الجريمة الأكبر في مصر بدأت بإصرار من الحكومة بقلم حمدى الشامى

 

كتب/ حمدي الشامى
إعترف الجميع بالجريمة, إعترف الإعلاميين, الخبراء, السياسيين, المُحللين, بل إعترف أيضاً من تقلدوا المناصب السيادية بتلك الجريمة, وكما وصفوها كانت جريمة, كانت الإتهام الذي طالما طال الرئيس الأسبق محمد حسني مُبارك.. جريمة إفساد الحياة السياسية. التي كان اللاعب الرئيسي فيها رجال أعمال (الحزب الوطني) وحوسب الرجل أدبياً عليها, حتى أن طالت سُمعته إتهامات بالخيانة والعِمالة, ولما لا وهي جريمة أخلاقية وطنية حيث تطول المُجتمع بكافة مشاكلة وإتجاهاته بدايةً من مشاكل المواطن الإجتماعية المُختلفة إلى مشاكل الدولة الإقتصادية وسُمعة مؤسساتها.
ولكن في 2015 وتحديداً بدايةً من أكتوبر 2015 إلى نهايات نوفمبر 2015 تتكرر الجريمة في عهد جديد لا فيه عودة للوراء ولا فيه فساد, تتكرر وتحت أعين الجميع, يعود نفس الحزب بمسميات أخرى ليُسيطر على أكثر من 20% من البرلمان المصري أي 20% فساد, 20% خيانة, 20% عِمالة بالبرلمان الذي يُمثل الشعب المصري, ويُمثل الدولة المصرية… وبعيدً عن جريمة إفساد الحياة السياسية والإقتصاد المصري والأخلاقيات والثقافة والهوية…..الخ, تكفي جريمة المُسبب الأساسي في كل الدمار الذي حدث بداية من 25 يناير وإلى الآن, فلو كان التلاعب بعقول الناس والشباب خاصةً لتدمير مصر كان سبب فـ المُسبب هو نفس هؤلاء الذي يعودون بقوة لنفس النقطة التي سبقت 25 يناير 2011 وبسنوات.
إدراج الشباب في الحياة السياسية كان نداء محتوم من الدكتور محمد البرادعي وليس من أحد آخر, وبعيداً عن حتمية نداء د. محمد البرادعي بمواقفة وتسريباته وأهواءه وجب العلم أن المبدأ في حد ذاته سليم وقويم أما النيه الأعلم بها هو الله رغم الدلائل التي توضح أنها غير طيبة بالمرة. وإستجابت الدولة, ودربت وهيأت أبناء الحزب الوطني وأبناء من لهم علاقات بالحزب الوطني ومراكز المسئولية وإلا لماذا لا نعلم عن إعلانات تلك التدريبات والمنح شئ!! وتلك جريمة مُضغمة ومُعقدة (أخلاقية سياسية إجتماعية تشريعية), وكل ما نسمعه ونلمسه أصبروا, أصبروا, أصبروا, أصبروا
نحن نصبر ومن رفع علامة النصر بجانب مُدرعة الجيش (المحروقة) يقطف الثمرة, نحن نصبر ومن إتهم قوات الأمن وتحديداً الشرطة العسكرية بأنهم (بلطجية) يقطف الثمرة, نحن نصبر وأبناء ومعارف من تسببوا في تسهيل تحفيز بعض الناس والشباب للمشاركة في يناير يقطفوا الثمرة, نحن نصبر وإلا نسوق توكتوك رغم أن أعيننا تُبصر المنح من الحكومة, والإهتمام الدبلوماسي من الحكومة, وعشرات الملايين هُنا وهُناك لشباب الثورة (ثورة يسقط يسقط حُكم العسكر), وسيارات موديل السنة تحت مؤخراتهم التي طالما توجهت للسفارات الأجنبية والفاسدين وآكلي لحم كتف الشعب المصري. نعم, مُطالبين أن نصبر والحكومة والدولة المصرية المُحترمة تنحني أمام من لا يصبر, وكأن طلب الصبر أصبح الصيغة الشيك والدوبلوماسية لفعل التجاهل والإهمال والتبجح بإتهام الناس والشباب أنهم لا قيمة لهم ولا التفات لهم طالما هُم كذلك بالفعل.
ألا تعلم مؤسسات الدولة المصرية أن ما يحدث قد يُحفز آخرين لنهج نفس الفعل في يناير وترديد نفس الشعارات حرفياً وإتخاذ نفس المسار بلا تردد لأن ذلك أصبح الطبيعي كما (قد) يكون المُراد من مؤسسات الدولة المحترمة !!
عموماً كان الله في عون من كان يُرسل التسريبات للسيد عبدالرحيم علي وهو بالتأكيد ليس واحد من عامة الشعب, وشكراً لمعاليكم أن وصف ماحدث وقيمة التسريبات لم تتخطى كلمة فضيحة ! وأن مصر لا ترى ما كان بمحتواها جريمة.. وتلك على أقل تقدير أصبحت قناعة شاب مثلي إن لم تكن قناعة شعب بأكملة..ولو أن كل الدلائل والبراهين تم إتخاذها كورقة ضغط في مرحلة الإحتقان القادمة, فإسمحوا لي أن أُعجل بها حتى يُحاسب من أخطأ, ويُعاقب من إنتهك حُرمة أراضي الوطن الغالي مصر.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى