مسح الاحذية فــــــــــــــن والدلدله فن!!!

كتب “فتحى طنطاوى”
الكثير منا تقابله مهن مختلفه فى حياته يتعامل معها ولم يفكر احد ان يتعمق فى طبيعة اصحاب هذه المهن ..”ماسح الاحذيه” صباح اليوم كنت اجلس احتسى فنجان القهوه على احد المقاهى ..واذا برجل فى العقد الرابع من العمر ومعه طفليه وجلس يفترش الارض ويخرج مستلزماته لكى يبدار رحلة جنى الرزق من “مسح الاحذيه”.. يذهب اولاده هنا وهناك على الوافدين للجلوس على القهوه لكى يسئلون من يريد مسح حزائها ..واذا بالرجل يبداء فى مهام عمله ويدندن مع نفسه بكلمات اغنية “بحبك يامصر” سئلته بابتسامه رقيقه انت بتحب مصر اجاب بسرعة البرق “الوطن غالى يا استاذ” ومصر ربنا حميها والخير جاى باذن الله والف حمد على الصحه والذريه ومحدش بيبات من غير عشاء والارزاق قسمها ربنا من صلاة الفجر واحنا علينا السعى…. بهذه الكلمات اجابنى وعاد ليستكمل عمله وهو يشرب كوب الشاى الذى احضره له صاحب القهوه… والذى اقتسمه مع ولديه الصغار…. فعاودت الحديث معه وسئلته..لماذا لايذهب اولادك للمدرسه فقال انا بوديهم المدرسه وربنا يكرمهم ويطلعوا احسن ناس بس يا استاذ اليوم دا الخميس واخر ايام الاسبوع فهما بيسعدونى حتى علشان ربنا يكرمنا ونجيبوا نصف كيلوا لحمه نتعشوا وربى حنين وكريم ونعمه علينا كتير ………
فقلت له كم انت قنوع ايه الرجل فقال حكمته “يابيه اللى ميرضاش بنايبه عايب”
فنظرت اليه نظرت الاستعجاب من احواله وما يمر به ليضرب ماسح الاحذيه مثلا كبير لامثالى فى نعمة الحمد وعلمت جيدا اننا نعيش فى بلدنا هذه بدعوات هؤلاء الناس البسطاء والذى يكون اقصى احلامه نصف كيلو لحم .. وعجبى

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى