شجاعة الأبناء قد تكون طوق النجاه للكبار

كتبت أسماء محمود
قال سيدنا إبراهيم عليه السلام لأبيه:”يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا”
فرد عليه أبوه:”قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا” )
سيدنا إبراهيم لم يعجبه أن أباه يعبد الأصنام ويزيغ عن الحق فخالفه فى الرأى وبدأ يناقشه ولأن الآباء دائما يعتقدون أنهم على حق بحكم السن والخبرة وأن أبناءهم ما هم إلا صغارا لا يعلمون شيئا وعليهم السمع والطاعة دون نقاش فقد بدأ سيدنا إبراهيم حديثه قائلاً
أنه أتاه من العلم مالم يأتِ أباه والحقيقة أن “آزر” هنا لم يكن والده الذى أنجبه ولكنه بمثابة الوالد فمثلا ربما كان عمه أو خاله أوالشخص الذى رباه لأن والده الحقيقى اسمه “تارح” والدليل على ذلك أن الله تعالى ذكر اسمه مثلما نقول أبوك فلان ونقصد ساعتها العم أو الخال الذى فى مقام الأب،
يقول فاقبل مني نصيحتي أهدِك صراطا سويا أى: أبصرك إلى هدى الطريق المستوي الذي لا تضل فيه إن لزمته.
وطبعا لا يشترط أن يكون الأب كافرا والابن مؤمنا فمن الممكن أن يكون الأب يساند قضية باطلة والابن يعرف الحقيقة ويساند الحق.
فعندما قامت ثورة يناير المجيدة قام بها الشباب لأنهم أتاهم من العلم مالم يأتِ آباءهم ؛ جيل النت والكمبيوتر والفضائيات المفتوحة جيل تربى على الشجاعة والمواجهة وحرية الرأى مالم يحظَ به أباءهم
وفى هذا أتذكر قول امرأة عجوز قالت عن ثورة يناير:والله إنى أريد أن أقبل أقدام أبناءنا الذين قاموا بالثورة وكانوا أشجع منا وكذلك قال الموسيقار عمار الشريعى وهو يبكى:إن هذا الجيل هو الأفضل لأنه لم يقبل بالفساد والظلم وثار عليه على عكس جيل الآباء والأجداد الذين رضوا بالظلم وعموا عنه وتقبلوه خوفا على حياتهم وكانوا يؤمنون بمبدأ المشى إلى جوار الحائط من أجل العيش بسلام وأمان،
ونلاحظ أن آزر رفض منطق ابنه ولم يقتنع بقضيته العادلة بل وهدده بأن يجلده ويعاقبه.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى