“أسرار” إستخدام اللغة النوبية بحرب أكتوبر المجيدة

 

متابعة -عبدالرحيم السمان .

 

ستياكي بوجومرو؟ “، ” ساع آوي باجد” هكذا تبدو هذه الحروف للوهلة الأولى نموذجًا لجمل قد تعود للغة غريبة، لا يتحدثها أبناء “العربية”، إلا أنها في الحقيقة لغة تحدثها النوبيون المصريون على مدار عقود طويلة، واستخدمتها القوات المسلحة كشفرة سرية في حرب أكتوبر.

إنها اللغة “النوبية”.. التي يتحدثها النوبيين المصريين بكافة المحافظات، والتي اُقترحت على الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لتصبح شفرة لإرسال الأوامر العسكرية بين الجنود والضباط المصريين أثناء الحرب.
وكانت “النوبية” سرًا كبيرًا في تحقيق نصر أكتوبر، بعد فشل العدو الصهيوني، بل وكافة الجنود من الجانبين في فهمها أو فك طلاسمها، فعلى سبيل المثال: تعني جملة “ساع آوي باجد”.. “الساعة الثانية النصف“.
دخلت تلك اللغة صفوف الجنود المصريين بالصدفة، عن طريق مجند نوبي بقوات حرس الحدود، يدعى”أحمد إدريس”، والذي علم أن الرئيس السادات يبحث عن آلية للتغلب على أزمة “فك الشفرات”خلال الحروب.
وخلال تواجد “إدريس” مع أحد قاداته عرض فكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة صعبة الاكتشاف، وبالفعل تمكن من مقابلة الرئيس السادات شخصيًا لعرض الأمر عليه، وتم الإتفاق على استخدام النوبية، كان لابد من الاستعانة بالمجندين النوبيين والذين بلغ عددهم حوالي 70 مجندًا من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات .
وظل استخدام اللغة النوبية كشفرة حرب أعوامًا طويلة سرًا دفينًا، طبقًا لأوامر الرئيس الراحل السادات، إلا أنه منذ عدة سنوات، كشف المجند “أحمد إدريس” عن الأمر ليتعرف العالم أجمع على دور اللغة النوبية في نصر أكتوبر.
وأخرج “إدريس” للرأي العام كافة الدلائل منها خطاب الرئيس السادات شخصيًا، كما تحدث عن القصة الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في لقاءاته التلفزيونية لإعادة الحق لأصحابه، موضحًا أن سر عدم فك شفرات المصريين خلال حرب أكتوبر هي “اللغة النوبية“.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى