السيناريو الأكثر شراً لبرلمان 2015 بقلم حمدي الشامي

 

 

 كتب /حمدي الشامي 

إمتدت أيام الإنتخابات البرلمانية بمفاحآت بعضها كان متوقع مثل إكتساح رأس المال للهيمنه على مقاعد البرلمان, ومنها حصول أشخاص وكيانات من المفترض أنها غير مرغوب فيها شعبياً على قدر وإن كان قليل من المقاعد, وأشياء أخرى. ولكن الأكيد أن هُناك مزيد من المفاجآت والتي لا تتميز بالإيجابية نهائياً وخصوصاً على المدى البعيد, لا سيما أن الوضع القائم من ميوعة الرأي العام وفوقيته تتسم بسيطرة رؤوس الأموال على توجه صناعة المواضيع والأزمات المُحتمعية بين ليلة وضحاها, بل تكفي ساعاتان من برامج التوك شو الموجهه لتصنع أزمة قومية على مستوى الجمهورية حتى ولو كانت وهمية وغير حقيقية. الأمر الذي يؤكده المبالغة في أجور الإعلاميين والمنعكس نتيجة تمويل شركات محلية بشراكة دولية أغلبها (إنجليزية, وقطرية, وإسرائيلية, وأميريكية), وبذلك مهما بلغت خطورة الإحتمالات لا يتطرق إليها صُناع الرأي العام من الإعلام الخاص وبعض المسئولين الطامعين في مراكز دولية لاحقاً.

برغم إمكانية وجود إحتمالات إيجابية في توجه برلمان 2015 إلا أن الجهاز الإعلامي سابق الذكر سيملأ (بل ملأ) الدنيا ضجيجاً بها دون غيرها من إحتمالات, وبالتالي نكتب هُنا السيناريو الأكثر شراً لبرلمان 2015 إستدلالاً بنتائج المرحلة الأولى من الانتخابات.
نسبة الناجحين من الأحزاب في المرحلة الأولى (62%) تقريباً ونسبة الناجحين من المُستقلين (38%) تقريباً, ولأن الإنضمام لحزب ما بعد إنتهاء الإنتخابات لا يلزمه إلا تحقيق مصالح الحزب دون الإنضمام له يجب العِلم أن نسبة 62% حقيقتها قد تصل إلى ما بين 70% و 75% بما يُعادل نسبة مُضافة من باق الأسماء المُرشحة بالقوائم والتي بلغت حوالي (31%) من إجمالي الفردي والقوائم وقد تتسلل منها بعض الأسماء لتنضم لتكتلات حزبية لاحقاً لمصلحة ما.

قد تنحاز الأحزاب للشركاء الأجانب في جهة التمويل من مؤسسات الأعمال المحلية بشراكة أجنبية كما حدث في 2010 من إتفاق وإنسحاب الأحزاب والمستقلين من تحت قبة البرلمان ورعاية ذلك إعلامياً بقدر أدى إلى (تبرير بشكل ما ومضاف لأسباب أخرى للخروج في 25 يناير), وبالتالي وبعد عدم القدرة على خداع الشعب مرة أخرى عن طريق بيادق الخيانة مِمَن شاركوا في 25 يناير (وبعضهم مُرشح ونجح بالبرلمان), يتحول الأمر للسيطرة على الكيان البرلماني وبالتوازي مع الكيان الإعلامي المحلي فيتم صناعة أزمة قومية جديدة بإسم الشعب (رغم أن الشعب لا يرضى بذلك), ومن ثم ليٌ ذراع الدولة إعلامياً وصحافياً وحقوقياً في ظل ترقب وترصد الغرب للحظة الصفر تلبية لنداء الشعب المصري مُمَثلاً في البرلمان بالكذب. ونعود لحلقة مُفرغة من حشود التأييد للرئيس والجيش ومن ثم بعض الإعتداء وعدم الإستقرار, ولكن من المؤكد أن من يعتقد أن (ناو إذ ناو) مُمكن تكرارها هو غبي, ولعدم إعتقادي بأنه غبي قد يبدوا الأمر تجاهل أو ضعف في الحاضر بعدم التكرار, ولكن العمل على تكرار الموقف يتم على قدم وساق, وبجدية تامة.

والآن ثلاثة أسئلة من بين عشرات الأسئلة أتركها لك عزيزي القارئ:
لماذا يحشد إعلاميٌ الطابور الخامس وإعلاميُ 25 يناير وبكثافة للنزول والتصويت ؟
لماذا تُصرف مئات الملايين على الدعاية الانتخابية رغم معرفة أنه ليس ببرلمان المصلحة والفساد ؟
لماذا حرض أول من نادى وألح على البرلمان إعلامياً ضد المخابرات وإتهم الأجهزة الأمنية بأنها تُحاربه وتُحارب الوطنيين ؟

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى