ملابسات سياسية جديدة في حادث تحطم الطائرة الروسية – بقلم: حمدي الشامي

 

 كتب/ حمدى الشامى

تداول الجميع خبر سقوط الطائرة الروسية بعد الإقلاع من مطار شرم الشيخ الدولي من المنظور الأميريكي الداعشي, وبعد تعليق إنجلترا للرحلات الانجليزية وتكرار نفس التصاريح تداول نُشطاء وخبراء عن النية المُبيتة للإضرار بالإقتصاد المصري عن طريق الحد من إستمرار التفدق النقدي للعملة الصعبة بالقطاع السياحي. ولكن ما لم يلتفت إليه  الجميع من المُجتمع المصري وخصوصاً السياسي (والإعلامي عن قصد), أن تزامُن تصاريح ومواقف بعض الدول تَحور من تزامُن مع تحركات مُظاهرات الإخوان و 6 إبريل والنشطاء إلى تزامن مُريب مع ميلاد أحزاب سياسية جديدة ذات تصريحات وأفعال مُعادية لمصالح الشعب المصري, وكان من أهمها مؤخراً التلويح بالسيطرة على البرلمان المصري ومن ثم تشكيل الحكومة بما يرتأي لمن ورطوا الشعب في 25 يناير 2011 إستكمالاً للمُخطط المشئوم, وما لصناعة أزمة في السياحة وبالتبعية في توافر العملة الصعبة بما له من إنعكاسات على الإقتصاد المصري إلا حُجة قوية للضغط البرلماني على مؤسسة الرئاسة والحكومة الحالية.

 

والمُلفت للنظر أن تصاريح مندوبيُ رجال الأعمال المُرشحين للبرلمان يُردد بعضهم بعض الجُمل عن فشل الوزارة الحالية التي لم يمُر عليها أسابيع قليلة, وبالنظر للموقف الحالي يبدوا أنهم ينشدون أملاً في تغيير وزاري وحكومي بعد إنعقاد البرلمان القادم بفترة وجيزة, وكل ما يتم الآن هو ترديد ما مِن شأنه تهيئة الرأي العام للتوجه الجديد في آلية إستهداف مصر عن طريق ماكينة الصحافة والإعلام المرئي.

ولكن لماذا طائرة روسية !, ولماذا سُرعة إتخاذ القرار بإيقاف الرحلات والتحذيرات من السفر إلى مصر !

الأمر بسيط للغاية وإن كان الإختلاف في الرأي ظاهرة صحية فكرياً إلا أن الرأي القادم لا يحتمل إختلاف بأي وجه من الأوجه, ذلك لأن تكسير عظام الإقتصاد المصري بدأ بالفعل منذ أربع سنوات, ولكن بصمود مصر بمساعدة أغلب دول الخليج وعلى رأسهم السعودية والكويت والإمارات, تم التلاعب بأسعار النفط تهديداً لتلك الدول وفضهم عن دعم مصر. ورغم أن إستهداف النفط طريقة نمطية لمحاولة فض الإجتماع والتنسيق وتطابق الرؤى المصرية الخليجية والعكس, إلا أن بوادر الشقاق والفتنة بين مصر والدول الشقيقة كانت بديهية بدايات 25 يناير بعد ظهور طلائع التحركات المُدعية الثورية وعلى رأسهم محمود بدر وأحمد دومة.. وعندما فشل الأمر (ظهرت داعش لسرقة نفط العراق) وإتخاذ حُجة العرض والطلب في تغيير الأسعار العالمية للخام.

 

أما عن روسيا وبرغم عدم وجود تصريحات رسمية تجاه الحادث سواء  كان مُفتعل من عدمه, إلا أن تصميم أميريكا وإنجلترا على الترويج بأن ما حدث سببه خلل أمني, يُعزز ويؤكد أن النية المُسبقة صريحة وخطيرة جداً, لا سيما إستغلال الحدث سواء كان بطبيعته عرضياً أو مُفتعل. بالإضافة لتزامن ذلك مع الصحوة الجديدة لمحاسيب أميريكا وإنجلترا في الشارعين السياسي والإعلامي المصري.. ولكن الأمر هُنا يتخطى مُجرد التأثير على علاقات بين البلدين كما حدث مع السعودية ويحدث حالياً مع الكويت وربما مستقبلاً مع الإمارات. فالعلاقات المصرية الروسية تعتمد بقدر كبير جداً على المصلحة المتبادلة والمُشتركة بعيداً عن العلاقات العقائدية والديموغرافية, والهوجة التصريحية والمواقف المبالغ فيها بخصوص حادث الطائرة الروسية ليست إلا دعم أوروبي للبرلمان القادم في قرارات مُتعلقة بإدارة السيسي وأداء الحكومة عامةً, وهو ما اتضح جلياً في أقوال ومواقف بعض الأحزاب والانتماءات المحسوبة على التيار الأميريكي سواء كان ذلك بصمتهم على الصحافة والإعلام المملوكة والمملوك لنفس مموليهم أو بالتلويح في تصريحاتهم عن سخطهم ونقمتهم على الرئيس والحكومة. ورغم أن الترويج عن علاقات بعض تلك الكيانات بعلاقتهم بالرئيس والمخابرات إلا أن الإشاعة لن تستمر, وسيتضح ذلك جلياً بداية ثالث أسبوع من إنعقاد البرلمان (هذا إن عُقِد من أساسه) لتكون الضربة الإستباقية هذة المرة للشعب الذي إمتعض ولم يُجبر على الإختيار بين السئ والأسوأ. وبالتبعية وبثبوت التحليل السابق سيتم فتح ملفات ضخمة (بأدلة حقيقية وملموسة) خلال الفترة القادمة من شأنها شل حركة أذرع أميريكا وحلفاؤها المترصدين بمصر في الساحة السياسية والإعلامية.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى