حكاية أول قضية إثبات نسب فى مصر

كتبت عزة الجراح
🖤السيدة هدى شعراوى تجبر ابنها على فراق زوجته و إنكار نسب ابنته منها
القصة الحقيقية لفيلم ( فاطمة ) بطولة أم كلثوم و أنور وجدى
السيدة نور الهدى محمد سلطان الشهيرة باسم هدى شعراوى بنت الحسب و النسب ، أبوها رئيس أول مجلس نواب فى تاريخ مصر و قائم مقام الحضرة الخديوية بالصعيد ، قائدة الحركة النسائية فى مصر التى أقامت الدنيا و أقعدتها من أجل تيسير الزواج و صاحبة فكرة تخفيض المهر إلى ربع جنيه مصرى و المطالبة بحقوق المطلقات و زوجها على باشا شعراوى رفيق كفاح زعيم الأمة سعد باشا زغلول .
أما المطربة فهى المطربة و الممثلة المسرحية فاطمة سرى التى كانت أول مصرية غنت أوبرا كاملة فى تاريخ مصر و هى أوبرا (شمشون و دليلة) ، و اسمها الحقيقي فاطمة السيد الراوى .
وقع محمد بك شعراوى ابن السيدة هدى شعراوى فى غرام المطربة فاطمة سرى و ظل يطاردها حتى وقعت فى غرامه و تزوجها عرفيا بورقة كتبها محاميه ، و عندما حملت كتب إقرار على نفسه بنسب الجنين الذى فى بطنها إليه و أنه ثمرة زواج شرعى على سنة الله و رسوله و أرخه بتاريخ اليوم و هو 15 يونيو 1925م .
انتشر الخبر و نشر بالجرائد و عندما علمت السيدة هدى شعراوى ثارت ثائرتها و أجبرت ابنها على التبرؤ من زوجته مطربة التى وضعت بنتا فى 7 سبتمبر 1925م ، فكيف لواحدة أرتيست مثلها أن ترتبط بابن الحسب و النسب ، رفعت فاطمة سرى قضية إثبات زواج و نسب و ترافع عنها وقتها المحامى فكرى أفندى أباظة ، و بعد تداول القضية بالمحاكم لمدة 3 سنوات تم الحكم بصحة الزواج و إثبات نسب الطفلة ليلى محمد شعراوى لأبيها و إلزامه بجميع الحقوق الشرعية المترتبة على هذا النسب .
كانت السيدة هدى شعراوى موجودة بالمحكمة أثناء النطق بالحكم ، و كان الغريب و العجيب أنها حين سمعت الحكم قامت و احتضنت حفيدتها الصغيرة و خرجت بها من المحكمة ، لكن الأغرب و الأقسى أنها حرمت أم البنت المطربة فاطمة سرى من رؤية ابنتها مدى الحياة