عزوف المصريين عن التصويت في الآنتخابات البرلمانية !

كتب/ حمدى صبحى

زيادة التملق والنفاق في الحياة السياسية التي خطفت الحياة السياسية والبرلمانية من الشباب وسيطرة رأس المال وتفشي الواسطة والرشوة والبطالة والاحساس بان الصوت غير مؤثر جعلت الناس تفقد الأمل في التغيير وصدرت للجميع وخاصة الشباب باعتباره الكتلة الانتخابية الأكبر في البلاد الإحباط واليأس والاكتئاب والعزلة وعادت السلبية كنظام حياة لشعور المواطنين بعدم جدوي المشاركة *والعزوف عن المشاركة السياسية ليست ظاهرة جديدة ولكنها كانت خاصة بالاميين والفقراء والتي اصبحت المشاركة قاصرة عليهم الآن وهذا خطره اعظم صحيح أن جميع الديمقراطيات في العالم تشهد مشاركة هزيلة لكن للأسف ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات الحالية أمر يخيف الجميع فالعزوف عن اقتحام السياسة راجع إلى تراكمات كثيرة على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية تتحمل فيه الدولة النصيب الأكبر بالتحكم في العملية السياسية عبر توجيهها من ناحية وإفراغها من مضمونها من ناحية أخرى والذي ولد أجواء عدم الثقة لدى عموم المواطنين كما أن الدولة وفي إطار ضبطها للمجال السياسي عمدت إلى إخضاع الأحزاب السياسية وتقليص هامش الحركية فيها ليقتصر دورها فقط في التعبئة للانتخابات *بالإضافة الى مسؤولية الهيئات السياسية وضعف المجتمع المدني والاحزاب والتي أصبحت عاجزة عن صياغة برامج أكثر عمقا وتقديم مرشحين ذوي كفاءة ومصداقية، والعمل الدائم والمستدام وليس الظهور الموسمي المرتبط فقط بالانتخابات ومن جانب أخر فمؤسساتنا الحزبية وللأسف لا تؤدي وظيفتها المخولة لها في تأطير المواطنين وتربيتهم على الثقافية السياسية وقيم المواطنة وهي غير متواجدة أصلا في الشارع وتطلق صرخات برامجها في وديان عميقة لايسمع فيها المواطن شيء وهو الأمر الذي يستوجب إحداث ثورة داخل الأحزاب عبر تعزيز الديمقراطية الداخلية وفتح المجال أمام جيل جديد لأخذ المبادرة وتقليص الهوة الفاصلة بين الشعب والأحزاب *وايضا يرجع ضعف الإقبال على المشاركة في الانتخابات لعدم وجود حلول لآفة الفقر التي تزيد وانعدام الخدمات من خدمات صحية وتوقير الماء الصالح للشرب ، الكهرباء ، التجهيزات الرياضية ، المؤسسات الثقافية والإنترنيت والازمة الاقتصادية وعدم شعور الناس باي تحسن في أحوال المعيشة ولا اي مردود للمشاريع الاقتصادية التي أعلنت عنها الدولة بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار المستمر فعدم حدوث اختراق للواقع الاجتماعي من حيث معالجة المشاكل الاجتماعية ببرامج فعالة وناجحة تستهدف مجال الخدمات للطبقة الفقيرة يجعل هذه الأخيرة تعيش في حالة عدم الاكتراث بما يجري حولها خاصة في المجال السياسي وتوفير الجهد والوقت لقوت يومها والتفكير في مستقبلها المعيشي وليس السياسي فالعملية الانتخابية هي وسيلة فقط أما الغاية منها هو إحداث تغيير سياسي واقتصادي واجتماعي يستهدف الفرد والمجتمع وحيث أن ظروف عيش المواطن لم يطرأ عليها أي مستجد فإن ذلك ولد إحساس سلبي لديه حول جدوى الاستحقاق الانتخابي برمته. *و لا يخفى على أحد أن من بين الأسباب استمرارية القيادات القديمة تحت مسميات الخبرة والمراس وسعة التجربة والحفاظ على التوارث بين القديم والجديد لضمان الهيمنة مما لا يوفر اي هامش للعمل السياسي البناء والمثمر المبني على تفجير الطاقات والمواهب و ظاهرة الترحال فمن بين الوجوه التي تؤثث الفضاء الحزبي نجد من غير لونه بقدر الوان قوس قزح فالشخصيات والعناصر المتملقة لكل عصر تعودوا على خطف الحياة السياسية والبرلمانية من الشباب الطموح *تسبب الأداء الإعلامي لأغلب الإعلاميين في بث الشك في المشاركين وهو ما ساهم في مسألة العزوف فقد أحدثت دعوات بعض الإعلاميين بتعديل مواد الدستور قبل إجراء الانتخابات البرلمانية عقب كلمة الرئيس التي القاها خلال فعاليات أسبوع شباب الجامعات والمعاهد المصرية العاشر وقال فيها “إن الدستور كتب بالكثير من النوايا الحسنة والبلاد لا تبنى بالنوايا الحسنة” حالة من الارتباك الشديد لدى المواطنين الذين تحسسوا النفاق والخوف في الدعوة خاصة وان هؤلاء الإعلاميين انفسهم هم من اشادوا بالدستور في السابق ودعوا الناس للنزول بكثافة للتصويت بـ”نعم” على مواد الدستور خاصة وان تلك الدعوات صاحبها تشكيك في نوايا البرلمان الذي لم تكن ملامح مرشحيه قد ظهرت وقتها
* زيادة مساحة الدوائر حتى وإن زادت المقاعد فقلل ذلك من فرص الشباب والمرأة في القدرة على المنافسة حيث أصبحت الفرصة أكثر لصالح المال السياسي ورموز النظام السابق وبالتالى ابتعد الشباب عن الترشح وابتعد معهم ناخبوهم من الشباب أيضا * أثارت ازمة الثقة في قدرة البرلمان على الاستمرار وتكهنات وتهديدات الحل في عزوف الكثير من الأسماء ذات الثقل في دوائرها وعدم الرغبة في المجازفة بالترشح لخوض السباق الانتخابي في ظل النبرة التي تعالت على مدار الفترة الماضية للكثير من الخبراء والمحللين أن البرلمان سيكون بلا هوية واضحة ومصيره الحل وايضا زادات وتيرة الحديث بل وفرضت المساحات ليل نهار في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمفروءة للتأكيد بأن البرلمان المقبل في حالة انعقاده سيكون معطلا لخطط الرئيس في التنمية والبناء والمشاريع التي ينفذها لدفع باقتصاد البلاد وأنه سيتدخل في كل التفاصيل من باب إثبات حضوره بشكل يضيع الوقت ويعطل مسيرة النهوض *وجانب آخر مهم هو عدم وجود واختفاء القوى المنظمة التي لها قدرة جيدة على الحشد بعد اقصاء الإخوان وانخفاض ثقة الناس في الرئيس الزعيم الذي يقود كل شيء وايضا التخوف من عدم نزاهة الانتخابات وانتشار اصحاب النفوذ مما جعل المواطن يتفادى الاقتراب إلى صناديق الاقتراع * اضافة الى فكرة القوائم أو الكتل الانتخابية التي يتم اختيارها واختلاف الاعداد من دائرة الى اخرى في الفردي وهي فكرة حتى الآن صعبة بعض الشيء على الناخب المصري الموزع بين الفردي والقائمة، وكأنه في امتحان  *وعليه كانت الصفقة خاسرة وتجارة بائرة والمواطن اثبت انه تلميذ ذكي حفظ الدرس جيدا فاحتكم إلى المقاطعة واللامبالاة كحل مناسب ورفض التوجه إلى صناديق الاقتراع حيث ان من يصعدون على اكتافه يتناسونه بتاتا مما يجعله لا يرغب حتى في الذهاب إلى الانتخاب من جراء غياب الثقة والاقتناع وضعف البرامج التي بقيت مجرد شعارات جوفاء وهمية دون تطبيق في أرض الواقع وكذا ضعف المجتمع المدني وثقة المواطنين بعد ان انعزلت الحكومة بنفسها ورجالها بعيدا عن الشارع إضافة إلى الآفات الاجتماعية السائدة وعليه لابد من إعادة الثقة للمواطنين وفق إجراءات قانونية يتم فيها مراقبة الانتخابات بصفة فعالة وعلى الأحزاب السياسية حمل برنامج ثري ومقنع تدعو فيه الناخب للتوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار القائمة التي يرغب فيها لتكون صراع حقيقي ومنافسة كبيرة بين التيارات الحزبية وعدم ترك الفرصة لأحزاب المال من أجل استغلال هذه المناسبة ليكون للمواطن سلطة التغيير باتجاهه إلى صناديق الاقتراع وعمل خطوة أخرى لكي نصل إلى صيغة وسطى مع مختلف قوى المصالح الحياتية

 
طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى