أنا المتحدث الرسميّ باسم الحبّ في زمني
و هذا المنصب ابتدعته لي عيناكِ .. عرّفني
أنا درويش عشقكِ في رصيف تضرّعي سكني
أنا الطفل الذي تجتاحه الأشواق فاحتضني
***
و أنتِ اللوحةُ الكبرى بكلّ متاحف المدنِ
و أروع قصة تروى لتنقذنا من الشجنِ
و سرٌّ ينشر الأنوارَ حين يذاعُ في العلنِ
و أنتِ الراية البيضاء حين تجودُ بالهدنِ
***
عشقتُ توتّرَ الأعصابِ .. صوتك حين أغضبني
وشكّك و اضطرابك و انفجارك فيّ أوجدني
أيا بحر الحياة عشقتُ غوصي داخل المحنِ
فألقيني بموجك طول عمري .. أحرقي سفني
***
أنا قمرٌ يجوب الكون .. ليل البعد بعثرني
و أنتِ الكوكب المنشود .. طوفُ مدارهِ وطني
إن ائتمرتْ رياح الأرض لا أملٌ لتبعدني
فتلك الجاذبية بيننا بالروح و البدنِ
***
جنونك من سجون المنطقيةِ جاء هرّبني
و من منظومة الموروث في الأفكار أنقذني
و عقلك كلّ ثانيةٍ يفتّش كي يحللني
و إن وجد انشغالي جاوز المسموح أنّبني
***
أنا فيض التناقض و الحنين إليكِ فسرني
و بحثكِ في تفاصيلي بدرب العشق خلّدني
و أنتِ العالم السحريّ طول الوقت أدهشني
و أكبر فتنةٌ للقلب خاليةٌ من الفتنِ
***
محوتِ صداعيّ الكليّ .. كالإعصارِ أرهقني
طويتِ جراحيَ الحمقاء .. كانت حضّرتْ كفني
و أنهيتِ اضطراباً مزمناً .. كم كان ضيعني
و كنتُ بقمة التركيز قبلك غير متزنِ
***
أعدتيني لمهد العشق منذ نطقتِ في أذني
أعدتِ اللون للأشياءِ .. و البسمات للزمنِ
أعدتِ الحلم ملموساً بكلّ العطف أسعدني
بمجد اللحظة الأولى هواكِ غدا من السننِ.
0 199 دقيقة واحدة