كتب/ فتحى طنطاوى
أجلس فى الركن الاخير من زاوية بالبيت وتظهر عليا علامات الاراهق والاختناق، كأن انفاسى تصعد الى السماء بصعوبة، تسود امامى كل السبل، تقترب منى احدى عجوزات المنزل قائلة مابك بنى … فتجيبها ملامح وجهى الكهل وتقول لاداعى للاجابه فانها واضحه، وتاخذ برأسى الى حجرها وتتمتم بكلمات اولها “ياعي ياعنية لاتاخدى فى المال او الذرية ….. الى اخر رقيتها التى توارثتها من الاجداد… ثم غابت للحظات وعادت تحمل شيىء فى يديهاوقالت لى يابنى قم وانتفض واغتسل بهذه الليفة وقطعة الصابون تلك..فقلت لها ماهذى قالت انها بقايا غسل احد المتوفين والذى ذهبوا الى طاعة الله.. فسئلتها ما فائدة هذا..فقالت ياولدى هذه عادة موروثه.. تستخدم فى اوساطنا ولكن ربما تكون قد انتهت او مازالت فى بعض العائلات، فهى نافعة لازالة العين والحسد ، ونافعة لزواج البائر وايضا للسيدات التى تريد الحمل… فابتسمت وقلت لها اذن عقب الاغتسال يجيب عليا ان اعمل اختبار حمل فضحك الجميع، ونظرا لما انا به منضيق واختناق نفذت ماطلبى منى واغتستلت يتلك الليفه والصابونه لاحد الموتى .
خرجت بعدها الى سماع الرقية الشريعية … وبعدها جلست مع تلك العجوز نتحاور فى عادات اهل زمان ازال الله عنا وعنكم الاختناق والهموم