“ناهد بوخالفة” تكتب ..نظافة الشوارع أزمة شعب عربي عصي على التحضر

 

تُسن القوانين في بلداننا العربية ولا تُنفذ حتى ينال الإهمال من جماليتها..
في اي مكان أتواجد فيه لا يفارفني منظر جلّ المواطنين وهم يعيثون في الأرض فسادا ..كيف لا وهم يبعثرون الأوساخ في كل مكان..فهذا يشرب ويقذف قنينة أو إناء بلاستيكيا أرضا…والآخر يأكل ويرمي أغلفة الأطعمة ..
أوساخ تأكل أوجه المدن ..متناثرة كالعاهات في كل ركن ..تشوه منظر الحياة ،وتبعث في السرائر على التقزز، كيف يغفل المواطن العربي على وجوب الحفاظ على شوارع منطقته نظيفة خالية من القاذورات ، غريب أمره حين يمر على سلة مهملات متجاهلا، ثم يقذف بفضلاته البشرية على الطريق ، أكياس متطايرة وأخرى عالقة بين أغصان الأشجار أو النباتات ، قنينات وأواني بلاستيكية ، أغلفة حلوى و أوراق ..كل شيء..كل شيء يُرمى خارجا وكأن الشارع حاوية قمامة كبيرة، رغم أن القوانين صريحة في هذا الشأن الا أن الإهمال اِخترق كل الأسوار وتناثر خارجا ليعطي المدن منظرا سيئا .
مجتمعنا العربي خُلق ليخترق القوانين ، رغم أن ديننا الحنيف يرتكز على الطهارة ،والرسول الكريم ربط الإيمان بالنظافة ربطا وثيقا ..
القوانين التي تسن هكذا دون رقيب ولا حصر للهفوات التي يمارسها المواطنون دون خوف لن تنجح ..
فالأجدر أن يُحصر الأمر بكاميرات مراقبة في الشوارع لمراقبة المتجاوزين وردعهم بعقوبات صارمة ،حتى ترسخ في أذهان الجميع أن رمي النفايات جريمة لا تغتفر ..وإلا لن يتوقف الناس عن تشويه الحياة بقاذوراتهم المترامية في كل مكان .صحيح من المحزن جدا ألا يتأثر المواطن بضميره ودينه الذي يحثه على كف الأذى عن الطريق لكن ..حين تنقطع السبل لتعميم القوانين الشفوية التي لا توثق بعقوبات ميدانية لن يعتبر الجميع..
فالعقاب سُن ليرهب المخطئين ويحد من الجريمة لا ليكون مجرد بند في كتيب ،لا يلتفت إليه أحد .
بما أن الشعوب ترفض التعامل بثقة فالأجدر بالأنظمة أن تراقب الجميع عن كثب ؛وهذا لا يكون الا بزرع أجهزة كاميرا في معظم الشوارع ، فحين يحاصَر المواطن ويشعر بأنه مراقب سيخفف من عاداته السيئة إلى أن يصبح خوفه من الخطأ نفسه عادة ..هذا يفسر أننا في منأى عن السلوكات الحضارية ..وبيننا وبين الحضارة سنوات ضوئية ..حتى الدين نفسه لم يردعنا لنحافظ على مدننا نظيفة تصلح للحياة .

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى