البرلمانى “ماجد طوبيا” يكتب المجزرة تفاصيل الحادث الإرهابي على مسجد “الروضة”!!

 
-قتلوا أصحاب “الأحد” وأصحاب “الجمعة”، وتركوا أصحاب “السبت” آمنين!!
– سيناريو الخطة بدأ بالتفجير والقتل والشهداء يزيدون عن ٢٣٥شهيد ومئات الجرحى.
-ثلاث أسباب وراء الحاث والقوات تغلق مدينة العريش بالكامل.
– لماذا استُهدفت قرية “الروضة”؟.. وهل استهداف الصوفيين وراء الحادث؟
– المصادر تؤكد: الحادث جاء رداً على النجاحات العسكرية والأمنية الأخيرة، والهدف إشعال الأوضاع قبل انتخابات الرئاسة.
لم يكن أبناء قرية الروضة التابعة لمركز “بئر العبد” بمحافظة شمال سيناء، يخطر في بالهم أن مؤامرة خسيسة تعد لهم داخل المسجد الوحيد الذي يجمع أهالي القرية لأداء الصلاة..
مضى المئات من المواطنين إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة، شيوخ وشباب وأطفال زحفوا إلى المسجد منذ وقت مبكر للاستماع إلى آيات الذكر الحكيم، قبيل الصلاة..
صعد الخطيب إلى المنبر، ليبث في الناس كلمات عن سماحة الدين، ومولد الرسول عليه الصلاة والسلام، كان المسجد قد امتلأ عن آخره، ولم يكن أحد يدري ماذا يجري في الخارج..
قرية الروضة، هي واحدة من القرى التي ظلت لفترة طويلة بعيدة عن العمليات الإرهابية، قرية تعدادها آلاف محدودة، وأغلب سكانها ينتمون إلى قبيلة السواركة، وهي واحدة من أهم القبائل المنتشرة في سيناء..
كثيرون ممن يرتادون هذا المسجد، هم صوفيون، وأغلبهم ينتمون إلى “آل جرير”، وهم أحد بطون قبيلة “السواركة”..
وتقع قرية الروضة في الطريق ما بين بئر العبد ومدينة العريش، حيث تبعد عن بئر العبد حوالي “40” كيلو متر، وتبعد أيضاً عن مدينة العريش “40 كيلو متر”..
وفي الطريق إلى القرية من كلا الاتجاهين توجد حواجز أمنية، تخضع المتجهين شمالاً وجنوباً للفحص من خلال الدوريات والأكمنة..
كان خطيب المسجد قد وصل إلى منتصف الخطبة، وكان الناس يصغون إليه باهتمام شديد، وفجأة تقدم إلى داخل المسجد ملثمون يمسكون في أيديهم أسلحة آلية وكلاشنكوف، وبدأوا في إطلاق الرصاص من كافة اتجاهات المسجد
كانت هناك مجموعة تحيط بالمسجد من الخارج جاءوا على متن أربع سيارات دفع رباعي محملين بكافة أنواع الأسلحة..
وضع الإرهابيون سيناريو الخطة جيداً، تأكدوا من خلو الشوارع من رجال الأمن في هذا الوقت، لقد زحف إلى المسجد للصلاة أكثر من ألف شخص حيث جرى تنفيذ السيناريو على الوجه التالي وفقاً لشهود عيان من الجرحى الذين وصلوا إلى مستشفى بئر العبد..
اختار الإرهابيون هذا المسجد لسعته ووجود أعداد كبيرة من المصلين بداخله، والذين ينتمون أغلبهم إلى الطريقة الصوفية الجريرية نسبة إلى الشيخ “عيد أبو جرير” حيث تتواجد إلى جوار المسجد صالة كبيرة لاستقبال الضيوف، وإقامة أذكار وأوراد هذه الطريقة، ويفصل بينها وبين مسجد الروضة شارع بعرض حوالي 8 أمتار..
– بعد الساعة الثانة عشرة ظهراً بقليل، اقتحم عدد من الإرهابيين مدخل المسجد الرئيسي وأحكموا المداخل الأخرى، بدأوا إطلاق الرصاص من الخلف..
أصيب العشرات، وحاولوا الخروج لم يتمكنوا، فاضطروا إلى الهروب إلى الأمام، مما أوقع العديد من الضحايا بفعل الزحام، بينما ظل الرصاص ينهمر من الإرهابيين الذين ظلوا يوجهون رصاصاتهم الغادرة لفترة ليست بالقليلة.. بينما كان هناك من يحرس الطرق المؤدية إلى المسجد من الخارج..
– بعد أن انهى الإرهابيون عمليتهم الخسيسة، قاموا بإحراق سيارات المصلين واستقلوا سياراتهم متجهين إلى مكان مجهول خارج القرية..
– بعد قليل وصلت قوات من الجيش والشرطة، بدأت سيارات الإسعاف في نقل المصابين إلى مستشفى “بئر العبد”، بينما ظلت الجثث في المسجد لبعض الوقت
بدأ الخبر يدوي في القرية والمناطق المحيطة، زحف المئات إلى موقع الحادث، ثم إلى مستشفى “بئر العبد”، كان وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء موجوداً بالصدفة في منطقة “بئر العبد”، راح يجري الاتصالات بمستشفيات محافظة الإسماعيلية بعد أن تم إخطار وزير الصحة، الذي أعلن حالة الطوارئ وظل يتابع الأوضاع أولاً بأول…
– بعد أن تكدست مستشفى “بئر العبد” بالمصابين، بدأت سيارات الإسعاف تتجه بآخرين إلى المستشفى الجامعي، والمستشفى الأميري بالإسماعيلية..
– لقد تم إبلاغ وزير الداخلية على الفور الذي أصدر تعليمات بانتشار مكثف لقوات الأمن بشوارع العريش، وتشديد الإجراءات على الطريق الدولي العريش / بئر العبد، وفحص العابرين إلى العريش ووسط سيناء..
– كان القائد العام للقوات المسلحة قد أصدر تعليماته بإعلان حالة الطوارئ القصوى، وحماية المنشآت والمناطق، والأكمنة والقبض على الجناة..
وعلى الفور دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى عقد اجتماع أمني مصغر لدراسة الوضع وآليات مواجهة هذه الجريمة، واتخاذ السبل الكفيلة بالتعامل مع الحادث وعناصر الإرهاب في هذه المناطق.
ثم أعلنت الرئاسة حالة الحداد لمدة ثلاث أيام على شهداء الحادث الإرهابي.
أسباب الحادث:
إن هذا الحادث الإجرامي يمثل نقلة نوعية في عمليات الجماعات الإرهابية، فهو كما قال موقع صحيفة “الإندبندت” البريطانية أمس أن الحادث يأتي بعد فشل ارهابيين في استهداف التجمعات الأمنية على الطريق منذ فترة، مما دعاهم لى تغيير خططهم واستهداف المساجد في حادث وصفته بأنه الأكثر دموية الذي استهدف المدنيين في مصر منذ ظهور تنظيم “داعش”.
– هناك من يرى أن الحادث استهدف هذا المسجد تحديداً لأسباب عقائدية، حيث يصلي فيه الصوفيون من أتباع الطريقة “الجريرية”، خاصة وأن عناصر التنظيم التي نفذت العملية تشير إليهم الأصابع الأمنية بانتمائهم إلى تنظيم داعش المعادي لهذه الأفكار والتيارات.
– وهناك من يرى أن الحادث الإرهابي جاء رداً على النجاحات التي حققتها القوات المسلحة والشرطة المصرية، والتي أُثمرت عن قتل عماد عبد الحميد و14 إرهابياً، ممن نفذوا عملية الواحات، وأيضاً عمليات الشرطة التي أدت إلى مقتل عدد من كوادر التنظيم.
– الغريب حتى الآن أن الاستهداف أياً كان الأمر فإن هذا العمل الإرهابي، هو بمثابة مؤشر يجب النظر إليه جيداً في إطار عمليات الاستهداف القادمة، لأنه يمثل تغيراً وتطوراً في العمل الإرهابي، أياً كانت أسبابه الأساسية والحقيقية..
وحتى ساعة كتابة هذا التقرير، فإن قوات الجيش والشرطة أغلقت المناطق المؤدية إلى العريش وغيرها من المناطق، وبدأت عمليات فحص ومداهمة للأماكن المشتبة فيها، ويتوقع وفقاً للمصادر اتخاذ العديد من الإجراءات الفاعلة خلال الأيام القادمة، لوضع حد لهذه العمليات التي باتت تمثل خطراً كبير على حياة المواطنين الآمنين..
إن سقوط أكثر من 235شهيداً وأكثر من 125 مصاباً حتى كتابة هذا التقرير، يمثل كارثة حقيقية تستوجب إجراءات فاعلة، أقلها إحالة كل قضايا الإرهاب إلى المحاكم العسكرية.
إن حالة السخط العارمة في البلاد تتزايد، وتطالب بإجراءات فاعلة للثأر من الإرهابيين ووضع حد لهذه العمليات التي اتخذت منحى خطير من خلال هذه العملية.
إن السؤال المطروح لماذا لا تستخدم الدولة كل الآليات القانونية التي تمتلكها لوضع حد لهذه العمليات،
وهل يعقل إن تعديلات قانون الإجراءات الجنائية على سبيل المثال لم ينته مجلس الدولة من دراسته إلا منذ أيام قليلة، وحتى عندما وصل إلى البرلمان لا يزال ينتظر المناقشة.
إن الشارع المصري مل من الكلمات والتصريحات التي لا تؤدي إلى نتيجة حقيقية على أرض الواقع، فقيادات الإخوان المحرضة على هذه العمليات لا تزال تعيش داخل السجون، ولا تزال رقابها بعيدة عن حبل المشنقة، وهو أمر يغري الكثيرين من الإرهابيين والمحرضين بأن ساحة الإعدام بعيدة عنهم.
إن ما جرى اليوم هو رسالة للعالم، الذي لا يزال يحدثنا عن حقوق الإرهابيين، بينما يتغاضى عن حقوق الضحايا من المواطنين، حتى بات الكل يدرك أن طلقات الرصاص التي تدوي على أرض مصر هي نتاج هذه السياسات وهذا الدعم المالي واللوجيستي الذي يقدم من هذه الدولة وتلك المنظمات الدولية.
إن مجلس النواب مطالب بأن يمارس دوره في التصدي لهذا الخطر، وأن يعدل القوانين التي من شأنها أن تحقق العدالة الناجزة والسريعة.
إن ما جرى أمس في قرية “الروضة” أمر يجب التوقف عنده كثيراً، ودراسته بعمق واستفاضة، وفي نهاية هذا التقرير يجب التوقف أمام عدد من الملاحظات في سياق هذا الحدث “المجزرة”..
– إن الحادث الإرهابي ضم 11 شهيداً و5 مصابين من رجال الشرطة كانوا يؤدون الصلاة داخل هذا المسجد، مما يؤكد أن المنطقة لم تكن خالية من رجال الأمن، ولكن أغلبهم راحوا يؤدون الصلاة في هذا الوقت، وهو أمر كان محسوباً جيداً من قبل الإرهابيين.
– إن الإرهابيين وبعد أن قاموا بعمليتهم الإرهابية قاموا بإلقاء القنابل لتفجير المسجد، حتى يمنعوا ما تبقى من المصلين الأحياء من مطاردتهم، بعد توجههم إلى داخل سيناء.
-أن البيان الصادر لما يسمى بـ “تنظيم ولاية سيناء” والذي أكد أن جماعتهم هاجموا مسجد الصوفية بالروضة بعد أن سبق وأنذروا الصوفيين باعتبارهم كفار، وهو كلام لا يعكس حقيقة الأهداف الأساسية من وراء هذا الحادث، رغم قولهم في بيانهم موجهين حديثهم للصوفيين قائلين: “اعلموا إنكم عندنا مشركون كفار، وأن دماءكم عندنا مهدرة، ونقول لكم إننا لن نسمح بوجود زوايا لكم في ولاية سيناء”!!
– إن الحادث قد دعا كافة قبائل سيناء وفي مقدمتها قبيلة “السواركة” إلى إعلان الاستنفار وتحدى الإرهابيين، وهذا أمر ستكون له نتائجه الإيجابية على صعيد المواجهة الحاسمة واستنفار المجتمع ضد العناصر الإرهابية.
– بقي أخيراً القول أن ثأر من استشهدوا حتماً سيكون كبيراً، وأن القتلة سيدفعون الثمن غالياً، وأن الساعات والأيام القادمة، حتماً ستحمل المزيد من المفاجآت لهذه الجماعات ومن يدعمونها علانية أو من خلف ستار!!

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى