علي مسرح الفيس بوك بقلم ” غاده سمير”

للفنان الكبير يوسف بك وهبي رحمه الله عبارته الشهيره ‘”‘وما الدنيا إلا مسرحا كبير ””،،،لم تعد هذه العبارة تنطبق فقط علي الحياه وما تحتويها من أحداث ومجريات الأمور اليوميه والحياتيه،،، ولكنها امتدت لتشمل مواقع التواصل الإجتماعي التي إنتشرت وأصبحت تحتل مكانه عظيمه لا حدود لها في حياتنا الحديثه.
باتت مواقع التواصل الإجتماعي وأشهرها دون شك ”الفيس بوك ” و”تويتر ” تشكل جزء هاما في الحياه، لما توفره من معلومات سريعه تحصل عليها دون جهد عليك ، فقط بضغطه زر لتحصل عما تريد وعما تبحث عنه ،،ولكن مع تزايد هذه الوسائل إزداد التباعد والجفاء والإهمال في الكثير من علاقتنا الإجتماعيه ،فتباعدت الأسر وتفككت كثير من الروابط، وظهرت علي السطح أيضا الكثير من المشكلات التي لم تكن يوما بهذا الكم من قبل كالخيانه الزوجيه عبر مواقع التواصل الإجتماعي والابتزاز والنصب ،وذلك لسهولة إرتداء الأقنعة وإنشاء صفحات بأسماء وهميه أو مستعاره تمكن كل من مقصده، بل أصبح الفيس بوك مرتعا خصبا للباحثين عن الضحايا من خلال تجار الدجل والسحر وغيره ،فأصبحت هناك صفحات بإسم الشيخ فلان والشيخه فلانه لجلب الحبيب في ساعات وموافقة الأهل علي العريس وزواج من لم يتزوج وخلافه ، وصفحات تحمل أسماء لنساء غريبه وصورا أكثر غرابه، ربما أغلبها مسروقه من مواقع أخرى علي الإنترنت لاصطياد الضحايا من الباحثين عن العلاقات المحرمه.
تطالعنا الصحف والمواقع كل يوم بالمزيد من القصص التي جاءت كنتاج طبيعي للإستخدام السيء والخاطيء لمواقع التواصل الإجتماعي، من قصص الابتزاز والنصب وأيضا السطو علي صفحات الغير ”التهكير” ، وأصبح من العادي والطبيعي أن يصلك كل يوم تحذير من أحد الأصدقاء بأنه تم الاستيلاء علي صفحته من قبل أفراد ”الهاكرز” مع إنتشار برامج التهكير التي أصبحت في متناول الأطفال والمراهقين والشباب، الذين يجد بعضهم متعه في ممارسة ذلك، إما من باب الشعور بالفخر بالوصول إلي قمه الإنحراف والتدني الأخلاقي ، أو للدخول إلى صفحه الضحيه وقراءة رسائله الخاصه أو مساومته هو أو قائمة الأصدقاء لديه أو طلب المال أو كروت الشحن وغيره .
ولذلك أصبح الفيس بوك هو مسرحا كبيرا لإرتداء مختلف الأقنعة والوجوه ،فتجد من يعيش من خلاله حياه تختلف شكلا وموضوعا مع حياته الفعليه،فالمسرح مهيء للممثل للقيام بالدور الذي يختاره ،فيقوم بالدور الذي تمناه أو تخيله، فتجد من يعيش من خلال مسرح الفيس بوك انه ينتمي لطبقة الصفوه أو رجال الأعمال ،وهو في الحقيقه يعاني كل المعاناه في الحصول عما يكفيه من لقمة العيش وهناك من يتاجر بإسم الدين وتمتليء صفحاته بمنشورات الأدعية والتحذير من عذاب الآخره والمدهش أنك تجده يفضل إرسال طلبات الصداقه للنساء فقط !!وربما تجد قائمة الأصدقاء تحتوي علي أغلب من يطلقون علي أنفسهم ”كوكو الدلوعه ”وسوكا اللي مفيش منها”!!! .وفي النهايه نستطيع القول بأننا دائما من نصنع الوحش، الذي نطعمه ليزداد حجمه، وربما يأتي يوما ليبتلع كل ما زرعته أجيال سابقه من أخلاق وقيم إجتماعيه أصبحت مهدده الآن ،نسأل الله أن يأتي يوما نجد فيه الفيس بوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل الإجتماعي وليس للكذب وانتحال الشخصيات وممارسة الفوضي والانحلال الأخلاقي .

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى