غادة سمير تكتب …”أقنعة العصر الحديث “

 

إختلفت وجوه الفتنه وتعاظمت بكثير من الأشكال والأنواع، أصبحنا نجدها هنا وهناك ،نقابل يوميا أشكالا جديده منها ،فلكل عصر من العصور علي مر التاريخ ، تحدياته التي يمر بها ،و تحديات عصرنا الحالي هو مواجهة الفتنه الحديثه التي ترتدي كل يوم قناعا وثوبا مختلفا.

من أشد أنواع الفتن التي نقابلها الآن جميعا كأفراد مجتمع وأيضا كآباء وأمهات مع أولادنا ومع الأصدقاء في الواقع الفعلي أو الإفتراضي ”مواقع التواصل الإجتماعي ” ،هي كيفية التمسك بالأخلاق.. فتغير مفهوم الأخلاق أيضا كما تغير كل شيء في مجتمعاتناالتي أصبحت تعاني من الكثير من الأمراض وانحدار المستوي الفكري و إنتشار ألفاظ غريبه وسوقيه لا معني لها ،يتفوه بها الأطفال والشباب وبعض الكبار علي سبيل الدعابه ويكررونها دون التفكير فيما تحمله من مضمون أو معاني و كذلك عادات غريبه وغير معتاده في طريقة الملبس مثل موضة تقطيع الملابس (البنطلونات والتيشيرتات )و تسريحات الشعر أو الطعام، كالتي يقوم بها البعض علي سبيل التقليد الأعمى للغير أو لإحدى أبطال عملا فنيا تمثيليا أو غنائياهابطا ،فتتحول بعد دقائق من مشاهدته أو سماعه إلي قفشه من قفشات الشباب أو صيحه من صيحات الموضه وتنتشر بسرعة البرق.

لا شك أن التناقض الذي تمتلئ به عقول البعض ممن يعيشون حولنا قد تسبب في إيجاد هذه الأشكال الغريبه والمتعددة من الأفكار والفتن الأجتماعية وساعد علي إنتشارها، فنجد أن الأحكام السريعه التى يطلقها الفرد علي غيره من إتهامات أخلاقيه،والتي لا ترتكز علي أي معايير، اللهم إلا بعض المتوارثات وبقايا ارث اجتماعى ومقولات خاطئه تكرر بلا تدبر أو فهم .. فعلي سبيل المثال ؛ليست كل امرأه لا تضع الحجاب عاهرة ،وليست كل من ترتدي النقاب ترتديه لفعل ما يحلو لها وتتخذه ستارا وليس كل من يتأخر في الزواج عايش براحته و كما يحلو له وليست كل من تأخرت في الزواج في إن وسبب وأكيد هي الغلطانه وليست كل مطلقه متعرفش تكون زوجه وزهقت جوزها وطفشته وليس كل من انفصل عن زوجته عشان اكيد كان بيخونها ،إصدار هذه الأحكام يشكل دون شعور المزيد من الفتن الأخلاقيه وأيضا يساهم في إقبال الكثيرين من المراهقين والشباب علي مزيدا من التصرفات الغريبه كرد فعل أو إعلانا للتمرد علي مجتمع مازال يحمل في طياته كثيرا من الأفكار الخاطئه والغير عادله .

إذا أرتقى فكر الفرد سيكون سببا في ارتقاء فكر مجموعته( البيت والمنزل والعمل والرفاق والجيران)…إذا أستطاع كل منا أن يعرف أن الأخلاق هي المعامله الحسنه أولا والقول الطيب والصراحه وعدم الكذب والمحافظه علي أسرارالغير وعدم السخريه من الآخرين وعدم الاستهانه برأي الصغير والكبير ..وأن نتعلم أن ننصت لغيرنا كما يحرص غيرنا علي الإنصات لنا ..وأن نشارك الجميع أحزانه أو افراحه ولو بكلمه تشعره أنه ليس وحيدا..أن نعلم أولادنا أننا جميعا نخطيء لأنها طبيعة البشر ولكن الأهم أن نعترف بالخطأ ونسارع بالتوبه والعوده إلي فطرتنا الإنسانيه التي جبلت علي الخير أولا …والا نسخر ممن أخطأ وألا ننصب أنفسنا قاضيا وجلادا علي الآخرين و ألا نظلم أحد أو نتسبب في إلحاق الضرر به .

ربما نستطيع يوماأن نواجه أكبر تحديات عصرنا الآن ونتمسك بأخلاق مجتمعنا الشرقي ونتغلب علي فتنة العصر ..ندعو الله أن يجنبنا جميعا الفتن ما ظهر منها وما بطن .

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى