‘تمني’ روايه من حلقات بقلم : غاده سمير

 

ملخص الحلقه الاولي
استأنفت ‘ تمني ” دراستها العليا بكليه الإعلام بعد انفصالها عن زوجها وتفرغها سنوات لتربية تؤامها ”ماجد” و” عابد ‘ ‘وخلف أسوار الجامعه قابلت الدكتور ‘ سامي خليل ” نجم البرامج التليفزيونيه والإعلامي الشهير، الذي سرعان ما انجذبت له سريعا واستطاعت التواصل معه عبر موقع التواصل الاجتماعي ”الفيس بوك”.

الحلقه الثانيه

وقد شعرت أنه بدأ يدرك تظاهرها ومبادراتها المستمره للحديث معه ،وشعرت هي أيضا برغبته في ذلك، خاصه بعد أن قام بإرسال رقم هاتفه الخاص إليها ، وطلب منها مهاتفته، اقتربت يومها من الهاتف بيدين مرتجفتين، وجاءها صوته الرزين الذي يحمل الوقار والهدوء ، ليزيد من يقينها بأنه هو أيضا يبادلها الانجذاب وبما لا يقبل الشك ..حدثها عن نفسه وحياته وعن كل شيء عنه ،سرد لها تفاصيل بعض قصص الحب التي خاضها وزيجاته السابقه، من أحب ومن لم يحب ،كانت تسمعه وكأنها تتمني الا يتوقف و أن يسمعها كيف كانت حياته قبل أن يلتقيها، ولكنه كان دائما ما يتوقف أثناء حديثه ،وكأنه يذكر نفسه واياها بفارق السن بينهما ؟ودائما ما كان يكرر عليها انه يكبرها بما يزيد عن عشرين عاما .

كانت تتجاهل اشاراته الدائمه لفارق السن بينهما ،فتحاول أن تجعله يسرد شيئا آخر عنه ،متمنيه أن يحكي كل شيء، حتي اسعدها يوما بطلب رؤيتها في أي مكان تختاره .

وجاء يوم اللقاء ،استيقظت ‘ ‘تمني ”
وهى تحمل سعاده العالم بين كفيها، كانت تضحك مع الجميع ،أطفالها ووالدتها حتي حارس المنزل، اهدته حظا من ابتسامتها الرائعه ،انطلقت إلي مكان اللقاء، كانت تنظر إلي ساعه يديها تتشوق إلي رؤيته، تحدث نفسها، تمنيها أنها بعد دقائق ستكون في مواجهته، أمامه وامتدت يدها لتنظر إلي هاتفها ؟فوجدت رساله منه يخبرها بالاعتذار لتاخره ساعتين عن موعد اللقاء لسبب خارجا عن إرادته، ودون أن تشعر كتبت له …”’لا تلقي بالا انا بانتظارك ،أتناول قهوتي الصباحيه واقرأ كتابا حتي تاتي ”’،وجلست ترتشف القهوه وتفكر ..تري هل سيتأخر بالفعل أم سيأتي قبل انتهاء الوقت الذي حدده؟ وبالفعل بعد مرور ساعه وجدته امامها مبتسما، ولكن هذه المره لم تكن ابتسامته المعتاده مع طلابه، كانت ابتسامه جديده ،تحمل شيئا مختلفا لم تراه في عينيه من قبل .

جلس امامها ثم بدأ يشعل سيجاره الفاخر، وهو يحاول جاهدا تفادي النظر إلي عينيها متنقلا بنظراته يمينا ويسارا عبر رواد المكان ،فشعرت أنه ربما أراد إخفاء التوتر الذي الم به، وربما أراد التظاهر بأن الأمر عاديا، وان هذا لقاء لا يتعدي كونه لقاء أستاذ بطالبته التي تصغره حسب تعبيره الدائم .

لم تستطع ”تمني ” إخفاء سعادتها بأنها تجلس أمامه ،كانت تضحك من القلب الذي امتلأ الما جراء تجربه الحقتها دون ذنبا اقترفته بمن يخاف عليها ،ومنها ،بمن يطمع فيها من القريب و البعيد ..حدثته بكل صدق عن كل شيء عنها تذكرت وهي معه كيف كانت حياتها مع زوج لم تانسه يوما ولم تحبه أيضا يوما ،أرادت أن تصيح وهي معه لقد احبني كثيرين منهم من هو في مثل عمري ومن هم أكبر ببضع سنوات قليله وأيضا من هم أصغر سنوات قليله ، ولكني لم أشعر بوجودهم ،باحتوائهم ،لم أشاهد أحدا منهم فارسا مثلك ، تمنت أن يطول الوقت ، أن تزداد اللحظات لتصبح دهرا يجمعهما معا دون وداع ..ولكن كيف ذلك؟ و كلا منهما يعلم أن هناك العديد من الأسوار والعوائق بينهما، فهو متزوج وأب، وهي أيضا تحمل في عنقها مسؤليه طفلين صغيرين ، ولكنها حاولت أن تتناسي في تلك اللحظات كل شيء ،أرادت أن تعيش أجمل لحظات العمر، التي لم تمر بها يوما وربما لن تمر ..ولكن دائما الوقت هو ذلك السارق الذي ينقض دون هواده علي من يسعده الزمن ولو للحظات..سرعان ما انتهي اللقاء ..كانت تمشي بجواره وهي تنظر إليه وكأنها تريد أن تخبر كل العالم حتي هو.. بأنه لها ومعها ،كانت تقارن مشاعر السعاده التي تعتريها في وجوده وما كانت تشعره مع زوجها فيما سبق ،وهي تعلم جيدا أنه لن يكون لها يوما ..ولكنه التمني الذي يريده القلب وتؤكده الروح…لم تستطع أن تنسي لمسة يديه الحانيه أثناء مصافحته استعدادا للرحيل ..نظرت إليه و كانت عيناها تتضرع بكل شوق العالم ورجاءه وكأنها تحدثه ”’ أرجوك ابقي معي لا تتركني ”’ ،عادت إلى المنزل تحمل سعاده قلب فتاه صغيره ،تضحك وتغني ثم جلست وحدها لتتذكر كيف كان الحديث، تتذكر كل شيء، كل ما حدثها عنه ،تسترجع تلك اللحظات التي باتت جزء لا يتجزأ من تاريخ عمر امرأه، تعرف جيدا أنها لحظات سرقت من الزمن، وربما سيضن عليها بتكرارها كما تعودت منه دائما ولكنها لم تستطع إيقاف القلب الذي عاني كثيرا من التفكير في من نبض له دون أية اعتبارات ولا تفكيرا منطقيا ،. وتكررت حوارات الهاتف ومواقع التواصل بينهما ،اما داخل الجامعه فكانا يكتفيان بتبادل الابتسامات والكلام القليل في حدود علاقه الأستاذ والطالب فقط ،كانت ”تمني” تعيش أجمل أيامها تمرح وتضحك، تنتقل بين أصدقائها كفراشه جميله، حتي لاحظ الجميع التغير الذي طرأ عليها ولكن دائما لا ثبات في ما نمر به من احداث ولا شيء يبقي كما هو ..

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى