”تمني ” روايه من حلقات الحلقه الخامسه بقلم غاده سمير

جلست ”تمني ” بغرفتها، تفكر جيدا في كل ما مر بها من أحداث.. زواج وطلاق وعزله عن الحياه لسنوات طويله ،ثم العوده مره أخري،و إستكمال دراستها العليا..أستاذها الذي ظهر في حياتها فجأة، بلا مقدمات ،وقراره أيضا بالإنسحاب المفاجيء، وظهور “حازم” زميل الدراسه السابق، وعرضه بالزواج منها ورغبة ”ماهر ” زوجها السابق في العوده إليها …شعرت بحاله من الشرود لم يفيقها منها إلا صوت رنين الهاتف، ليأتيها صوت ”ندي ” المبتهج وهي تصيح أخيرا ”تمني ” حلمي وحلمك سيتحقق.. واخبرتها أنها تحمل إليها المفاجأة التي ستغير مجري حياتهما ،حاولت أن تعرف ماهي.. ولكن ”ندي ” رفضت أن تخبرها بالأمر، وطلبت منها سرعة الإنتهاء من إرتداء ملابسها لمقابلتها سريعا .
وذهبت ” تمني ” لمقابلة ”ندي ” وأثناء الطريق كانت تفكر في هذا الأمر أو الحلم الذي سيتحقق كما أخبرتها ، وبينما تغادر السياره وجدت امامها ”ندي ” تبتسم وتحتضنها في سعاده وبجوارها زوجها ” علاء ” الذي يعمل في مجال التجاره والأعمال ..تصافح الجميع ثم دعت ”ندي ” تمني ” لركوب السياره بصحبتهما للذهاب إلي مكان المفاجأة علي حد تعبيرها ،وهي تضحك في طفوله وسعاده شديده .
وانطلق ”علاء ” بالسياره حتي توقف أمام مبني ضخما أنيقا ،وقرأت ”ندي ” احدي اللافتات التي وضعت عليه، لتجد اسما لقناة تليفزيونيه شهيره بل من أشهر القنوات الفضائيه في منطقه الشرق الأوسط ..نظرت إليهما في دهشة ،وهي تحاول فهم ما يدور حولها، واخرجها صوت ”ندي ” الطفولي من دائرة الحيره، وهي تردد ..هل تذكرين فكرة البرنامج الذى اعددتيه وحلمنا معا بتقديمه. ..البرنامج قدم إلي القناه وتمت الموافقه عليه ،والآن موعد المقابله مع مدير عام القناه وبعض المسؤولين للإتفاق ..وقبل أن تسأليني كيف ..الفضل الأول يعود الي فكره برنامجك الجديده التي لاقت ترحيبا كبيرا وعظيما ،والثاني؛ يعود إلي زوجي العزيز فلا أنكر انه ساعدني كثيرا بعلاقاته .
نظرت ”ندي ” إليهما في دهشة وهي تردد ..سبحانك ربي… وانطلق الجميع داخل المبني الكبير وسط ضحكات ”ندي ” و”علاء” و ذهول ”تمني”.
وجلس الجميع مع مدير القناه الذي اتضح من المقابله انه صديقا قديما لعلاء بالإضافه إلي أنه إذاعيا مخضرما، صاحب شهره واسعه في مجال الإعلام، وأبدى سعادته بفكره البرنامج وتم الاتفاق المبدئي وتوقيع العقود، وبعد الإنتهاء من التوقيع، اصطحبهم ”عادل امين” مدير عام القناه لمشاهده الاستديوهات الخاصه، وهمست ”ندي” لتمني بعباره جعلتها تصمت طويلا… بل تصاب بحاله من التوتر والارتباك…همست لها بأنها علمت من مدير القناه بتعاقد دكتور ”سامي ” مع القناه لتقديم برنامجه الحواري الجديد !
وعادت ”تمني ” إلي المنزل، وهي تفكر في كل ماحدث، وما مرت به وتسألت في حيره، وهي تضع يديها علي رأسها في تعب …هل حدث هذا بالفعل أم أنه كان مجرد حلما ..وقاطعها صوت احدي رسائل الهاتف، لتجد رساله من ”حازم ” يخبرها برغبته في محادثتها ولكنها قرأت الرساله ولم ترد ..كانت تشعر برغبه في الإبتعاد عنه لا تدري لماذا… وتسألت تري هل أفعل معه..هو نفس ما فعله معي دكتور ”سامي ” ثم همست ..غريبه أيتها الحياه نتمسك بمن يبتعد ونبتعد عمن يقترب. .والتقطت هاتفها لتقرأ منشورات استاذها عبر موقع التواصل الإجتماعي (الفيس بوك) ، أرادت دون شعور أن تري صوره وتقرأ كلماته .. مازالت تبحث عن وجودها داخل كلمه أو حرف ربما كتبها لها أو عنها .وفجأة وقعت عيناها عما بحثت عنه طويلا قرأت بعض كلمات قد كتبها يصف بها لقائهما. .كل ما دار في ذلك اليوم الذي دائما ما تسافر إليه بخيالها فتبتسم تاره وتارة أخرى تدمع عيناها، ولكنها ضحكت كثيرا حتي تعالي صوتها، فقد اسعدها أنها بداخله… .مازال يتذكرها ..لم ينسها…لم تكون بالنسبه إليه حدثا عابرا…شعرت بالراحه لهذا الشعور . أغمضت عينيها، وتمنت أن يحدثها.. أن تأتيها رسالته، وخلدت إلي نوم عميق لم تمر به منذ سنوات طويله .
واستيقظت في الصباح وهي تشعر بالحيويه والنشاط ..تشعر إنها عادت إليها روحها التي غادرتها..عاد إليها شيئا فارقها…ضحكت مع طفليها وكانت ثالثتهما. .قبلت والديها في حب وانصرفت إلي الجامعه وقد ارتدت زيا أنيقا وبدت كفتاه صغيره لم تنهي دراستها الجامعيه بعد .
ودخلت إلي قاعه الدرس في خطوات رشيقه واتخذت مجلسها بجوار ”ندي” كعادتها وساد الصمت المعتاد بدخول دكتور ”سامي ” إلي قاعه المحاضرات…وبعد إنتهاء المحاضره، اسرع بالمغادره كعادته، ولكنه علي غير عادته لم يحاور طلابه ولم يتوقف لسماعهم…أسرع إلي سيارته في خطوات ثابته دون أن يتحدث إلي أحد ..ودون أن يلتفت إليها كعادته فيما سبق .
شعرت بنوع من الخذلان والحزن الذي حاولت جاهده أن تخفيه، ولكن فجاه انتبهت إلي رنين هاتفها ليأتيها صوته ..دكتور ”سامي ” ..وهو يردد في ثبات وحزم انتظرك في نفس مكان لقائنا السابق من فضلك لا تتاخرين. وذهبت إلي نفس المكان وهي تشعر بقلق وتوتر، حتي إقتربت من الطاوله التي يجلس عليها ،ينفث دخان سيجاره في عصبيه، وعينيه تلتفتان يمينا ويسارا، وكأنه يبحث عن شيئا فقده، حتي اقتربت منه، ثم ألقت عليه تحيه المساء ،لتثير إنتباهه إليها ومن إن رآها حتي نهض لمصافحتها ثم جلست أمامه تنتظر أن يبدأ الحديث. .
وتتوالي الأحداث في الحلقه القادمه من ”تمني ”

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى