همسات مع جدي العجوز “بقلم فتحى طنطاوى”

 

 

في ليالي ديسمبر الباردة وفى صعيدنا الغالي نلتف حول المدفئة يشعل جدنا العجوز موقد الفحم عقب صلاة العشاء ليأتي الأبناء والأحفاد يأنسون بدفء جدهم يتجاذبون أطراف الحديث.

وألقيت نظرة على جدي فوجدته على غير عادته فأمعنت النظر أكثر فوجدت تغير الملامح يبدوا عليه فبدئت أداعبه قائلا كبيرنا ماذا تقول في الدنيا ، فنظر إلى الأولاد والأحفاد قائلا ،يأبنى اعلم اننى سرت نحو الضوء أتلمس جسدي الهزيل ،بين طرقات غطاها الحزن ألما؛ أبصر شعاعا ظننت بأنه الأمل الوحيد؛ وعندما اقتربت من الضوء الخافت انقطعت روحي عن الحياة، اعلموا يا من انتم سندي فى أواخر ايامى ان الأحزان تجلب الأحزان.فانتهوا عنها  ..والأفراح تأتى على قدرة من تفائل بها .فأكثروا من تفاؤلكم وثقوا بربكم أنه يختار الخير لكم فلا تحزنوا على مافاتكم لان اختيار الله هو الافضل لكم . اعلموا ابنائى ان نسائكم اذا احسنتم اليها حفظتكم فى مالك وولدك واياكم والاساءة فى لحظات الغضب.فانها تعمى فيها الأبصار . وإذا اتاك آمر يستوجب المشورة ” فكن رجل ثم استمع الى كلام زوجتك فربما يكون رأيها هو الصائب. واواصيكم ببناتكم الخير واعلموا انه لايجوز لعريقة الأنساب ان يفترشها خسيس،. فتخيور نسبكم . وارضوا ربكم واجعلوا بيوتكم مفتوحة للقاصي والدانى وعاملوا الناس بالحسنى والتزموا بقول نبيكم صل الله عليه وسلم خير انواع البر اطعام الطعام.وبعدها رفع بصره الى السماء قائلا اللهم لك الحمد وينقضى الشتاء وتفيض روح جدنا الى بارئها .

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى