سوهاج تنعى شهداء الوطن الأبرار في اكبر سرادق عزاء

كتبت : أ.د. / هالة نوفل ‏

‏ شهدت مدينة سوهاج حدثا لم تشهده من قبل وهو إقامة أكبر سرادق عزاء اتسع لأكثر من ثلاثة آلاف ‏معزى لتقديم واجب العزاء في حادثتي كنيستى مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية جاءوا من ‏كل محافظات مصر لينعوا شهداء الوطن الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم وأرواحهم الطاهرة فداءا لمصر في ‏أحداث الإرهاب الدامية التي ألقت بظلالها القاتمة على المشهد الإنساني المصري خلال الأيام السابقة. ‏
‏ وأكد الوزير الدكتور “أيمن عبد المنعم” محافظ سوهاج خلال تلقيه واجب العزاء في شهداء الوطن ‏بسوهاج أن الشعب المصري قادر علي مواجهة الإرهاب من الإخطار والمؤامرات والفتن التي تضعف ‏الدولة ونجد أن شباب وجماهير سوهاج حضرت اليوم لتبرهن للعالم أننا صفا واحدا وشعبا واحدا نعيش في ‏وطن يظله الأمن والأمان وأن كل ما يضعف مؤسسات الدولة سوف نتصدى له، كما أضاف المحافظ أن ‏الإسلام والأديان السماوية جميعا تحض علي السلام وانه لا يجوز قتل النفس وإراقة الدم وأننا سنقف جميعا ‏في وجه الإرهاب الغادر الذي يحاول أن ينال من وحدتنا الوطنية وأن يتستر خلف شعارات دينية خادعة ‏والدين منه بريء. بيد أن مصر ستظل دوما بلد الأمن والأمان وكفالة الحريات الدينية و رمزا للوحدة ‏الوطنية كما جاء في كتابه العزيز .‏
‏ كما سادت حالة من التضامن بين نسيجي الشعب المصري، من المسلمين والأقباط، انتشرت عبر كل ‏مكان في محافظة ‏سوهاج معلنة تضامنها ضد حوادث الغدر والإرهاب الأسود، الذي يطول المصريين، دون ‏تفرقة بين مسلم ومسيحي، ‏فلأول مرة في سوهاج تقوم السيدات بتقديم واجب العزاء في السرادق الذي أقيم ‏بجوار سرادق الرجال معلنة تضامنهن مع أهالي الشهداء الذين سقطوا بيد الإرهاب الغاشم ومؤكدات أننا يد ‏واحدة وان الإرهاب لن يستطيع أن ينال من وحدتنا الوطنية والقومية.‏
‏ كما شارك كبار مشايخ الأزهر والأوقاف في أداء واجب العزاء في شهداء الوطن بحضور قيادات الآمن ‏والقيادات التنفيذية بسوهاج مؤكدين بأننا اليوم نحتفل بشهدائنا الذي سقطوا بيد الغدر والخيانة وإننا لمحزونين ‏علي فراقهم لكنهم يعيشون حياة أفضل مما نعيشها الآن.‏
‏ وعلي مر العصور عاش المسلم مع المسيحي يدا واحدة حاربوا معا ثاروا معا من اجل الحرية ، والآن علينا ‏أن نسعى جميعا مسلمين ومسيحيين من اجل تحقيق التنمية لهذا الوطن الغالي و سوف ننتصر علي هؤلاء ‏الأعداء فهم اخطر علينا من أعداء الخارج لأنهم يعيشون بيننا ولكننا قادرون علي القضاء عليهم لتعيش ‏مصر أم الدنيا بين أبنائها الوحدة والتسامح والمحبة والرحمة ، وديننا الحنيف أوصانا بالأقباط خيرا…‏
‏ إن الصبر عند المصائب إيمان، وعند الشدائد لمن عزائم الأمور، وعند الابتلاء قوة، و في زماننا أصبحت كثيرة ‏هي المحن التي تتطلب فهــم درس الصبــر جيدا وتجسد فلسفة المؤمن في التعامل مع أقدار الحياة وجراحها وآلامها ‏والمواقف هي التي تمتحن رجولة الأبطال وشهامة الرجال.. فتحية للبطولة والفداء وتحية للكرامة والانتماء وتحية ‏لمن ضحوا بأنفسهم لكي تبقى مصر صامدة وآمنة رغم رزئ الابتلاء.‏
‏ أحسن الله عزاءكم معالي الوزير في مصابكم ومصابنا جميعا.. مصاب مصر الجلل.. واصطبر لحكم ربك فيمن عز ‏عليك فراقهم فليس عليها من سيخلد.‏

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى