حمدي الشامي يكتب ضع نفسك مكان من خطط لـ 25 يناير في مصر !

 

للكشف عن جريمة مُعينة, يكون سؤال (لو كنت مكان المُجرم لماذا يفعل أو فعل, ما هي أداة الجريمة؟ , وأين أجدها إن لم يُعثر عليها ؟ , أين يختبئ أو إختبأ المُجرم ؟) هذة هي الأسئلة التي تتبادر لذهن العقل الذي يبحث خلف مُجرم لكشف الغموض عن جريمة ما. والجريمة هُنا هي قتل وطن بأكملة والتآمر على أُمة كاملة (وخاصةً الشعب المصري).. والإجابة عن الأسئلة تُفصح عن أشياء مازالت مُبهمة وأحاجي والغاز يتم التعتيم عليها عن قصد.. وبقراءة هذا المقال أهنئك عزيز القارئ, مُجرد اطلاعك على ما فيه يصل بك لمرحلة السمو العقلي أعلى كثيراً من المُخطِط وأعمق كثيراً من سطحية الأحداث والتي يُصدرها لنا أذناب المتدربين في صربيا, والمنتفعين من الصحفيين والإعلاميين (تُجار دم الشعوب وشرف الأوطان)..

لو كُنت المُجرم الذي خطط للثورة في مصر لماذا تفعل ذلك ؟
السؤال هُنا بلُغة القانون عبارة عن (الدافع), وقد يتبادر إلى ذهن البعض أولاً أن مصر مثلها مثل أي دولة, وهذا عار تماماً من الصحة, حيث أن مصر لها أبعاد إجتماعية دولية تعكس مدى الحقد الأبدي من المُجتمع الدولي على المصريين, نكتب منها على سبيل المثال لا الحصر:
أولاً: التار التاريخي من الشعب المصري:
يبدأ التار التاريخي من الشعب المصري عندما قام صلاح الدين الأيوبي بالاستعانة بالجنود المصريين في تحرير القُدس, وكان الجيش المصري هُنا أغلبية الجيش المُحرر للقدس إبان الاحتلال الغربي منذ قرون (والتاريخ لا يُنسى), حيث كان الجندي المصري في مواجهة تحالف أوروبي يضم غالبية دول أوروبا مُجتمعة وإنتصر عليهم.. وتلى ذلك في القرن العشرين ما أُسميه (بالتاريخ الغير مُشرف للأوروبيين – على حد إنطباعهم عن أنفسهم) حيث كان الأوروبيين يأتون للعمل في مصر أقل الحرف شأناً, وأبرزهم الإيطاليين والألمان والإنجليز, فإما كانوا خدم أو سائقين أو خياطين أو عاملي حانات.. حتى أن إستدانت دول مثل بلجيكا وإنجلترا في بداية القرن العشرين أمر مُعتم عن قصد وإلى الآن, بل أن أمر الذُل وصل إلى الإستنجاد بالجيش المصري في الحرب العالمية (الأمر الذي عَدل ميزان الحرب في تلك الفترة) وهو ما يحاول إنكاره دول الحلفاء لنسب النصر إلى أنفسهم – تلك هي قوة مصر التي يخشى الغرب والأوربيين عودتها مرة أخرى لمسار النمو العالمي. وفي عام 1956 وبعد عدوان ثُلاثي من دول خرجت منتصرة من الحرب العالمية الثانية (إنجلترا, أميريكا, فرنسا) تأكد الغرب أن نهضة مصر تؤثر سلباً على سيطرتهم العالمية على موارد الطاقة وقياداتهم للبشرية في كافة المجالات.. ولعل الجميع لا يعلمون أن مصر كانت تُحارب مجموعة دول في حرب 1973 لا الكيان الصهيوني فحسب, فكانت مصر تُحارب في سيناء على وجه الخصوص بريطانيا وأميريكا ومن بعدهم العدو الصهيوني.. والنصر في 73 أكد بما لا يدع مجال للشك أن مصر ليست بالدولة العادية ولا شعبها بالشعب العادي, وهو ما يوضحه بشكل مُباشر إسترداد سيناء بالقوة رغم عدم إطلاق رصاصة واحدة بعد الحرب
ثانياً: الموقع الجغرافي وحجم الموارد الطبيعية في مصر والمنطقة الإقليمية المُحيطة:
الموقع الجغرافي معلوم تفاصيلة للجميع من حيث التوسط والتفرد بالمضايق والبحار ونهر النيل, ناهيكم عن الثروات الدفينة التي يجب أن تكون التقطتها الاقمار الصناعية عن ما يوجد في مصر من موارد غنية وذات قيمة عالية (ويحضرني هُنا ما نعرفه عن سيدنا يوسف حين قال الله عز وجل عنه في القرآن أنه (معنى الآية الكريمة) تم توليته على خزائن الأرض, وبعيداً عن ما بمصر يكفي أنها الأقرب إلى كل ثروات المنطقة الإقليمية شرقاً من دول الخليج إلى غرباً من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وجنوباً من القارة السوداء.. فهي بكل ما تحمل الكلمة من معنى (المنطقة المُثلى لحُكم العالم والتحكم في ثرواته) – برجاء مُتابعة الكاتبة الصحفية نيللي الشافعي, والمُدونان المصريان إسلام البحراوي والشاب المُفكر محمد أمين, لمعرفة سبيل الماسونية في حُكم العالم وعلاقة ذلك بمصر وثورات الربيع العربي.

مما سبق يتضح أن الدافع لا يقبل نقاش ولا يقبل التشكيك من حيث الثأر ومن حيث المنفعة والغرض .. وشرح ما سبق يأخذنا للسؤال الثان,
ما هي أداة الجريمة وأين أجدها إن لم يُعثر عليها ؟
كانت أداة الجريمة المتعارف عليها في الحروب إبان الحربان العالميتان هي السلاح بأنواعه, ولكن تطور أنواع الحروب أدى فستحداث أدوات جديدة, كان من أهم ملامحها ما تم تنفيذة في حرب 1973 (خُطة الخداع الاستراتيجي) والتي إستمرت إلى وقتنا الحالي من قِبل الأجهزة المصرية (التعتيم وعدم التصريح بمقومات القوات المسلحة ومدى تطور أسلحتها ومنظوماتها) وإلى ما قبل 25 يناير 2011 كُنا نعلم أن السياسة المُ،اقضة لسياسة القوات المسلحة المصرية (فرد العضلات والتهديد بمدى تطور الأسلحة الغربية) هو كل ما وصلت إليه التنمية العسكرية في جيوش العالم وخاصة الولايات المتحدة الأميريكية, ولكن تطور أداة الجريمة كان له نهج الجانب المصري في ذلك الشأن بالذات, حيث تطور الأمر في الحرب الآن إلى إستخدام أبناء الشعوب لإستهداف وتدمير بلدانهم, وتم ذلك على مراحل في إستخدام تلك الأداة:
-1- دراسة الشعوب (وكانت هُنا منظمات المُجتمع المدني, أبرزها في مصر مركز إبن خلدون المملوك لـ د. سعد الدين إبراهيم – دكتوراة في علم الإجتماع الدولي – والمُدار بواسطة داليا زيادة في ذلك الوقت).
-2- انتقاء العناصر – أدوات الحرب – (وكانت من أهم سمات تلك العناصر, الشذوذ, الوصولية, الفقر, محدودية الفكر -وذلك سبب فشلهم- صِغر السن, الحالة الإجتماعية الناقمة على المُجتمع -وهذا سبب كثرة العناصر الإخوانية في جميع الثورات في سوريا, ليبيا, تونس, مصر, الكويت, السعودية).
-3- توسيع دائرة الانتقاء المُنظم إلى الجذب العشوائي (وذلك بعمل صدمة إجتماعية لدى جموع الشعب وتغيير المفاهيم).
-4- السيطرة على المنابر المجتمعية بأنواعها (الصحافة, الإعلام, وسائل التواصل الإجتماعي).
-5- السيطرة على كافة الأطراف النخبوية بإتجاهتها مهما كانت (دعم كل الأطراف – حتى غذا وصل أحدهم للحكم كان طوعهم).
وبالتالي كانت الأداة على عكس ما علمناه (الشباب) ولكن الشباب والأحزاب والكيانات المُبهمة, والمبادرات, ورجال الأعمال, وصفوة المُجتمع النخبوية والصحافية والإعلامية, ولعل هذا المنطق هو المؤكد لمدى ضراوة وقسوة الحرب على الشعب المصري, ومدى التحدي الذي يمُر به الرئيس عبدالفتاح السيسي, حي أن الشأن هُنا تخطى مُجرد جبهات خارجية وإنما أطماع داخلية تفوق أطماع الدول مُجتمه ضد مصر.

أين يختبئ أو إختبأ المُجرم ؟
في إجابة تعريف الأداة المُستخدمة تكمن معرفة مكان الإختباء مُعضلة اساسية لدى النظام المصري وكُل نظام نجى من تلك الحرب, حيث أن تلك الأوات كانت تملك آليات مُختلفة يصعُب تحديدها كاملةً, فمثلاً:
-1- أكثر من حشد ضد جماعة الإخوان الموالية لأميريكا مثل (إبراهيم عيسى, باسم يوسف, وائل الإبراشي, توفيق عكاشة, يوسف الحُسيني … وآخرون) هُم أنفسهم من يُعادون الدولة المصرية الآن ويحاولون إرجاعنا إلى ميقات 25 يناير 2011, وكما ذكرنا في إجابة سؤال أداة الجريمة (أميريكا تدفع وتُسيطر على كل الأطراف) لأنه كما كان الدافع (الثأئر, وبالتالي التحطيم والإفناء, والمنفعة, وبالتالي الكسر للسيطرة والإحتلال).. فما كان الهدف خلف كل ذلك إلا غستمرار حلقة مُفرغة من الثورات حتى فناء مصر.. وتأمين سابقي الذكر من الشخوص بالمال لتسهيل سفرهم خارج البلاد آمنين مُعززين مُكرمين (راجع قانون الكونجرس الأميريكي بتسهيل سفر 10 آلاف خائن أميريكي بعد حرب العراق, والذين تم تعريفهم – بالمتعاونين مع أميريكا إبان الحرب -).
-2- كما كان من بعض الإعلاميين والصحفيين, كان من بعض النشطاء, فمثلاً حسن شاهين ومحمد عبدالعزيز ومحمود بدر المشهورين بأنهم قادة ثورة 30 ينوية – على عكس الحقيقة التي يروجها الإعلام والصحافة – (راجع تصريح وزير الدفاع وقتها وطلب النزول في يونية للتفوي لمحاربة الإرهاب).. كان هؤلاء الثلاثة من مؤسسين حركة كفاية التي انبثق منها حركة إبريل وبداية وشايفنكم وكافة الحركات التي مثلت الأداة في الحرب الحالية. وكانوا جميعاً ينفذون الهدف الأهم للولايات المتحدة الأميريكية وإنجلترا وإسرائيل في أخذ الثأر وتحقيق المنفعة, فحشدوا ضد الجيش المصري, وغيبوا فئات قليلة من الشعب وكثيرة من المنضمين لجماعة الإخوان – ذلك بالتعاون مع الصحافة والإعلام – وعندما كانت المرحلة التالية في إعادة الدائرة المُفرغة من الحرب في صورة ثورات قال نفس الأشخاص متبرأ كل منهم بشكل منفرد (إحنا إنضحك علينا) في حين أن تلك كانت وظيفتهم.. ولأن من خصائص إختيارهم كما ذكرت سالفاً (محدودية الفكر) – لأن لا عاقل يخون بلده بذلك الشكل – فكان لأغلبهم سقطات مثل تهديد أحمد دومة للجيش على الهواء, مطالبة محمود بدر بالإفراج عن احمد دومة, سب أسماء محفوظ للشعب المصري, تزييف داليا زيادة لتقارير انتهاكات الإخوان باللعب بالالفاظ, سفر البرادعي بعد فض إرهابيين ميدان رابعة وإنقاذ المصريين المشاركين معهم عن تغييب وإزالة الخطر عن الغير مشاركين معهم, سب حمدين صباحي للشعب المصر – مؤكد – نداءات نفس الأشخاص بإعادة …. الخ.
وبالتالي كافة المجرمين في تلك الحرب معروفين بالاسم – وتم القبض على بعضهم, وتم تحييد بعضهم, وتم ترك الحبل لبعضهم إلى حين أو اللهم إلا إذا توجد حماية غير معلوم مصدرها بجانب الحماية الأميريكية والأوروبية بدعوى (الحريات), أما المختبئين في انتظار أدوار قادمة من الصعب العثور عليهم إلا إذا اشارت أفعالهم إليهم..

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى