ذخيرة الاستقواء فى الأمم تكمن فى تفعيل دور الشباب

كتبت/هناءالسيد

يقول الدكتور/مصطفي على قرمد مدرس اصول اللغة جامعة الازهر 
أثبت التاريخ عبر العصور أن ذخيرة الاستقواء فى الأمم تكمن فى تفعيل دور الشباب فهم العدة وهم الزاد، وقد حث الإسلام على العناية بهم، والاهتمام بشئونهم، ومن ثم نبه علماء الإسلام على عظم دورهم فى صنع الحضارة ، حتى أفردوا لذلك بعض المؤلفات منها «كتاب فضل الشُّبَّان على كثير من ذوى الأَسْنَان لأبى بكر الصولى (ت336هـ) الذى قمنا بدراسته وتحقيقه ، وهو يحوي مادة صادقة تعترف للأمة بأن شبابها هم باكورة حياتها ، وساعدها القوى، وعماد نهضتها ، وأن التفريط فى شئونهم هو تعطيل لحاضر الأمة وضياع لمستقبلها ، واطِّرَاحٌ لوَصِيَّةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم – بهم ، « فعن أَبِى سَعِيدٍ الـخُدْرِىِّ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَأَى الشَّبَابَ قَالَ : مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم – ، أَوْصَانَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ نُوَسِّعَ لَكُمْ فِى المجْلِسِ، وَأَنْ نُفَهِّمَكُمُ الْحَدِيثَ ، فَإِنَّكُمْ خُلُوفُنَا ، وَأَهْلُ الْحَدِيثِ بَعْدَنَا … ».
إن التفريط فى هذه السِّنِّ الفتية التى تجدد فى الأمة نشاطها ونبض الحياة فيها يبعث فى النفوس حسرة تسمع لها صراخا فى آداب العرب شعرا ونثرا ، قال يونس بن حبيب : « مَا بَكَتِ العَرَبُ عَلَى شَيءٍ بُكَاءَهَا عَلَى الشَّبَابِ ، ومَا بَلَغَتْ كُنْهَ مَا يَسْتَحِقّ »، لكننا وللأسف أقصى ما يمكننا فعله إزاء هذا العويل أن نستدعى أمجاد التاريخ ، ونتذاكر مآثر الأجداد ، وكأننا نحيا بمثل هذا الاستدعاء، ولله در القائل :
إِذَا مَا الحَىُّ عَاشَ بِعَظْمِ مَيْتٍ … فَذَاكَ العَظْمُ حَىٌّ وَهْوَ مَيْتُ
إن القراءة للتاريخ والمآثر والأيام التى ظهر فيها الحق على الباطل ، ينبغى أن تكون مصحوبة بأسباب الغلبة والتفوق لتفعيلها ، وليس لتمجيدها كآثار متحفية ، وإن الاهتمام بالشباب كان سببا فاعلا فى تسطير تاريخنا المجيد ، ولذا كان علينا أن نعى أهمية دورهم، فإِنَّمَا الـخَيْرُ فِى الشَّبَابِ، ولا نظن أن صغر سنهم حاجز يمنعنا من الاستفادة منهم، «فالسِّنُ لَا تُقَدِّمُ مُؤَخَّرًا ، ولَا تُؤَخِّرُ مُقَدَّمًا ، بَلْ رُبَّمَا عُدِلَ بِجَلِيلِ الأُمُورِ ، ومُهِمِّ الخُطُوبِ إِلَى كَلِمَةِ الفِتْيَانِ ؛ لاسْتِقْبَالِ أَيَّامِهِم وسُرْعَةِ حَرَكَتِهِم ؛ ولأَنَّهُم عَلَى ابْتِنَاءِ المجْدِ وبُعْدِ الصَّوْتِ أَحْرَصُ ، وِإِلَيْهِ أَحْوَج».
وإذا ما نظرنا إلى واقع الشباب اليوم نستشعر عظم المسئولية تجاههم ، فالتبعة اليوم أثقل من أى وقت مضى ، ومن ثم يجب علينا احتضانهم ، وتوعيتهم بعظم الأمانة الملقاة على كاهلهم ، وتفعيل دورهم فى صالح الأمة .

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى