،وتحمله المسؤليه ، وانقطعت علاقتهما منذ ذلك الوقت، ولكن كلا منهما كان يتابع الاخر عن استحياء ، وعلمت انه تزوج من فتاه تحمل احدي الجنسيات العربيه، تعمل في نفس مجاله، ولكنهما سرعان ما انفصلا ،صاح بها في لهجه مرح كعادته منذ الدراسه ..”تمني” الجميله كيف أخبارك زميلتنا الغاليه ،تحدثت إليه طويلا علي أمل اللقاء داخل المكان الذي جمعهما من قبل ”كليه الإعلام ”.
وفي الصباح ارتدت ملابسها سريعا كعادتها، ولكنهاشعرت بخوف وقلق، ربما كانت تخشي مواجهه أو مقابله استاذها بعد حوارهما الخاص، الذي أغلق في وجهها بابا كانت تراه باب السعاده بالنسبه إليها .أسرعت للبحث عن ‘ندي’ حتي وجدتها تقف في حشدا يحيط بالدكتور ”سامي ” فلم تذهب مسرعه كعادتها لإقتحام الجمع ولكنها انصرفت إلي مقصف الجامعه لشراء كوبا من الشاي، أو هكذا تظاهرت، حتي لا تثير انتباه أحدا خاصه ”ندي”، ولكنها شعرت أنه كان يتابعها بنظراته من وقت لآخر فسمعت طرقات قلبها، ولكنها اسكتتها بمجرد تذكر كلماته القاسيه، ودون شعور تمتمت وهي تلتقط كوب الشاي من عامل المقصف..ماهر…سامي …حازم .. صور …كلها نسخ مكرره ، فرمقها العامل بنظره تساؤل وتعجب ، ودون أن تشعر وجدت نفسها تضحك وهي توجه حديثها إليه …”’حتي انت يا عبد الرحمن نسخه أيضا مكرره”’، وانصرفت وهو يرمقها بدهشه شديده .وبعد إنتهاء المحاضرات أسرعت لمغادرة الجامعه وبينما تسارع بالخروج من الباب ،حتي رأت سياره سوداء تقترب منها وأطل قائدها من النافذه، وهو ينادي عليها ،فاستدارت لتجد ”حازم الحديدي، الذي سرعان ما ترك السياره لمصافحتها ،وبينما يتحدثان رأت سياره الدكتور ”سامي ” تمر من امامها بسرعه شديده ، وقد شعرت شعورا غريبا بالقلق أو التوتر لأنه رآها تقف مع “حازم” ،وسرعان ما تسألت وماذا في الأمر ،هو الذي أعلن أنني لم أعد أعني له شيئا، ودعاها ” حازم ”لتناول فنجانا من القهوه في احدي الأماكن العامه القريبه من الجامعه، فوافقت وجلس ”حازم ”يقص عليها كيف كانت حياته في الأربعه عشر سنه الماضيه التي تلت تخرجهما من الجامعه… وقصه زواجه وطلاقه وهروب زوجته بطفليهما الوحيد ،حتي شعرت بالدموع وقد غطت عينيه تماما وحجبت عنهما الرؤيه عندما تحدث عن طفله ”مهاب ”، مما أثار تعاطفها الشديد معه وفاجاها بأنه يعرف عنها كل شيء، وأنها انفصلت عن زوجها وأن لديها طفلين أيضا وبلا تردد ،نظر إليها قائلا: لدي رغبه تأخرت ربما سنوات طويله ،كنت أشعر أنني قد نسيت، ولكنني تأكدت اليوم أنني لم ولن انسي ،نظرت إليه في تعجب وقبل أن تسأله، نظر إلي أعلي وكأنه يستجمع قواه لينطق في صوت هامس.. هل تقبليني زوجا ..صمتت ”تمني ” ولم تنطق واعطاها ”حازم” الفرصه الكافيه للتفكير فانصرفت علي أمل اللقاء وانتظاره الرد منها .
ذهبت إلي البيت وهي تفكر وكأنها تري الحياه تمضي أمام عينيها كشريطا سينمائيا، وتسألت في دهشة.. لماذا يأتي الشيء الذي ربما تمنيناه سنوات في اللحظات الخطأ ..هذا الطلب الذي تمنت سماعه من زميلها العزيز قد جاء متأخرا سنوات طويله ..وربما أياما ..وشعرت أنها في حقيقه الأمر لم تنسي استاذها ورغم كل ما فعل بها …مازال له مكانا داخل قلبها.
وجدت نفسها أمامه زوجها السابق وقد جاء ليكرر طلبه بالعوده إليها ،نظرت إلى والدها الذي بادلها النظر طويلا ثم غادر ردهة المنزل ، متحججا بأداء الصلاه ،بينما جلس ”ماهر ” متظاهرا بالانشغال مع طفليهما ،اللذان كانا يصرخان من الضحك، وقفت امامهم ثم طلبت من والدتها اصطحابهما إلي الداخل للحديث مع والدهما، اعتدل ”ماهر ” في مجلسه وهو يحاول رسم إبتسامة للتخفيف من حدة الموقف…نظرت إليه، ثم قالت في نبره استفهاميه.. لماذا تريد أن نعود..نظر إليها وقبل أن يرد باغتته وهي تهمس بصوت بدا وكأنه يحاول العوده إلي ماض ليس ببعيد ..كنت أعلم خيانتك. ..كنت أري وجه كل امرأه ترغبها بيننا. .كنت أرى ملامح وجهها. .اسمع صوتها. .أراها بيننا في كل شيء …لم أتحدث. .لم اصرخ وانا اقرأ رسائلك وانت تدعوها بزوجتي الغاليه…لم ابكي وانا اقرأ كلماتك عني بأنني أصبحت مجرد زوجه ..روتينيه. .ممله لم تعد تحرك بداخلك الثائر الذي لا تقهره انوثه أجمل نساء الأرض ..لم أخبر أحد ..فقط ربي شكوته ..كنت أعلم بعلاقاتك.. ااخبرك شيئا لم انطق به من قبل ..كنت أقرأ علي وجههك انك كنت مع امرأه. .ارتباكك عند عودتك. .نبرات صوتك وانت تهاتفني وهي بجوارك…كنت أراك معها …والآن هل انتهيت من رحله لهثك وراء كل امرأه وترغب أن تعود الي من تثق في اخلاصها. .أعلنها للمره الأخيره لك وللجميع …لن أعود إليك .
وتتوالي الاحداث في الحلقه القادمه من ”تمني ”

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى