” غرام وردانة” الحلقةالثانية..للكاتبة سحر بدر الدين

. عندما تأتيك ذكرى من قاع السنين البعيدة وتطفو الى سطح عينك ترى كل الصور وتشم رائحة عمرك كله ….. فيها .. تبا للذكريات ..
نظر الى المخلوقة الفاتنة النائمة كم يذيد جمال وجه النساء وهن نائمات .. وليس كلهن لكن تلك المرأة يومض جمالها بوسط كل الضوء نورا برغم من ملامح الالم والحزن النائم تحت جفن الهدب الاسود .. وكأنه يستر فاتنة خشية تراها العيون … ثم شرد بخاطره بعيدا واتت الصور ملبية طلب عين ذاكرته تذكر أمه كانت فاتنة جميلة ممشوقة القد وكان الحليب يسرى ببدنها وليس الدم وتحمل تاج من شعر اسودا يتحدى الليل وجبين كهلال مشرق يضيىء ساحات القصر ان اتى المساء ..
كان عمه وزيرا لابيه ذائع الحكمة والقيادة مملكة يحكمها بحنكة يحبه شعبه ويجله كثيرا لم تاتى اى شكوى فترة ملكه وكان يقيم الموائد والولائم لشعبه ويغدق من امواله على الفقراء حتى ذاع صيت تلك المملكة التى كان يأتيها التجار من كل حدب وصوب وكانت امه نقطة ضعفه ان مرضت لا يرى جفنه نوم كم كان يتغزل بحسنها بين عائلته .. وصيت الجمال فى النساء وقتها كان مضرب شعر الشعراء قديما فكانت تذكر سرا بينهم وكم تمنى الكثير ان يرى قيد انملة منها كانت امراة حكيمة هى الاخرى قوية الشكيمة ولها شفافية الرؤى كانت تعلم حساب الشهور والفلك
ولها خبرة بعلم الاعشاب والتداوى بها من حكيم قصرها هذا الرجل الذى تربت على يديه من صغرها … عاشت المملكة فى هدوء سنين طويلة لم يغار عليها اى قبيلة فقد كانت منارة فى بحر صحراء المغرب وقتها واتسعت المملكة اكثر حتى وصلت الى البحر وكثراسطول التجارة وقصور المملكة تتصدر جبين البحر كشمس مشرقة .. فى وقت الرخاء قد لا تعرف عدوك ولا تراه لانك تعطى بسخاء ولا تنتظرمقابل ما تعطى عطاء الا .. الاخلاص ..وهو سهل النفاق وبعضهم يجيد تمثيله ويحسن بكل موقف تدبيره وتغيير قناع الزيف عندما يلزم الامر ذلك .. كان وقتها بعمر الشباب .كان دائما يرى بعين عمه الوزير نظرة تخيفه كلما نظر اليه وتخفى ابتسامة واسعة مرحبة اى انطباع .. لكن هيهات لسوء الطباع ..وفى قاع نفسه الاطماع . كان الولد الوحيد لابيه ولان تدهورت صحة امه وقت حملها به ..تزوج باخريات فقط لتكون وعاء .. اعطاهن كل شىء الا ..روح قلبه كانت لامه وحدها .. وبرغم من حبه الكبير كانت مثل كل انثى تغير .. ومن تلك النقطة كان النزاع .. الذى دخل منه ثعبان الفراق بين الزوجين وعندما تكون فى نعمه فلابد ان تكون محسودا عليها ومن اقرب الاقرب اليك ومن دم والديك .. كان يوما استعد فيه والده الملك السفر خارج المملكة للتجارة وعقد اتفاقات ببلاد اخرى وجهز الملك اسطوله وهو لا يعرف اى قدر سيطوله ..وتاتى بعدها اقدار الضياع ..ودع الزوج زوجته وزوجاته الاخريات وكانت احداهن على وشك ان تضع له مولود جديد كان ينتظره والده بفرح شديد لكنه اضطر للسفر ..وعندما سافر الملك وهو لا يعلم اى طريق سلك القدر خلفه وسوف ياتى بكل ما يخالفه ويضيع بعدها اثره وخلفه .. وان اللدغ اتى من اقرب جحر بقصره ..
افاقت النائمة وهى تتالم وتتوجع اتاها المخاض ونظر الرجل اليها وهو خالى الوفاض ماذا عساه يفعل وبدات المخلوقة بشدة تصرخ حتى التف حوله بعض حيوانات غابته وهنا اتت ثعبانته والتفت حول بطنها وكانها تدلكه برفق هدات المخلوقة وبعدها خرجت الى دنيا هذا المكان طفلة شق نور
مرحبا بمن حولها حتى تراجعت الحية ويا عجب ما راى الرجل عندما حاول ان يقص حبل السرة … كانت المفاجاة على حين … غرة ..
انتهت الحلقة الثانية

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي الزائر،،يرجى إيقاف حاجب الإعلانات ،، فمساهمتك تعمل على استمرار تقديم خدماتنا